من طرائف ما يروى أن محمد اسماعيل رحمه الله وهو فنان مغمور من أقاصي الشمال سبق وأن اضطرته الظروف لزيارة قرية تقع جنوبي مدينة دنقلا ومن سوء حظه لم يستضيفه واحدا من سكان تلك القرية فهجاهم بأغنية قال فيها : البيوت سمحات في الرسم مافي راجلا شايل الاسم وتمضي كلمات تلك الاغنية الساخرة واصفة أهالي تلك القرية بالبخل والنشفان ، هذه الأهزوجة أكيد لا تعبر عن حالة سكان تلك القرية وربما يكون سوء حظ المغني اوقعه في اشخاص بخلاء ما جعله يصف جميع اهلها بالبخل ، عفوا هذه الحكاية ليست موضوعنا اليوم ولكن ما اود قوله هو أن الناس يصفون بعض الشعوب بالبخل دون أن تكون لديهم دلائل دامغة عن مدى بخلهم ، اخوتنا الحضارم مثلا يقال انهم بخلاء وهم غير ذلك ، هناك مقولة شائعة أن الحضرمي يبيع عشاءه من اجل بريق الفلوس كما يسخرون من الحضرمي ويطلقون عليه باناشف ، اقطع ضراعي ان حكاية بخل الحضارم ليست صحيحة وانما هي من اوهام الناس ويبدو ان ظروف الحياة وقسوتها في حضرموت باليمن قبل مئات السنين كانت تجبر الحضرمي على الحرص والتقتير وعلى هذا الاساس انطلقت حكاية بخل الحضارم ، وعلى النطاق العالمي يتصف اليهود بالبخل والجشع وحب المال وهناك الكثير من الوقائع التي تؤكد جشعهم وبخلهم ، ولأن الانجليز خبثاء فقد اشاعوا أن اخوتهم الاسكوتلنديين ابخل من شعب « مروّ « في حكايات الحاجظ ا ، ولا ادري أن كان الشعب الأسكوتلندي بخيل أم لا ، ولكن من اغرب الحكايات التي تروي عن البخل والبخلاء ان رجل اعمال امريكي يعمل في مجال العقار يعتبر ابخل رجل في العالم ، الرجل يدعى سودلر ومن شدة بخله كان يقطع المياه الساخنة من حمام زوجته واطفاله الصغار في عز الشتاء ، يخرب بيتك وليس هذا فحسب بل يقال أن هذا البخيل اعزكم الله كان يتبول في وعاء بلاستيكي ويرمي بمخلفاته في حديقة منزله حتى لا يستخدم السايفون خوفا من إرتفاع فاتورة استهلاك المياه ، المهم ان زوجة البخيل حينما ضاقت بتصرفاته طلبت الطلاق فورا ولأن القانون الامريكي يمنح المرأة المطلقة نصف ثروة زوجها فكر البخيل في التخلص من شريكة حياته واستعان بأحد القتلة للاجهاز عليها ومن سوء حظه فإن الشخص الذي استأجره كان رجل أمن متخفي في صورة قاتل أجير فتم القاء القبض على البخيل الجبان واستطاعت زوجته الفوز بنصف ثروته البالغة 10 ملايين دولار ، اسأل فقط هل السوداني بخيل ؟ ، اقولها وامري الى الله أن لدينا ملايين البخلاء ، نعم بخلاء بحب الوطن .