الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كان مثار اهتمام لافت بمواقفه وتصرفاته وتصريحاته النارية وكذا تحركاته التي جرت عليه غضب جهات عديدة ومن ذلك زيارته الاخيرة الى جوبا عقب مقتل السلطان كوانق دينق وما اثارته من ردود افعال عنيفة في حديثه مع «آخر لحظة» فتح النيران والهجوم والاتهمات في كل الاتجاهات بلا استثناء وفجر المفاجآت وأخرج المسكوت عنه لدرجة أننا لم نستطع أن نختار له قضية أو موضوعاً لمقدمة الحوار فماذا قال؟ أبدأ معك من تحالف المعارضة، أين أنتم لا نسمع لكم صوتاً ولا نرى فعلاً في الأيام السابقة؟ - سعيد أن نلتقي الإعلام في هذه المرحلة والحديث عن الهموم الوطنية الكبرى، والإعلام يلعب دوراً كبيراً في الإفصاح عن الأزمة وإمكانات الحل. المعارضة في تقديري موجودة في الساحة ولكن التعتيم الذي حدث على نشاطها وحركتها في الفترة السابقة وتكبيلها بمجموعة قوانين حدت من نشاطها العلني إلى حد كبير جداً، منها التعتيم الإعلامي علينا وعلى نشاطنا وإقامة ندواتنا في السوح العامة والميادين. * أين وصلت خلافاتكم، ألم تكن هي أيضاً أحدى معيقات نشاط التحالف؟ - بالنسبة للصراعات الداخلية أنا أعتقد أنها كانت في إطار تجويد عمل التحالف ولأننا كلنا نكاد نكون نعمل في ظل ظروف مشتركة وهم مشترك، اختلافنا كان حول الأداء وتفعيل التحالف والمواقف من الحكومة، وفي تقديري قد تجاوزنا هذه الخلافات إلى حد كبير جداً، والآن يوجد انسجام في العمل، وبالتالي مسيرة التحالف فيما يتعلق بالقضايا العامة قضايا الأزمة السياسية ومستقبل الديمقراطية ومستقبل الحريات في البلد، أعتقد أن هناك توافق كامل بين مكونات التحالف، نعم هناك أحزاب ترى طرقاً أخرى للوصول للغايات وهناك أحزاب أخرى ترى أن الوصول لتسوية مع النظام هو أقصر الطرق لتحقيق التغير، وهناك أحزاب لديها تجربة مع النظام تعتقد أنه نظام خائن لا يفي بالعقود والعهود وليس لديه الاستعداد لتقديم تنازلات وبالتالي هي طارحة شكل الإسقاط بصورة واضحة، أيضاً نحن قلنا إن كل من له رأي في أداء التحالف أو ملاحظة يجب أن يطرح ذلك الرأي أو النقد داخل أجسام التحالف ومنظوماته، وبالتالي أشعر أنه وإن لم يحدث التزام مائة بالمائة إلا أننا استطعنا أن نكفكف كثيراً من النيران الصديقة التي كانت تحدث داخل التحالف، والتحالف حقيقة تعرض خلال الفترة السابقة لهجمة شرسة من قبل الحكومة وتضييق على نشاطه وحملة اعتقالات، ولكن الآن بحمد الله جسمه إلى حد كبير قد تعافى والآن لدينا تصور كامل لعمل مشترك مع بعضنا وانضمت لنا عناصر جديدة منها حزبا الوسط والآن يعملان بفاعلية داخل التحالف بجانب الأحزاب الرئيسية. * عفواً.. هل هذه الأحزاب إضافة حقيقية لمسيرة التحالف، أم أنتم تقيسون المسألة بالكم وليس الكيف؟ - لا استطيع أن أصف حزباً بأنه كم، ولكن أعتقد أن هذه أحزاب لديها من ينتمون إليها وبها تيارات كبيرة مؤمنة بقضية التحول الديمقراطي وفي سبيل توحيد كل جسمنا المعارض نحن نستقبل أي طرف يسهم معنا وبالتالي التقييم الحقيقي لهذه الأحزاب يظهر من خلال العمل المشترك بيننا، ونحن لا ننظر لهذا حزب كبير وهذا حزب صغير هدفنا الوحيد هو توحيد كل فصائل المعارضة في الداخل والخارج من أجل الهدف السامي والأساسي وهو إقامة ديمقراطية حقيقية في السودان. * سخر منكم السيد مبارك الفاضل إذ أنكم فشلتم في تأسيس فضائية تعكس رؤاكم وقال إن «طيور الجنة» لها ثلاث قنوات وأنتم لم تستطيعوا أن تنشئوا واحدة وحثكم أن تفتحوا حساباً مصرفياً وقطع بأنكم ستجدون حينها دعماً كبيراً للمشروع، هل الفضائية بهذه الأهمية للمعارضة وما المانع لديكم من تحقيق ذلك؟ - الإعلام هو بالتأكيد عامل مهم بالذات أن الفترة السابقة حدث علينا حصار إعلامي والنظام اجتهد حتى أنه مارس رقابة على القنوات الفضائية الموجودة بالداخل وحظرها من أخبارنا، والقناة الفضائية مهمة جداً بالنسبة لنا، ولكن أقول للأخ مبارك الفاضل نحن بنفوضك وأنت موجود بالخارج لتستقطب لنا أموالاً حتى نكون لنا فضائية ومن هنا نحن بنفوضه لذلك وهذه مسألة لا تحتاج لاجتماعات وغيره وكل من يبادر من مكونات المعارضة بفعل يصب في صالحها نحن نرحب به، وأنا أقول للسيد مبارك وهو عنده شوية- قريشات- أن يستثمر لنا منها ويعمل لنا قناة فضائية لأننا نعتقد أنها مهمة للمعارضة وبأي حال من الأحوال الناس يعرفوا الحالة الاقتصادية السيئة جداً للمعارضة ولكل الأحزاب السياسية. * ننتقل لملف زيارة جوبا التي أثارت جدلاً وسخطاً واسعين وصلت حد الوصف لكم بالخيانة والعمالة، وردود الأفعال تواصلت حتى بعد توضيح موقفكم من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه، هل كنتم في حاجة لهذه الضجة؟ - في رأيي أن هذه الزيارة إنجاز تاريخي في العلاقة بين الشعبين، ولم يكن الهدف منها الإضرار بأحد حتى نظام المؤتمر الوطني، نحن ذهبنا إلى جوبا وعيننا على مستقبل العلاقة بين الشعبين وعيننا على الاستقرار في البلدين والعلاقة ما بين دولة الجنوب والشمال، وبالمناسبة الفريق سلفا كير كان أميناً وصادقاً جداً حين تحدث معنا حول العلاقة الشعوبية بين الشمال والجنوب لكنه لم يتحدث أبداً عن دعم يمكن أن يقدمه للمعارضة أو أية جهة لزعزعة الاستقرار في السودان، وكان في حديثه حريصاً جداً على الاستقرار في السودان وحريصاً على العلاقة بينه وبين المؤتمر الوطني ولم يبدُ من سلفاكير أو المعارضة أي منحى أو حديث عن تآمر ضد الحكومة أو تآمر ضد قبيلة المسيرية، حقيقة أنا حزنت جداً أن هناك بعض الجهات ضد السلام والاستقرار في البلد ونحن نعلمها جيداً، تسوق لبعض المعلومات وكأنما الزيارة مقصود بها العمالة وقصد بها قبيلة المسيرية لتأليب دينكا نقوك عليها، بالعكس نحن ركزنا في زيارتنا على العلاقة التي تربط بين السيرية ودينكا نقوك وأكدنا أنها علاقة تاريخية ونسيج اجتماعي أسسه آباؤنا وأجدادنا في القبيلتين، وبالتالي نحن حريصون على هذا التواصل وأعتقد أن الزيارة حققت إنجازات كبيرة في هذا الجانب وقدمت أبسط ما يقال عليه من تعزية لشعب الجنوب ودينكا نقوك وخففت كثيراً من المآسي التي نجمت عن اغتيال السلطان كوال أجوك مجوك، والزيارة كانت في مصلحة العلاقة بين المسيرية ودينكا نقوك وبين شعبي الشمال والجنوب، ولكن المؤتمر الوطني كعادته لا يريد أبداً أن تنجز المعارضة فعلاً وهذه المؤامرة جاءت لإفساد هذه العلاقة التي هي قيمة بين الشعوب وتصنعها الشعوب وليسوا الطغاة، وكل ما روج عننا لن يخيفنا وسنستمر في علاقتنا مع الجنوب بصورة أساسية حتى ندعم صلة التواصل لحين توحيد الشمال والجنوب في المستقبل بإذن الله. * أما من نهاية لتكرار هذه الاتهامات: تدعمون الجبهة الثورية، متورطون معها، طابور خامس وغيرها، ألم يئن الأوان بعد لإبراز الحجج والأدلة للمدعي والمدعى عليه، لِمَ الاتهامات والدفاع بينكم وبين الحكومة دوماً بلا أدلة ومستندات، هل أنتم ترهقون بعضكم أم ترهقون المواطن؟ - أقول لكِ ستظل هذه الاتهامات تلاحقنا وهي اتهامات فارغة ولا حقيقة فيها، بالعكس نحن نعتقد أن الحكومة ظلت دوماً تبحث عن شماعة لأخطائها لما حدث في أم روابة وأبوكرشولا ومناطق أخرى أقل استقراراً كان ينبغي أن يتخذ هو إقالة وزير الدفاع الذي لم يستطع المجلس الوطني أن يستجوبه في البرلمان لأننا نعيش في دولة ليس بها نظم محاسبة ومساءلة وبالتالي طبيعي أن تخرج الاتهامات من النظام لأنه نظام تديره أجهزة محددة ومعروفة، لذا نحن موقفنا الثابت والمعلن في التحالف والذي ذكرناه مراراً في أحداث أم روابة وأبوكرشولا وغيرها من مناطق، نحن ضد الحرب تماماً ونسعى حتى في تواصلنا مع الجبهة الثورية التوصل معها إلى اتفاقات سياسية غرضها النهائي تحقيق السلام والاستقرار في السودان، أبداً لم نكن في يوم من الأيام سنداً أو عوناً للجبهة الثورية في دخولها لأبوكرشولا أو أية منطقة من المناطق الأخرى، بالعكس نحن كل جهدنا قائم على التواصل السياسي لأنه قطعاً هو الذي سيوصل الناس للسلام وسياسة هي فن الوصول للسلام والاستقرار ونحن ظللنا حقيقة نتواصل مع الجبهة الثورية، ونعم لم تسجل إدانة ضدها، لأن مواقفنا في داخل التحالف متباينة وبالتالي نحن نختار الموقف الذي يحدث توافقاً بيننا وحدث توفيق نحن ضد الحرب ومع السلام ومع ضرورة توسيع مظلة التفاوض في القرار «2046» ليشمل آخرين في دارفور ويشمل القوى السياسية للوصول لسلام عادل وهذا هو طرحنا الذي قدمناه في قوى الإجماع الوطني وبالتالي لا يمكن لتحالف يطرح رؤى بهذه القيم والمعاني أن يوصف بالعمالة والخيانة وبأنه يوالي الجبهة الثورية. * ألا تتوجسون من مستقبل علاقاتكم بالجبهة الثورية من ممارسة اغتيالات لكم إذا ما اختلفتم حول مسألة ما، وأعني بعد تحقيق هدفكم المشترك وإسقاط النظام وبناء حكومة بالضرورة ستصبحون جزءاً أساسياً من بنيتها، وقد سادت من الآن بينهم روح التصفيات الجسدية داخل الفصيل الواحد لقياداته لمجرد اختلافات في الرأي دون أن يشفع لها ما قدمت من خدمات وإن شئت فلنسمها تضحيات من أجل قناعات مشتركة؟ - أنا أطرح سؤالاً كبيراً: هل فعلاً هناك تصفيات.. * عفواً أقاطعك: هل أنت تشكك في الرواية وما حدث؟.. هل تعني أن هناك طرفاً آخر نفذ الاغتيال وورط حركة العدل والمساواة؟.. هل يعني ذلك أنك تبريء العدل والمساواة من ذلك؟ - أنا أشكك في ذلك، شوفي السودانيون لا يعرفون تصفيات بمعنى التصفيات بينهم، ونحن تحرينا عن الصراع بين المجموعات الموقعة على السلام وغير الموقعة داخل حركة العدل والمساواة والذي نما إلى علمنا بطريقة يقينية، وأنا أترحم على محمد أبشر وضحية وكل الدماء التي سالت في دارفور لكن لا أعتقد أن الحركات المسلحة ولا شعبنا في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة لديه ثقافة التصفيات ولم تكن أسلوباً من أساليبنا، وحقيقة أتمنى أن لا يكون ذلك أسلوباً للتعامل مع الخصوم، وبالنسبة لي هذه الرواية موضع شك. * تتهم مَن.. مثلاً؟ - والله الخبر جاء بصورة سريعة جداً وفي أخبار أخرى من العدل والمساواة تقول إن هناك حالة من الاشتباك، أتمنى أن لا تكون تصفيات وأجدد ترحمي عليهما وأتمنى أن يوقن أهل دارفور بأن التوصل إلى أغراضهم السياسية ليس بقتل بعضهم البعض، يكفي اغتيالات وتمزيق في دارفور، فالقتل الذي يحدث لأهل دارفور وبين الحكومة والحركات أعتقد آن الأوان إلى إقرار سلام عادل مؤسس على مطالب أهل دارفور ويحقق تحولاً ديمقراطياً وعدالة في البلد. * نذهب معك إلى المؤتمر الوطني وقوله سيدفع بدماء شابة ووجوه جديدة في صفوفه ما تعليقك؟ - هذا مجرد تسكين لآلامه، يعني سيأتون بمن؟.. وسيستطيعون أن يزيحوا مَن من موقعه؟.. هذه مجرد وهمة- وكلام ساكت- ما في حاجة اسمها شباب ديل- مكنكشين- في السلطة لأكثر من 30سنة فقط الذي يحدث أنهم يتبادلون الكراسي-كراسي السلطة- وأتحدى المؤتمر الوطنيأن يجري تعديلاً ويدفع بدماء شابة- أتمنى ذلك- وأن لا يقف الشباب على بعض الوزارات الصغيرة، ونطالب بأن يذهب كل المؤتمر الوطني من السلطة، ولكن لحين أن يذهب لنرى إن كان سيأتي بجديد، أشك في ذلك.