عام مضى وها نحن نستعد لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ( رمضان ) وعادة تسبق ذلك الشهر الكثير من التحضيرات حيث تستهل ربات البيوت ذلك بصناعة الحلو مر المشروب التقليدى المتوارث عبر الاجيال والذى يميز المائدة الرمضانية السودانية عن رصيفاتها فى شتى بقاع الكون. وتقول الحاجة حميدة وهى سيدة فى عقدها الخامس وتمتهن صناعة الحلو مر وتسويقه ان هذا الموسم يشهد ارتفاعاً فى اسعار المواد المستخدمة فى الحلو مر والذى يتكون من عيش الذرة ( الزريعة ) وانواع من التوابل وتصف عواسته بالصعبة ويمر تحضيره بعدة مراحل اهمها ( الكوجين ) والذى يتم خلاله خلط العجين بزريعة ويحتاج ذلك لجهد عضلى وتبيع حميدة الجردل بنحو 30 جنيها وتشهد تجارتها ازدهاراً واقبالاً من الاسر داخل وخارج السودان و يحرص الكثير من المغتربين خارج البلاد على شربه وتعتبر عملية عواسة الحلو مر من عوامل التواصل الاجتماعى بين الجيران ويتميز مشروب الحلو مر بقيمة غذائية عالية وهوخالى من المواد الضارة ويمكن حفظه لسنوات. وتهتم الحاجة حميدة ايضا بصناعة نوع آخر من المشروبات «الآبري الأبيض» الذي يعتبر مشروبا لذيذا وإن كان لا يحظى بشعبية «الحلو مر» وتعتقد بأن ذلك يعود في المقام الأول لزيادة تكلفته، ومن جانب آخر لا تغفل ربات البيوت الاستعداد لوجبة السحور، لذلك فإنهن ينشطن هذه الأيام في إعداد كميات من الرقاق على هيئة طبقات رفيعة من دقيق القمح يعجن مع الكاسترد واللبن، وقليل من السكر، فيما تضم النوعيات الأحدث من الرقاق كميات من المكسرات والفاكهة المجففة. ويؤكل الرقاق مع الحليب ويرى البعض ان اهم ما يجب تحضيره لرمضان هو الجانب المعنوى والنفسى المحفز للتخلى عن العديد من السلوكيات والعادات الضارة والاقبال على نظافة وتهيئة المساجد لاستقبال الحدث العظيم .