بدأت ملامح شهر رمضان الكريم يفوح عطرها برائحةالحلو مر في بعض أنحاء العاصمة كإحدى العادات السودانية المتوارثة والمحافظ عليها منذ القدم ولكن أصبحت طقوس صناعته نادرة جداً خلال السنوات الأخيرة حيث حدى بالكثير من الأسر شرائه من الأسواق والمحلات التجارية. فاغتنمت بعض النساء فرصة تسويقه.. ومن بينهن مدام سيما دينيس أصيلال وهي هندية الجنسية وأم لثلاثة أبناء، من سكان ود نوباوي بأم درمان قد أصبحت من أشهر صانعات الحلو مر في المنطقة، حيث يتوافد إليها الناس من جميع أنحاء المدينة. كان ل(آخر لحظة) جلسة مع السيدة سيما حيث تحدثت عن بداياتها وحبها لهذا المشروب وكيفية المتاجرة به، فمعاً نطالع حديث بائعة الآبري الهندية سيما دينيس: ٭ أنا موجودة بالسودان منذ 5891، عشت بأم درمان حي «الشهداء» حوالي ثلاث عشرة سنة ثم انتقلت إلى ود نوباوي حي «الدومة»، كنت في البداية أعمل بالتجميل وصناعة العطور السودانية فقط، أعجبت بمشروب «الحلو مر» جداً، فعلمتني جارتي في الحي كيفية صنعه، وحاولت صنعه مراراً بدأت بكيلو واحد ونجحت في إجادته بمهارة وذلك عبر عدة محاولات حتى برعت في اتقانه ونال إعجاب جاراتي. ٭ بعدها قررت المتاجرة فيه وقمت بتسويقه في عام 1991 إلى المحلات التجارية المجاورة، حتى توسعت الآن إلى كثير من المحلات وهناك بعض الزبائن يأتون إلى المنزل لمناسباتهم المختلفة منذ سنين. ٭ أنا أعتبر الحلو مر مشروباً موسمياً، فأقوم بصناعته على طول السنة، ولكن في رمضان يزداد الإقبال عليه فتزداد الكمية كما أضيف «الآبري الأبيض» و«الرقاق» وبعض المأكولات الهندية المجففة التي تصنع من «الكبكبيه» وفي بعض الأحيان أضيف «العصيدة» و«ملاح نعيمية» إلى منتجاتي حيث تحظى بإقبال عالٍ. ًً٭ أقوم بتحضير المكونات مثل البهارات والذرة «الزريعة» وتجهيز الحطب ثم آتي بنساء لعجن العجين ومن ثم عواسته. ٭ أحب مشروب «االحلو مر» كثيراً بالأخص في شهر رمضان، حيث لا مشروب يماثله بالهند وآكل العصيدة، وارتدي الثوب السوداني واعتبر نفسي هندية الجنسية سودانية الأصل مع العلم انني مسلمة.