صادف ظهور ودالشواطين بعد غيبة تداولنا لموضوع زواج المسيار المعدّل للإيثار والذي حللته فئة من علماء الدين عبر افتاء معلن.. وبين مؤيد ومعارض.. ومتقبل له ورافض، فقد كنا مجموعة.. وكان ودالشواطين يتأمل وينظر بعيداً.. لم يشارك سوى بسؤال: الكلام ده نشروه وين؟.. قلنا له: مكتوب في الجرايد كلها.. وقرر اقتناءها لسبب في نفسه. اهتمام ودالشواطين بالأمر.. مع سرحاته واطراقاته حيث تزامن الموضوع مع إطلاقه لنظريته الجديدة في الحياة والتي أخذ يعمل بها وشعارها «أديها شلوت».. أي لا تأخذ أمور الدنيا على محمل الجد.. وبخبراتنا معه عرفنا أن ودالشواطين عندما ينظر إلى اللا شيء مع تقطيبة لحاجبيه.. وثمة ابتسامة يحاول إخفاءها وبسبب ذلك يرتعش وجهه وكأنه نمر يحاول الانقضاض على فريسته أو قط وقع في أسره «جقر» دسم الملامح. بعد عدة أيام وأنا خارج من بيتنا ذات صباح رأيته خارجاً من بيت «شيخ طرماح» وابنته الكبرى «خاتية القول» تودعه حتى الباب بالفستان، ولما لمحتني توارت.. اندهشت طبعاً.. وسألته: ده شنو ده؟.. أنت بتتصرف زي سيد البيت.. قال مبتسماً: أصلوا أنا اتزوجت «خاتية القول».. أتزوجتها؟.. سألت في بلاهة المندهش حضارياً، فقال ببساطة زواج مسيار وكده!!.. قلت بذات الاندهاش: مسيار!! فقال: قول إيثار! كيف؟ ومتى؟ وأين؟.. حاصرته بالأسئلة ورجوته أن نعود الى البيت ونشرب شاياً.. فقال: بل «نسكافيه»، قلت هي مع الشاي.. فقال شامتاً: الشمار ح يكتلك داير تعرف الحاصل مش كده.. قلت له: أبداً والله، فقال: وما سر الكرم الزائد هذا؟.. قلت: أبداً والله لو داير أضبح ليك عديل؟.. فقال أبوالزفت حب الاستطلاع ما كتل الكديسة براها.. داير يكتلك معاها. جهزت الشاي والنسكافيه والقهوة.. وما تيسر من فاكهة.. وكل ذلك لمعرفتي بأن «حاج طرماح» من المتشددين... ويقال إنه وبسبب تشدده بارت ابنته الكبرى «خاتية القول» وستبور شقيقاتها الأخريات إن استمر الرجل في تشدده، فكيف استطاع ودالشواطين اقتحام القلعة المسورة هذه وأصبح سيد بيت وزوجاً لبنت شيخ طرماح بهذه البساطة وبدون أي مقدمات أو أفراح أو حتى إشارة.. فأنا جارهم لم أعرف عن الموضوع شيئاً.. بعد أن قاومت فضولي.. وتأكدت أنه اتكيف خالص.. سألته: أها أحكي لي.. فقال لي: طبعاً البت دقشت الأربعين.. يعني جاهزة.. يا زول قلت دي زولتي ذاتا. ابدأ بيها المشروع.. سألته تبدأ كيف يعني؟.. قال: شيل الصبر يا زول الفيلم طويل شوية المهم البت فاتا قطار الزواج، ختيت عيني عليها، أها «كنتكت» ليها.. كنتاك طويل.. كنتاك قصير.. لما فصلت، الخلاها تفصل طوالي.. أنا أول حاجة ابتديت بيها العرس.. قلت ليها: أنا زول زواج طوالي.. ما صدقت خليتا تحلم بي «فكة البورة».. لما خلاص استوت.. قلت ليها شرطي الوحيد يكون زواج مسيار وكده، في الأول زعلت وكوركت، قمت عملت فيها تقيل وقلت ليها خلاص إذا ما نافع معاك شرطي ده يبقى ما في قسمة.. يا زول قامت اتراجعت قالت لي: لكن أبوي صعب، قلت ليها: صعب على العلماء كمان.. دي فتوى رسمية ومنطقتها ليك بالجرايد، فقالت لي: خلاص أقنع أبوي.. أها أقنعت ليك أبوها في الأول عمل لي فيها هراش وأرغى وأزبد.. لكن منطقتو ليك لغاية ما فصل.. وفرضت عليهم الموقف على أضيق نطاق وبي شاهدين بس الموضوع اتحسم، السكن معاها في بيت أبوها الحدادي مدادي ده.. حسب تقدير الصرف «انقلش بوكت» كل زول يخارج نفسو.. أهو الحمدلله زي ما شايف القصة ماشة كويس.. فقلت له: لكن يا ود الشواطين ما بالغت عديل.. فقال لي عبر ابتسامة ماكرة.. عايز تعرف المبالغة الجد.. فقلت له: أها؟ ملحوظة: للأسف انتهت مساحة الزاوية ولم تنتهِ القصة.. لذلك دعونا نكمل الجمعة القادمة بإذن الله.