شهدت ولاية القضارف مؤخراً مبادرة خلاقة بإنشاء مركز الدعم النفسي بالمستشفى التعليمي ، وهو مركز يعول عليه في تقديم خدمات الإرشاد والتوعية النفسية ،واللافت في الأمر أن المركز تقوم بإدارته مجموعة من الفتيات من المتخصصات في مجال علم النفس . وتقول الأستاذة امتنان وداعة قدوره مديرة المركز ،الذي يعد الأول من نوعه في القضارف، أن تأسيسه يأتي بغرض توفير الدعم النفسي وعلاج ما بعد الصدمة ، ،وبحسب امتنان فإن المركز يهدف إلى مساعدة المرضى الذين تعرضوا لصدمات نفسية بسبب الحروب والكوارث والاغتصاب ،لتجاوز أثر تلك الصدمات عليهم. وتشير الأستاذة امتنان إلى أن المركز، يعمل أيضاً على تقديم الدعم النفسي لمرضي الفشل الكلوي ،والأمراض المزمنة الأخرى ،للتعافي من الإحباط والإكتئاب الذي ينجم عن الإصابة بتلك الأمراض .كما أن المركز معنيٌ أيضاً بمساندة مرضى الإيدز نفسياً . وتعد قضية العنف الأسري من أبرز أسباب الإصابة بالأمراض النفسية ،فهي تمثل ضغوطاً تؤثر على استقرار الأسر ،وتنعكس آثارها على الأطفال ؛ما يتطلب وفق الأستاذة عفراء تدخلاً من المتخصصين في علم النفس لتفادي العنف ضد المرأة والطفل والتوعية بمخاطره.وهو جانب مهم ،تشير عفراء إلى أن المركز يسعى لتعزيز المعرفة به، من خلال التواصل مع الجمهور، سعياً نحو خلق أسرة متماسكة يسود الحب والوئام بين أفرادها . حيث يوفر المركز جلسات العلاج النفسي ،ضمن حزمة من البرامج التوعوية، والإرشادية التي توظف فيها وسائل الإعلام المختلفة ،وحلقات النقاش، لتقديم جرعات إرشادية تساعد الأزواج لتجاوز خلافاتهم الأسرية . لكن المعضلة الأبرز والتحدي الأوضح الذي يواجه مركز الإرشاد والدعم النفسي بالقضارف، يبقى هو كسر الوصمة ،وتحدي الخوف من نظرة الناس .وصعوبة الأمر تكمن في أن المجتمع ينظر بعين الريبة لمن يتعرضون للضغوط النفسية ويصفهم بالجنون الشئ الذي يدفع الكثيرين للانزواء ما يؤدي لتفاقم حالتهم النفسية. ويتطلب الأمر تعاوناً بين أجهزة الإعلام والمراكز المتخصصة في تقديم الرعاية النفسية لتبسيط المعرفة بأهمية هذه المراكز والتبصير بدورها في تحقيق السلامة النفسية خاصةً في حالات الإضطرابات التي تعقب التعرض لكوارث وفواجع تؤثر على الصحة للإنسان . هذا الدور المرتجى من مركز الإرشاد النفسي بالقضارف يضع تحدٍ كبير أمام القائمات على أمره،وهن من الفتيات المتخصصات في مجال علم النفس، لإثبات قدرته على تجاوز التحديات وتحقيق الغاية من تأسيسه.