ان حركة التغيير السياسي في السودان دائما تركز مجدها من حيث المسار والشعار ، والمطالب والأدوات والأدبيات علي تغيير النظام السياسي ، أي الحكومة القائمة ، وتغفل جانبا مهماً وهو تغير قيادة الأحزاب السياسية كخط في إطار إعادة الفاعلية لمجمل الحياة العامة ، والتي ان لم يكن التطور فيها والنهضة متوازنة ومتواكبة فان نتاجها سوف يكون خطراً عظيماً يهدد في المستقبل طرق تغيير النظام السياسي إي الحكومة ، وخيارات البدائل المطروحة، ولذا يظل تغيير قيادة الأحزاب أمراً يتطلبه الواقع وتحمله حركة التغير، وتخشاه القيادة وتعمل علي دفعه بعيدا بكل موازين القوة، ونحن في هذا نظل ننادي ونلفت الأنظار إلي ذلك ، والذي ينظر إلي المستقبل دون الركون إلي التاريخ يجد ان البحث جاري في حزب المؤتمر الشعبي والذي منذ النشأة والتأسيس ظل فيه الحال علي ما هو عليه ، حتى أصبح حزب الرجل الواحد من غير منازع وجمّدت فيه خيارات الحزب وصار الفعل سلبا او إيجابا يخضع للمزاج الترابي والآخرون عالةً عليه.ولكن اعتقد ان المؤتمر الشعبي لا يصح فيه ما يجري على الأحزاب الاخري ، مع انه يعاني أزمة في البديل إلا من جهة ان الترابي لا يريد ، ولكن من حيث الخليفة فانك تجد عدداً من الأشخاص الذين تتوافر فيهم شروط القيادة ، وحتى التي يطرحها الترابي على سبيل التحيز لسد الطريق أمام مجرد التفكير في البديل وخذ مثلا الشيخ إبراهيم السنوسي والذي كان اسمه وما يزال لحناً يتغني به الأحباب والمريدون ممن شهدوا معه الأحداث ، وشهدوا له بأنه رجل يملك صفات وشروط القيادة ، وكثير ما طرح في الدواوين الثنائيات الكبرى انه آن الأوان لكي تؤول إليه أحمال المسؤولية ، ويلي أمر القيادة في المؤتمر الشعبي ، وحينها ان ذهبت منقباً في التاريخ وحوادثه وأحداثه وفي كل الاتجاهات ومنذ الاتجاه الاسلامي إلي كل الجهات منذ جبهة الدستور وحتى الجبهة الإسلامية ، وطفت بكل المؤتمرات من الوطني إلى الشعبي ، تدرك ان إبراهيم السنوسي كان أمةً ، وكان إبراهيم في كل هذه المحطات التنظيمية والسياسية والحركية يمثل عموداً من الحجة والفكرة ولبنة في بناء الحركة ، وسهما من سهام المرافعة ، ولساناً مقدما في طرحها والكسب لها ، حيث لم يكن إبراهيم السنوسي مثل الكثيرين الذين وصلوا إلي صف القيادة في المؤتمر الشعبي بعامل الالتفاف والجهوية والفراغ ولكن ما يكون من نجوى ثلاثة في الحركة الإسلامية إلا وهو ثالثهم ولم يذكر حدث مفصلي، إلا والسنوسي يسير فيه وبل انه الصدر في ذلك دون الآخرين وتشهد له معاناته حيث كان طريداً في فترة ، وحبيسا في أخرى بل ومطلوبا للعدالة التي حكمت عليه في سبيل فكره وجراء حركته بالإعدام. كان الشيخ إبراهيم مفجر الثورات السلمية ومحركها في الولايات ، من حيث التنظيم الداخلي او الخارجي المعلن، وتشهد له بذلك ثورة المصاحف والتي كانت خالصة له من دون الناس، حيث بلغ طغيان نظام مايو علي الأحزاب السياسية واختاروا خيار المواجهة المسلحة ، وبدأت الحركة تلتفت يمنة ويسرى، وتفرز في الأوجه من يملك القوة البدنية ويقدر على الغربة وقحل الصحراء والعقل الراسخ في إدارة عملية كاملة السرية والدقة مع عدد من الأحزاب السياسية كان شيخ إبراهيم السنوسي كما طلبته الحركة واختارته وكذلك كان شيخ إبراهيم شخصية أخري تمثل البعد العالمي وهى علاقته بالحركات الإسلامية العالمية والتي ظل متواصلا معها في فترة الإنقاذ الأولى حين احتفظ بعد المفاصلة بعلاقته خاصة وشخصيته بعدد من القيادات ، وهى كذلك تبادلت ذات الشعور الأخوي وتحفظ له زمان تشردها وغربتها ، حيث كان في مقدم الذين آووها ونصروها في المؤتمر الشعبي والعربي والإسلامي. بهذا العطاء كسب شيخ إبراهيم صفات القيادة في التنظيم سرا وعلانية وفى السياسة خطابها ودهاءها وفي البعد العالمي صلة ومواصلة وفى الترتيبات الأخرى الأمنية والعسكرية كل هذا التراكم . وإبراهيم ظل زاهدا في ان يعتلي منصباً او يكسب لقباً ولقد جاء انشقاق الإسلاميين علي فاجعته، وكان فيه من الساعين إلي رتق الفتق ورأب الصدع وإصلاح ما قد فسد من ذات البين وذلك للعلاقة الحميمة التي جمعته بإخوة الأمس من الطرفين حتى صدرت مبادرته والتي كانت احرص على محاصرة الفتنة حتى ولو أدي ذلك إلي ذهاب الرجلين يعني الترابي والبشير ولم يحمله على ذلك إلا حرصه على عدم ضياع جهد السنين روي بالدم والعرق جاء الشيخ إبراهيم السنوسي الى الشعبي من بعد إنكار ملازما الترابي وقد كان ثالث ثلاثة حيث تولي في الشعبي كل ما أوكل إليه دون مسعى منه او طلب فقد كان نائبا للامين العام ومساعدا له ومسئولاً عن شؤون الولايات ومثل مشورة الترابي الخاصة، والتي تجاوز بها الأزمات الداخلية وتحمل عنه القرارات والتي يدرك انه ما عادت شخصيته كافية لكي تكون نافذة. وتماشيا مع دعوى الشعبي نفسها بالتجديد فإننا نجد ان إبراهيم السنوسي هو انسب من يلي القيادة في الشعبي خلفا للترابي، وتماشيا مع حديث الشعبي الداعي إلي القومية وشيخ إبراهيم يمثل جزءا حبيبا وعزيزا من وطننا إلا وهى كردفان الغرة أم خيرا جوه وبره، فلذا نرشح إبراهيم السنوسي . ونسبة لان إبراهيم السنوسي برغم طول التجربة وما تحقق على يديه من نجاحات.وانه ضمن الثلاثة الذين يمثلون ثقة الترابي إلا انه الوحيد الذي لو تؤول إليه مسؤولية الحركة، فقد مرت بعبد الله حسن احمد ومرت بعثمان عبد الوهاب ولذلك نرشح إبراهيم السنوسي. ولما نرى فيه من حسن خلق وطيب معشر واصل، وزهدا وتجردا ، وحيث انه شخصية ائتلافية سودانية يحتاجها السودان في ظل بناء العلاقات الجديدة، والتي تنظر الى الوطن ومصلحته، فإننا نرشح الشيخ إبراهيم السنوسي. وحتى لا تكون الخلافة في الشعبي على صفة توريث الملوك الحكم لأبنائهم ، فان هذه دعوتنا، فدعو التاريخ يقول كلمته.