سخرت الحكومة المصرية من الدعاوي والأحاديث المتطرفة عن مآلات مستقبل السودان عقب الاستفتاء بأنه سيتحول إلى دويلات والعودة لمربع الحرب مجدداً. وجددت مصر تأكيداتها بالعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة السودانية لتحقيق الوحدة. وقال سفير مصر بالسودان عبد القادر الديب إن وحدة السودان تمثل بعداً إستراتيجياً لمصر والسودان، مشيراً إلى أن مصر قيادة وشعباً ستعمل مع الحكومة السودانية جنباً إلى جنب لتحقيق الوحدة وأضاف الديب أنه لمس رغبة كبيرة وسط الجنوبيين لتحقيق الوحدة منتقداً الدعاوى والأحاديث المتطرفة عن مآلات مستقبل السودان عقب الاستفتاء. من جانبه أشاد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بموقف الحكومة المصرية تجاه قضايا السودان، مشيراً إلى متانة العلاقات بين البلدين. وقال خلال مخاطبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك بالأمانة العامة لحكومة الولاية أمس أنهم ينظرون إلى السفير المصري في السودان على أساس أنه سفير دولة «وادي النيل» في «وادي النيل» وأضاف أننا نتطلع بأن لا تقتصر الوحدة بين شمال وجنوب، وإنما تكون وحدة شاملة بين السودان ومصر وبصفة خاصة والدول العربية بصورة عامة. وأكد الخضر التزام حكومته الحياد في إجراء الاستفتاء وإتاحة الحرية الكاملة للمواطن الجنوبي للإدلاء بصوته لصالح الوحدة أو الانفصال، ووصف الخضر عملية الاستفتاء بالمهمة الكبيرة، مشيراً إلى أن ولايته تستضيف معظم أبناء الولايات الجنوبية. وأكد الوالي التزامهم بعدم الحياد عن قضية الوحدة معرباً عن أمله في أن تصبح الخرطوم بوتقة تنصهر فيها كافة الجماعات والقبائل وأن أي شخص يقطنها لابد أن يتمتع بكافة الحقوق ويقوم بكل الواجبات. وفي ذات السياق أكد الأب فيلوثاوس فرج أسقف كنيسة الشيهدين والأسقف جوناثان حماد كوكو رئيس الكنيسة الوطنية والأبنا صرابامون أسقف كنيسة أم درمان شمال السودان، ودنيل كومار رئيس الجالية الهندية بالخرطوم أكدوا على أن السودان يعد مثالاً للتعايش السلمي وأشاروا إلى أنهم أصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي وأنهم يتمتعون بكافة حقوق المواطنة، وعبروا عن سعادتهم بما ظلوا يحظون به من احترام متبادل من السلطة والمواطن . وفي السياق تلقى والي الخرطوم برفقة وزراء حكومتة التهاني بالعيد من نواب رئيس المجلس التشريعي ومديري الشرطة والأمن وقائد منطقة الخرطوم العسكرية ورئيس المجلس الأعلى للسلام والوحدة، ورؤساء الكنائس والأساقفة والأقباط والجالية الهندية وزعماء القبائل ورؤساء المجالس التشريعية المحلية وقيادات الخدمة المدنية والمرأة والطلاب والشباب وقيادات المجتمع المدني بالولاية.