تحولت جلسة البرلمان أمس من جلسة عادية إلى جلسة عاصفة، بعد أن تقدم النائب البرلماني مهدي عبد الرحمن أكرت بمسألة مجلسية بشأن عمود الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة (آخر لحظة) يوم السبت الماضي، معترضاً على العمود الذي أعتبره إهانة لنواب البرلمان، فيما أكد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس على حق الصحافة في نقد البرلمان والحكومة، إلا أنه عاد وطالبهم بعدم الإسفاف واستخدام اللغة التي لا تليق بمؤسسة دستورية تعبر عن الشعب، وأشاد بمواقف أبو العزائم واصفاً أياها بالمعتدلة ، لكنه انتقد ما جاء في العمود الأول وثمن ما جاء في العمود الثاني الذي اعتبره بمثابة اعتذار. ورفض الصحفيون البرلمانيون الهجوم الذي شنه الطاهر على الصحفيين والصحافة واتهامه لهم بأنهم يبيعون أنفسهم على حساب مهاجمة البرلمان ونوابه بعد أن سخر منهم مطلقاً عليهم صغار الصحفيين.وقال صغار الصحفيين يهاجمون البرلمان«ولكن نتركهم ليتعلموا فينا النقد» ودعاهم إلى أن يكونوا على خلق رفيع، في ذات الوقت شرعت رابطة الصحفيين البرلمانيين في إعداد مذكرة احتجاجية لتسليمها لرئيس البرلمان رفضت الطريقة التي تحدث بها عنهم. وأوضح الطاهر أن البرلمان سيقوم برصد عمل الصحافة لتقييمه وتصحيح أخطائه، وانتقد في الوقت ذاته ما اسماه، ابراز أخبار الجريمة بطريقة بشعة في الصحيفة، لافتاً إلى انخفاض معدلات الجريمة بالبلاد.ومن جانبه أكد النائب البرلماني المهندس الحاج عطا المنان أن البرلمان شرّع كثيراً من القوانين التي تحكم عمل الصحافة، داعياً إلى عدم التعميم، مشيراً إلى وجود صحف ذات تأثير على الرأي العام لأنها أكثر توزيعاً، مؤكداً على ضرورة احترام المؤسسات التشريعية، كاشفاً عن مساعٍ للاجتماع بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات لمناقشة قضايا الصحافة والتي تتمثل في التدريب والتأهيل، داعياً لجنة الإعلام بالبرلمان إلى تنظيم ورشة عمل لتقويم عمل الصحافة بالبلاد.يذكر أن رئيس التحرير كان قد كتب في عموده المقروء بعد ومسافة السبت الماضي مقالاً طالب فيه نواب البرلمان بالوقوف على حقيقة الأحداث من داخل أرض المعركة، رافضاً الرضوخ للسلام دون حسم التمرد، وقال نحن مع سلام الشجعان وليس الجبناء.وكتب في عموده أمس الأول تحت عنوان نواب الشعب والصحافة، مؤكداً أن دعم القوات المسلحة واجب وطني وأن مطالبة بعض النواب باستجواب أو مساءلة أو محاسبة وزير الدفاع ستكون مثبطة للهمم في مثل هذه الظروف، فلا التوقيت والأحداث يتطلبان مثل هذا المطلب.