هواية الحفاظ على التراث وجمع المقتنيات القديمة يتملك بعضا من الناس ويجعلهم يبذلون جهدا ووقتاً والكثير من المال لإقتنائها . وتمثل تجربة العم حسن الجزولى مثالا واضحا ونموذجا على الاهتمام بالتراث. حيث خصص غرفة في منزله جعل منها متحفا صغيرا ضم عددا من المقتنيات التراثية ومن بينها السحارة والتي كانت في الماضي خزانة لحفظ المقتنيات الثمينة مثل المجوهرات والملابس. كما تضم مجموعته عددا من الأواني النحاسية والفخارية،والتي تستخدم لتقديم الطعام إلي جانب أدوات الزينة التقليدية التي كانت السمة البارزة في مناسبات الزواج . كذلك يوجد ضمن المجموعة أعداد من الصحف القديمة التي يعود بعضها إلي خمسينات القرن الماضي وتمثل بذاتها مراجع تاريخية مهمة تعين الباحثين والمهتمين بالتاريخ. والمتحف يوفر - والحديث للعم حسن الجزولى- معرفة بالقيم الحضارية للمجتمع السوداني ويهدف لتعريف الأجيال الحالية بالمعطيات المادية للحضارة السودانية في تجلياتها المختلفة بما يعمق الاعتزاز بتاريخ أمتهم ويفتح بصائرهم لتجارب سابقة للاستزادة من المعين الثر الذي خلفه الأجداد. هذا وقد وجدت مبادرة المتحف المنزلي الذي افتتحه العم حسن الجزولي إشادة كبيرة من أهل القضارف الذين عدوه خطوة في اتجاه توثيق تراث الولاية وناشدوا الجهات المسؤولة للعمل علي اتخاذ هذه المبادرة الفردية نواة لمتحف عام يجمع شُعثَ المقتنيات التراثية القيمة التي تحفظها بعض الأسر.