عرف سوق أم درمان بعراقته ومحافظته على تراثنا القديم، فلا زال في بعض شوارعه وأزقته الضيقة ملامح من الماضي.. فقد زينت بعض دكاكين السوق بالمصنوعات السعفية المصنوعة يدوياً من جريد النخل والذي يتكون من طبقتين طبقة غليظة وهو الجزء الذي تصنع منه المكانس، (المقاشيش) و (الطبق) و (الريكة) وأشجار الدوم والذي يمتاز بمرونته، وقش القمح لنعومته ولمعانه، وقشور القصب والمسمى ب (إنزورا) وهو الأكثر استخداماً والأفضل، إلا أن هناك صعوبة في استخدامه. وأكثر الأماكن التي استشهرت بصناعته إقليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق (الأنقسنا) حيث كان ينقل قديماً بالمراكب ثم أصبح ينقل مؤخراً باللواري رغم أنها حرفة إلا أنها أصبحت قليلة ولم يعد لها خارطة مع وجود المصنوعات الحديثة مثل السجاد والموكيت والمستلزمات الأخرى، إلا أن الإقبال عليها كثر عليها في الآونة الأخيرة، وذلك لتطور صناعتها والألوان والأشكال المختلفة.. وأصبحت تعرض في المعارض والأماكن السياحية، وبعض الفنادق مما يجذب السياح اليها.. مثل (الطبق) الذي يصنع من السعف القصير ويزيد ببودرة وتوضع بماء مغلي أو بالأكياس الملونة.. وتستخدم لتغطية صينية الطعام ولاتزال مستخدمة لوضع الكسرة وتقديم المكسرات وكديكور في بعض المنازل خارج وداخل السودان. وأيضاً البرش، ويصنع من السعف الطويل، يوجد مستطيل وعريض الشكل يفرش (يوم الحناء) حيث كانت النساء قديماً يصنعن برش العريس بأيديهن لتجلس الفتيات عليه في المناسبات ولرقصة العروس. وأيضاً «القفة» لوضع الخضار والهبابة لإشعال النار. الحاجة حواء إسحاق فضل بائعة بسوق أم درمان تبيع المصنوعات السعفية منذ زمن طويل تجلبه من بارا والأبيض.. ذكرت أن الأسعار تتراوح (البرش) من 20-35 جنيه أما (الطبق) حوالي 15-20 جنيه أما (القفة) حوالي 10 جنيه أو أكثر على حسب الأحجام.