ومن روائع وبدائع.. كوكب الشرق أم كلثوم.. تلك الحروف البهية.. وهي تشدو.. سيبني أحلم يا ريت زماني ما يصحينيش.. وأنا ما زلت أحلم أحلاماً هيجيلية شاسعة.. والحَلم أتمناه يصبح حقيقة.. ورابطة مستوردي ومصنعي الأدوية.. يعلنون عبر الجرائد والفضائيات والإذاعات.. أنهم وتقديراً للشعب السوداني النبيل.. قد قرروا خفض سعر الدواء بنسبة الثلثين.. ليعود السعر الذي كان سائداً قبل ذاك الصعود الجنوني الذي صاحب إرتفاع الدولار.. وحلم هيجيلي آخر.. ويلتئم اجتماع عاصف في إحدى قاعات قاعة الصداقة المهيبة.. وأعلام هيجيلية وأخرى مكتوب عليها جمهورية أفلاطون ورايات «طوباوية» ترقص مع دفقات الريح وهي تحمل شعار المدينة الفاضلة وبالداخل مناديب شركة «سيقا» وشركة «ويتا» وشركة «سين» وممثلين للأحبة «الفرانة» يصدرون البيان الختامي وهو يحمل البشرى والبشارة ليعلن أنه وقد تقرر أن تكون كل ستة «رغيفات» زنة مائة جرام بواحد جنيه فقط وفي ذيل القرار كلمات تقول.. يكفي كثيراً ما حققنا من أرباح عندما كنا «نعصر» المواطن «عصراً» ونسحقه سحقاً ونطحنه طحناً وها نحن وفي تنفيذ حرفي للأخ «هيجل» نتنازل عن امتيازاتنا وأرباحنا بمحض إرادتنا.. وفي قاعة فرعية يكون هناك مناديب من أفرع هذه الشركات وشركات أخرى منتجة للألبان ومشتقاتها تعلن أن «كأس» الزبادي الكبير ومن الآن وصاعداً هو جنيهان فقط لا غير.. نعم هذه هي المدينة الفاضلة تتشكل في هدوء وبطء ولكن في رصانة وصلابة.. وها هي «الطوباوية» تثمر ثمراً كثيراً حلو المذاق متعدد الألوان وها هي جمهورية إفلاطون تنهض من وسط ركام الأسنان الوحشية المتوحشة وها هو هيجل يأتي أخيراً.. يحمل الأمل والبشارة.. هذا بل هذه هي صفحة المجتمع المدني وحراك المواطنين ومنظمات الخير والعطاء.. وهل تتخلف الحكومة عن كل هذا.. وهل تصم الحكومة آذانها عن طرق هيجل العنيف المتواصل.. أبداً وهيجل حاضراً في دواوين الأحبة في الإنقاذ.. وها هو مجلس الوزراء يصدر أمراً لكل الوزراء والولاة.. والدستوريين.. بأن الحد الأعلى للأجور بالنسبة للوزراء والولاة ووزراء الدولة هو إثنين مليون جنيهاً فقط «بالقديم» وإن أي وزير لا يحق له غير سيارة واحدة.. شريطة أن تكون «أكسنت» من جياد.. و«تاني ما في أي مخصصات» وممنوع منعاً باتاً بل يشطب نهائياً بند «بدل لبس».. والعلاج على نفقة المسؤول ومن حر ماله و «العايز عايز والما عايز» ألف من يتمنى أن يصبح وزيراً.. طبعاً لن تتخلف المحليات ونقاط الرسوم من القافلة «الهيجيلية» القاصدة وهي تصدر أنه لن تكون هناك «جباية» ولا إيصال كان «15» أو «ورقة كراس أو فلسكاب» نهائياً.. يعني لن يدفع المواطن مليماً أحمر لأي جهة محلية أو رسم طرق أو نقطة عبور أو أي جباية لأي بضاعة على ظهر شاحنة أو لوري أو حتى كارو. ولن يفوت الشرف «الهيجيلي» الأحبة في المرور وحتى ينضم الإخوة في المرور لهذه القافلة المباركة ولأن سلامة المواطنين تقتضي المراقبة والرصد والملاحقة ولأن«قطع»الإيصالات يحد من جنون وتهور السائقين ولأن سلامة المواطنين تقتضي سلامة «المركبة» لا يلغي الإخوة في المرور «الإيصالات» تماماً ولكنهم وحتى لا يفوتهم شرف ذاك الحلم الهيجيلي.. يقررون تخفيض قيمة الإيصال من ثلاثين جنيهاً إلى عشرة جنيهات فقط.. الآن أستطيع أن أودع هيجل.. وأعده وعد رجال لو سارت الأمور وفق أحلامه.. سأكتب له إعتذاراً بحروف ما قالا زول وما أظن يقولا وراي بشر..