حي العرب أحد أشهر أحياء أم درمان العريقة إن لم يكن أشهرها على الإطلاق من كثرة ما أعطى البلاد من مبدعين في مختلف مجالات الإبداع الفني والرياضي لينطبق عليه قول أحد شعراء الحي «تلقى الدنيا حب والأيام طرب هنا في حي العرب» أو كما قال آخرون حي العرب «كفر ووتر» والفنان الذري إبراهيم عوض كان أحد درر هذا الحي. بأحد مساكن هذا الحي الشعبي الهاديء كان يقيم فناننا إبراهيم عوض وأسرته بالمنزل الذي شهد مولده وطفولته ومرتع صباه.. في أواخر العام 0002م وداخل صالون أنيق حليت جدرانه بالصور والوشاحات وتوسطته طاولة احتضنت آلة أورغن جلست وزميلي المصور الصحفي عبد الرحيم قيلي لمدة ثلاث ساعات لم يقطع تواصلها إلا تناول الساخن أو البارد أو أداء الصلاة أو تناول طعام الإفطار المكون من السمك المقلي والمشوي وما بينهما، وللسمك في حياة فناننا الراحل المقيم إبراهيم عوض قصة نحكيها فيما بعد. ٭ ابراهيم غنى للحب والجمال ما اثر المرأة في حياتك؟ - المرأة عنصر اساسي في نجاح الرجل في حياته والمرأة كان لها الاثر الاكبر في حياتي الفنية والعامة وانصافاً للمرأة فقد كانت زوجتي خير معين لي في حياتي العامة والفنية وكانت دائماً توفر لي الجو المناسب للإبداع. ٭ طيب والحب يا ابراهيم؟ - كغيري من شباب ذاك الزمن الحب كان مرتبطاً دائماً ببنت الجيران او الحلة ولم يكن في مقدورنا ان نذهب اكثر من ذلك فبنت الجيران متاح رؤيتها فالحب كان من المحظورات ولا يجب الحديث عنه او حوله علناً. ٭ اغنية يرددها ابراهيم عوض مع نفسه؟ - اغنية الفنان محمد الامين «قلنا ما ممكن تسافر» ولهذا الاعجاب قصة.. كنت استمعت لها اول مرة وانا قادم من مدينة القضارف وكان معي جهاز تسجيل فسجلتها من الراديو وبديت اكرر سماعها الى ان وصلت الخرطوم وانا لا ارددها وحسب بل تمنيت ان اغنيها واكون صاحبها بالمناسبة اغنيات السفر والفراق دائماً تعجبني وقد كتب لي الشاعر عبد الرحمن الريح اغنيتي «الم الفراق» بعد ان شاهدني ازرف الدمع على فراق والدتي عند رحيلها. عبد الرحمن استطاع ان يترجم احاسيسي بصدق. ٭ طيب في محطات حزينة اخرى في حياة ابراهيم عوض؟ - نعم لو تذكر كانت في اشاعة انطلقت في المدينة عن وفاتي فتجمهر الناس في الشوارع وحول المنزل وكانوا يبكون بحرقة خاصة الجيران والأهل البعاد في ذلك الوقت انا كنت في «سابع نومة» بعد ليلة ساهرة احييتها حتى الصباح صحيت على صوت البكاء والضجيج منزعج الاصدقاء اقتحموا غرفة نومي واخذوا يحتضونني رغم ما سببته لي هذه الاشاعة من ازعاج وللأسرة الا انني كنت سعيداً بها لاني عرفت حب الناس لي وشهدت بام عيني سعادتهم بسلامتي وبدلاً من توزيع القهوة والشاي الناس شربت شربات واكلت حلاوة. ٭ ماذا يزعج ابراهيم في الوسط الفني؟ - والله انا متضايق جداً من حكاية انهاء الغناء او الحفلات عند الحادية عشر فحسب العقودات على هذه الحفلات انها تبدأ عند الثامنة وتنتهي عند الحادية عشرة وده منطقياً وحسب عاداتنا وما هو متبع في المناسبات من كفاية للضيوف لا يمكن من بداية الحفل في هذا الوقت الحفل دائماً يبدأ عند العاشرة او بعدها وما تبقى من زمن غير كافٍ لاشباع رغبات الناس من غناء فنان الحفل وزير الاعلام الذي رفض اقامتنا بفندق وقام باخلاء منزله المطل على الساحل وحفلاتنا امها جمهور غفير. محطات من اللقاء: نكتة فنية قال ابراهيم احكي ليك نكتة حقيقية رواها لي الفنان احمد المصطفى قال زمان كان الفنانين بمازحو بعض بتدبير المقالب احمد المصطفى والكاشف كانوا في زيارة لفرنسا الكاشف قال لاحمد المصطفى انا داير اشتري كرفتة لكن ما عارف اقول لصاحبة المحل شنو بالفرنساوي احمد المصطفى قال ليه قول ليها انا «راندقو» وهي تعني عمل مواعيد بالفرنسي فما كان من الكاشف الا ان ذهب لصاحبة المحل وقال ليها «راندقو» فهاجت صاحبة المحل وشخطت فيه ولم يفك الاشتباك الا شاب جزائري كان قريباً منهما. ٭ اول فنان ظهر على شاشة التلفزيون؟ - انا اول فنان ظهرت على شاشة التلفزيون وذلك في ستينيات القرن الماضي وكان في استديوهات على حديقة السطح. قصة السمك عُرف الفنان ابراهيم عوض بحبه للسمك واصبحت تشاركه في هذا الحب الاسرة وهو يقول في هذا ان الثلاجة او الفريزر لا يخلو من السمك طوال الاسبوع لهذا لم يكن غريباً ان تكون مائدة افطارنا عند زيارتنا له كلها مكونة من السمك بمختلف الاصناف والاشكال. زمان الناس كان بتفرح وتبتهج حتى الساعات الاولى من الصباح لماذا يصادر الفرح وانا كفنان بتضايق لما يطلب مني معجب ان اغني له اغنية معينة ويكون زمن «الحكومة» قرب بكون بين نارين احلاهما مر لو غنيت بصبح عرضة للاهانة وربما الحبس ويتناول الناس سيرتك في الصباح الفنان الفلاني امبارح «كشوهو» شيء غير جميل وغير حضاري يا اخوانا ما ذنب واحد عنده فرح يدفع للفنان مبلغ قد يصل للملايين مقابل دقائق معدودة. انتشار الاغنية السودانية يقول ابراهيم عوض ان الاغنية السودانية منتشرة في معظم الدول الافريقية رغم ضعف اجهزة اعلامنا ودليلي الاستقبال الحافل الذي وجدناه انا وزميلي وردي في جيبوتي الاستقبال كان حار بداية من المطار وقد كان في استقبالنا..