ومالحة الكلمات في فمي.. حزين أنا حد الوجع.. حد الفجيعة.. وأنا أحاول مخلصاً أن أرتق جراحكن.. وأجبر كسركن.. وأرتق جروحكن.. من سهام صدئة انتاشتكن في قسوة ودموية من النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول.. ذاك الذي أمطر المرأة في بلادي بمدفعية من ألفاظ أربأ بنفسي وقلمي أن أكتب عنها حرفاً واحداً.. فأنا.. أضعكن.. في المجرات البعيدة.. والمدارات العصية.. والرجل لا يرى فيكن غير حامل ومرضع.. وماكينة تفريخ.. ومصنع انتاج للبشر.. والرجل يضعكن وراء سور تحيطه أسوار.. أيتها الأم.. أيتها الابنة.. أيتها الزوجة.. وأنت أيتها الخالة والجدة والعمة في وطني الجميل.. بالله عليكن لا تحزن ولا تأسفن ولا تغضبن.. فأنتن أبداً في أرفع مناطق القلب.. وداخل تجاويف صدور الرجال.. كل الرجال.. ولا يهينكن إلا لئيم ولا يحترمكن إلا كريم.. إنه اعتذار لكل إمرأة في بلادي.. أنها يد حانية تمسح في رفق من على نفوسكن ما لحق بها من رشاش أشد فتكاً من رصاص.. لقد كانت المرأة أبداًِ سند وعوناً للرجال.. ويا لبهاء الوطن ويا لروعة الذين يعرفون قدركن.. ومكانتكن.. عندما أنشد منشد الوطن.. ونطلع للحياة أنداد زي سيفين مساهر فيهن الحداد ونطلع من بذور الأرض زرعاً فارع الأعواد.. لست أدري ما دها الرجل.. وكيف يحقر المرأة مرسلاً ما لا نستطيع كتابت..ه يرسلها في سهولة ويسر.. وكأنه يشرب جرعة ماء.. هل يجهل الرجل التاريخ.. هل هي «خفة» وتمثيل وفكاهة.. أم هي محاولة أن يظل الرجل في هالات الضياء وبؤر النور.. وسيرته على كل لسان.. إن العزاء.. كل العزاء إن المرأة السودانية ظلت على الدوام في هامات الرؤوس، أماً وزوجة وبنتاً.. تلاحمت خطواتها مع الرجل يصنعان معاً الحياة.. إن الرد التاريخي لهذا النائب.. هو تلك الموجة الهائلة من الاستنكار والغضب التي واجهت تصريحاته تلك غير الموفقة.. أما أنا فقد عجبت ودهشت وتساءلت.. بحق السماء هل هذا نائب برلماني هو لسان ناخبيه أو يجب أن يكون.. هل من يصف المرأة بذاك الوصف القبيح يمكن أن يكون تحت قبة البرلمان.. وهل في تصوره ونظره أن كل الذي يجمع الرجل الزوج بالمرأة الزوجة هو انجاب الذكور ليدافعوا عن الوطن.. طيب أين المودة والرحمة.. أين إنشاء وإقامة والدفاع عن الأسرة.. ومن يفهمه أو يعلمه.. إن الحروب في هذا العصر.. الذي لا يدرك من حقائقه معلومة واحدة.. وكأنه يعيش عصراً رحل وارتحل.. وتقطع هو من تلك القافلة.. لا يدرك أن الحرب صارت حرب ازرار.. وإن الكلمة أصبحت للأقمار.. وأن فتاة تكاد بالكاد أن تبلغ العشرين يمكن أن تمسح مدينة بلمسة زر من الوجود.. أُماتي واخواتي وبناتي.. أنا لن أدافع عنكن فأنتن ما حامت شبهة في فضاء نظيف وعفيف تحتشدن فيه.. يكفي كثيراً أن العلماء المستنيرين والأطباء المتخصصين قد أبطلوا مدفعية الرجل «الفشنك» عندما هاجم في هوجه الداعين لعدم ختان الإناث.. ولكني حزين حد الوجع من تلك الكلمات القبيحة التي أطلقها داعياً الرجال إلى الزواج بأربع زوجات.. مضيفاً إهانة للمرأة لم يسبقها عليه أحد عندما سخر وأهان المرأة بعد الخمسين، واصفاً المرأة تلك التي أوصى النبي المعصوم وفي خطبة الوداع بالترفق بها واحترامها وتوقيرها.. فقد وصف الرجل المرأة بعد الخمسين بالأرض البور..قال الرجل.. إن الثراء وكثرة الأموال ما تحققت له إلا بعد أن تزوج الزوجة الثالثة ونحن له نقول.. ليس هذا السبب.. بل إن الثراء هو تلك المرتبات «المتلتة» التي تأخذها من المجلس الوطني نظير تلك الترهات.