الخطر الحقيقي الذي يهدد بحر أبيض يتمثل في الخلايا الحيّة التي تجاهر بدعم التمرد    "مدينة هرار" .. بدلا من المانغو والفول السوداني.. ماذا يفعل "الذهب الأخضر" في إثيوبيا؟    مدير شرطة إقليم النيل الأزرق يقف على سير العمل بمستشفى الشرطة بمدينة الدمازين    (خواطر ….. مبعثرة)    وجوه مسفرة    وزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي مع البرهان يبحث الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في السودان    الخارجية المصرية: "في إطار احترام مبادئ سيادة السودان" تنظيم مؤتمر يضم كافة القوى السياسية المدنية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين    عائشة الماجدي: الموت إكلينيكياً (مؤتمر تقدم)    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    المريخ يواصل تحضيراته بالاسماعيلية يتدرب بجزيرة الفرسان    مازدا يكشف تفاصيل مشاركة المريخ في ملتقى المواهب بنيجيريا    الجزيرة تستغيث (3)    شاهد بالصورة والفيديو.. زواج أسطوري لشاب سوداني وحسناء مغربية وسط الأغاني السودانية والطقوس المغربية    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة السودانية شروق أبو الناس تحتفل بعيد ميلادها وسط أسرتها    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل سوداني حاول أكل "البيتزا" لأول مرة في حياته: (دي قراصة)    اختراع جوارديولا.. هل تستمر خدعة أنشيلوتي في نهائي الأبطال؟    شح الجنيه وليس الدولار.. أزمة جديدة تظهر في مصر    أوروبا تجري مناقشات "لأول مرة" حول فرض عقوبات على إسرائيل    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    "آبل" تعيد بيع هواتف قديمة في "خطوة نادرة"    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    سامية علي تكتب: اللاجئون بين المسؤولية المجتمعية والتحديات الدولية    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نزار العقيلي: (العطا طااااار ومعطا)    تراجع مريع للجنيه والدولار يسجل (1840) جنيهاً    "امسكوا الخشب".. أحمد موسى: مصطفى شوبير يتفوق على والده    الأهلي بطل إفريقيا.. النجمة 12 على حساب الترجي    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    الإعلان عن تطورات مهمة بين السودان وإريتريا    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 يونيو : قيامة «أم الدنيا» .. أم عودة الروح ..؟!
نشر في آخر لحظة يوم 14 - 06 - 2013


البداية .. - تمرد - :
كانت البداية بسيطة للغاية .. بدت حتى - ساذجة - لكثير من المراقبين .. مجموعة من شباب الثورة يتحدثون عن - سحب الثقة من الرئيس - .. ينتمون للجيل الأصغر سناً بين شباب ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك .. أطلقوا علي مجموعتهم وما ينتوون فعله - حملة تمرد - .. عبارة - تمرد - في حد ذاتها تشكل استفزازا .. لا تخلو من ظلال سالبة وربما منفّرة ، لكن مع الوقت أعتاد عليها الناس هنا ، وقبلوها في ضوء واقع مترد يستدعي - التمرد - أو - الرفض - ، غض النظر عن صيغة المفردات و التعبير
ü صمم الشباب - استمارة - لجمع توقيعات بسحب الثقة عن الرئيس محمد مرسي بحلول عام علي استلامه السلطة في 30 يونيو 2012 .. حملت الاستمارة عنوانين بارزين ( حملة تمرد ) وتحتها ( سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي ) .. خاطبت الجمهور بلغة بسيطة وكلمات قليلة تقول : عشان الأمن لسه مرجعش للشارع / مش عايزينك .. عشان لسه الفقير ملوش مكان / مش عايزينك ...عشان لسه بنشحت من برة / مش عايزينك ... عشان حق الشهداء مجاش / مش عايزينك ... عشان مفيش كرامة ليا ولبلدي / مش عايزينك ... عشان الاقتصاد انهار / مش عايزينك ... عشان تابع للأمريكان / مش عايزينك ... ثم تحدثت باختصار عن عدم تحقيق أهداف الثورة التي كانت - العيش و الحرية و العدالة و الاستقلال الوطني - و إن الرئيس فشل في تحقيقها جميعاً .. وختمت ب : لذلك أنا الموقع أدنا بكامل إرادتي وبصفتي عضواً في الجمعية العمومية للشعب المصري أسحب الثقة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي و أدعو إلي انتخابات رئاسية مبكرة و أتعهد بالتمسك بأهداف الثورة و العمل علي تحقيقها ونشر - حملة تمرد - بين صفوف الجماهير حتى نستطيع تحقيق مجتمع الكرامة و العدل و الحرية . و أفردت الاستمارة من ثم مساحة - للاسم و الرقم القومي و المحافظة و التوقيع - .
ü نعم كانت البداية بسيطة .. شبابية خالصة .. تخيلها البعض في أجواء الانفلات و التظاهرات و التظاهرات المضادة و الاحتجاجات و الوقفات الفئوية نوعاً من - المزحة - لكن الحركة ( الحملة ) صادفت ترحيباً متدرجاً من قبل المعارضة التي ملت أساليب التظاهر و الصدامات غير المجدية و استيأست من حالة الانسداد و الانقسام السياسي في أعقاب وصول الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وحزبهم - الحرية و العدالة - إلي السلطة ، و المخاوف المتصاعدة في صفوف المعارضين من تمكين - الجماعة - في مفاصل الدولة أو ما يدعونه ب- الأخونة - ، ما يجعل أحلام القوي المدنية و الليبرالية في نظام ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة أمراً بعيد المنال .. يخشون من مقولة - ديمقراطية لمرة واحدة - يصعد علي سلمها - الفائزون - ثم يلقون بالسلم من ورائهم مرة و إلي الأبد .. فالانقسام السياسي ، و الاحتقان المجتمعي جراء تردي الأحوال الأمنية و الاقتصادية و المعيشية ساهم كله في انتشار الحملة حملة تمرد في وقت قياسي بالمقارنة مع ضعف وتواضع البدايات ، وشح الإمكانيات التي عوض عنها جميعاً الانخراط الجماهيري العريض وراء الاستمارة بصيغة - أطبع ووزع - . وما هي إلا شهور قليلة ، ومع اقتراب الموعد المضروب ( 30 يونيو ) ، حتى أصبح نشطاء الحملة يتحدثون عبر كل وسائل الإعلام المقروءة و المشاهدة عن ( 7 ) ملايين ثم ( 10 ) ثم ( 13 ) وفي أقوال أخري ( 15 ) مليون توقيع ، أي بأكثر من عدد الملايين التي حملت الرئيس إلي سدة الرئاسة .
ü علي الضفة الأخرى من النهر ، حيث يقف المؤيدون للرئيس من حزبه ومن قوي الإسلام السياسي ليس كل التيارات الإسلامية يري هؤلاء في - حملة تمرد - دعوة إلي - الفوضى - . محاولة آثمة لإسقاط الدولة .. يتحدثون دائماً عن حق الناس في التظاهر و التعبير عن الرأي ، ولكن ليس - بإسقاط الشرعية - شرعية الرئيس المستمدة من أصوات الناخبين وصندوق الاقتراع ، و - الإرادة الشعبية - التي فوضت الرئيس لدورة رئاسية مدتها أربع سنوات ، وليس من حق أي جماعة أو معارضة أن تقصيه عن موقعه خلال هذه الدورة الرئاسية المقررة دستوراً ويرفضون بإصرار حجة المعارضة بأن الشرعية تسقط عن الرئيس إذا ما خالف وعوده الانتخابية .. ويتساءلون بمرارة وغضب : إذا ما وافقنا علي إسقاط الرئيس بمثل هذه الوسائل وذهبنا إلي انتخابات رئاسية مبكرة .. ما الذي يضمن لنا أن لا تخرج علينا بعد شهور قليلة جماعة أخري تجمع التوقيعات وتطالب بإسقاط الرئيس الجديد و الذهاب إلي انتخابات رئاسية مبكرة ، ولندخل في دوامة رئيس ذاهب ورئيس منتخب وفوضي تقوّض الاستقرار وتقود لإسقاط الدولة و انحلال المجتمع ؟ !
- تجرد - .. الحملة المضادة
ü بعد مرور نحو شهرين ، وبعد انتشار - حملة تمرد - و النجاح الواضح و التجاوب العريض الذي صادفته ، فكر فريق المؤيدين من الحزب الحاكم و التيارات الحليفة خاصة - الجهاد الإسلامي - ووجها الأبرز - عصام عبد الماجد - في ضرورة قيام حملة مضادة وتنطلق كما - تمرد -- من القطاعات الشبابية لتلك الأحزاب . اختاروا لها أسم - تجرد - .. ومن خلال الشروحات و التفسيرات التي قدمها عرفاء الحملة وقادتها - وفي مقدمتهم شاب ملتح يدعي أحمد حسني فهمنا إن اختيار العبارة مقصوداً في حد ذاته للرد علي مفردة - تمرد - التي تبدو مستفزة ولا تخلو من ظلال سالبة كما سبقت الإشارة بعبارة تبدو أكثر - تهذيباً - و إيجابية وموضوعية حتى لو شكلياً فكان اختيار كلمة - تجرد -
ü وبدأت حملة - تجرد - تتبع نفس الخطوات ، لكن في الاتجاه المضاد ، تتحدث - تجرد - عن حق الناس في التعبير و التظاهر السلمي وحق الناس في أن يناصروا الرئيس أو يرفضوه ، ولكن في المحصلة النهائية كان كل جهد الحملة ودفوعاتها وحججها تصب في - منح الرئيس الفرصة - لاستكمال دورة ولايته ودعم وتعضيد استمراره و الاعتذار عن كل تقصير أو مشكلات يواجهها المجتمع المصري في حاضره بأنها من تركات الماضي و أحماله الثقيلة التي أورثها النظام السابق لمصر الثورة ، كما يتذرع أصحاب حملة - تجرد - أيضاً بأن الانقسام السياسي و الاضطرابات و الاحتجاجات و الإضرابات الفئوية وقفت حائلاً بين الرئاسة و الحكومة وبين إنجاز ما هو مطلوب .. مطلوب لا يتحقق كما يقولون ، إلا في أجواء الاستقرار .. لكن أخطر ما في موقف - تجرد - هو إصرارها علي استباق حملة تمرد بالنزول إلي محيط - قصر الاتحادية - مقر الرئاسة قبل يومين من 30 يونيو أي 28 و 29 استباق ينذر بنية المواجهة و العمل لإفشال تظاهرات تمرد باحتلال محيط القصر .
الأجواء الفكرية قبل 30 يونيو :
ü قد يكون من المناسب أن نضع إطاراً عاما لهذا التقرير عن ما ينتظر مصر في 30 يونيو نهاية هذا الشهر ففي آخر مقال للأستاذ محمد حسنين هيكل كتبه يهنئ جريدة - المصري اليوم - بعيد ميلادها التاسع - يوم الثلاثاء الماضي - ، و أختار له عنوان ، أضعنا فكرة الوطن ... ولم نتفق علي البديل - قال الأستاذ هيكل في هذا - الإطار - ، وكأني به يشير عامداً إلي أحوال بلاده في مابعد ثورة 25 يناير : لقد أضعنا فكرة الوطن أو هجرناها ، ولم نتفق علي بديل ، وقصارى مارحنا نتحدث عنه هو استدعاء الدين بديلاً للوطنية وللقومية ، و المشكلة أن الدين ملكوت إلهي واسع ليست له حدود وطن أو تخوم أمة ، ولان المكان لم يعد محدداً ، فإن - الزمان تاه في الفوضى - .
ü مقال أخر للكاتب الصحفي الشاب - احمد الدريني - قدم فيه عدة مقاطع تعكس الموقف الشعبي و الرأي العام تجاه الرئيس وجماعة الإخوان ، أهمية المقال أنه يعكس واقع يعيشه الجميع ويحسه أي مراقب وهو التدني الملحوظ لشعبية الرئيس و الجماعة وسط عامة الناس خصوصاً الطبقات الفقيرة ، ويتكون المقال من ثلاثة مقاطع أو مشاهد يقول في الأول : في بقعة نائية من أطراف القاهرة وقفت سيدتان ترفعان استمارة - تمرد - التي تدعو لسحب الثقة من الرئيس بينما وقفت إلي جوارهما ثلاث سيارات ، أختار أصحابها أن يوقعوا علي استمارات تمرد كل علي كبوت سيارته .. طال نظري ، لدرجة أن سائق التاكسي أوقف السيارة ثم سألني : - إخوان ؟ - أجبته بسؤال : بتسال ليه يا اسطي . قال : و المصحف لو أخوان لأنزلك قلت : مش إخوان .. كرر و المصحف كمان مرة لو أخوان لأنزلك من التاكسي أجبته: يا عم و المصحف مش إخوان ! .. مشهد آخر: ألو .. لا لا ماحأتعامل معكم مرة ثانية سمعت أن رئيس الجمعية إخوان .. و أنا مش حادفع فلوسي في حته مش عارفه هي بتصب فين في الآخر .. لا لا لو سمحتي .. أنا مش حادفع فلوسي و أنا شاكّة .. شكراً مع السلامة .
ü مقتل فرج فوده من قبل جماعة دينية متشددة يعود للواجهة في أجواء حملة - تمرد - .. الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت كتبت ( الاثنين ) تحت عنوان - كم فرج فوده ينتظر حتفه ؟ - تقول : قال فرج فوده - لا أحد يختلف حول الإسلام / الدين ، لكننا نتناقش ونجتهد حول الإسلام / الدولة .. الإسلام / الدين في أعلي عليين . أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي و كيان اجتماعي ، يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم - . قال هذا فقتلوه في مثل هذا اليوم ( 8 يونيو 1992 ) ، و أوردت الكاتبة من وقائع المحكمة الحوار الذي دار بين قاتل فرج فوده وقاضيه ، سأله القاضي : - ليه قتلت المفكر الإسلامي ؟ - القاتل : - عشان كافر - القاضي : - أي كتبه يحمل الكفر ؟ - القاتل : - أنا ماقريتلوش أي كتاب - القاضي - ليه ؟ - القاتل - مابعرفش أقرا ولا أكتب يا بيه .. بس سمعتهم بيقولوا عليه كافر ، فقتلته - !
لم تقتصر أجواء الرفض و النقد العميق لسياسة الرئاسة المصرية و - الإخوان - علي طائفة الكتاب الشباب الذين يتوقع المرء سيطرة عقلية الرفض علي أفكارهم وحركتهم ، بل امتدت لكتاب باحثين كبار في قامة د . حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية ، الذين نشر رسالة للمهندس - نبيل الجوهري - ، وصفه بأنه أحد القراء المتفاعلين إيجابياً مع ما يكتب وعلق بقوله لعل الحوار حولها يساعد علي إيجاد مخرج من المأزق الذي تعيش فيه البلاد ، نكتفي بإيراد الفقرة الافتتاحية من الرسالة التي رأي - نافعة - أن الحوار حولها قد يساعد علي إيجاد مخرج من المأزق الذي تعيشه البلاد : يقول كاتب الرسالة : - في محاولة نظرية تطبيقية كهذه علي ذهنية جماعة الإخوان المسلمين ، يناسبها أن تبدأ من منطقة ( المخيخ ) .. المخيخ يهتم بوظائف التوازن وتنظيم الحركة حيث بدايتهم في عام 1928 م ، علي يد مؤسسها الأستاذ / حسن البنا رحمه الله وخاصته ، وقد تأكد من أدبياتهم و ممارساتهم الثابتة المسجلة عليهم مدي حرصهم وعملهم علي تأسيس وتربية مجتمع - أخواني - ، يصطبغ بفكر وعقيدة وثقافة وسلوكيات و معاملات و عادات تصنفهم و تميزهم كمجتمع - نوعي - مواز لمجتمع وظيفي يعيشون فيه 1- مستبيحين لكل ما يرونه ( مغنماً ) من هذا المجتمع الذي فيه يعيشون .2- مستنكرين ومزردين لما يخالف ما يعتبرونه ( ثوابت ) مجتمعهم الحياتية 3 - فاقدين للثقة بأي أخر من خارج جماعتهم و مجتمعهم ، خصوصاً بعد عقود حظرهم وسكونهم برهاب الخوف المتبادل بينهم وبين السلطة . 4 - مفعمين بالاستعداد لتحمل كل ما يلاقونه جراء هذا ( الصيغة ) التي صاغها ويفرضها منطق معلميهم من الآباء المؤسسين .
مع .. وضد :
قال المهندس عاصم عبد الماجد ، عضو مجلس شوري - الجماعة الإسلامية - الجماعة التي قتلت السادات و المُبتدر الرئيسي - لحملة تجرد - إن حملة تمرد تؤجر البلطجية و أشترت شارات حماس - حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية - لقتل المتظاهرين في 30 يونيو ، لتحرض الشعب علي النزول و المشاركة ضد الرئيس مرسي . و أضاف عبد الماجد في حوار مع برنامج - الشارع - لقناة - مصر 25 - المؤيدة للإخوان مساء الأحد الماضي ، و أكد ذلك في قنوات ومناسبات أخري : - أعضاء حركة تمرد يريدون أن يذهبوا بنا للاقتتال و الفوضى ، بالمناسبة أنا كنت زعلان لما سبناهم الفترة اللفاتت ينزلوا ويحرقوا الأقسام و النوادي ومفتكرين الشارع معاهم ، لكن المرة دي فوجئوا بأن ( الإسلاميين نازلين ) علشان كدة مرعوبين و أبشرهم بأن الأول من يوليو سيشرق وسيدخلون الجحور - وتابع : - من يحاول إسقاط ( الدولة ) حنعملّه - ثورة إسلامية قوية - ، وحنتعامل معاه علي أساس أنه عدو للمجتمع ، و أنه من الثورة المضادة - و قال -إن حركة تمرد بتبوس إيدي الكنيسة علشان تحشد وتنزّل أتباعها -.
ü من جانبه ، قال محمود بدر المتحدث الإعلامي لحملة - تمرد - الاثنين إن الحملة تدرس الآن إمكانية تسليم الاستمارات الخاصة بها ( بشكل سري ) إلي المحكمة الدستورية العليا قبل 30 يونيو الجاري ، لضمان تأمينها و أوضح إن عدد توقيعات الحملة الداعية لسحب الثقة من الرئيس مرسي أقترب من 15 مليون توقيع ، وهو الرقم الذي تهدف الحملة الوصول إليه وقال إن الحملة بدأت في وضع بيانات الاستمارات علي أسطوانات مدمجة للحفاظ عليها من أي أخطار قد تحدث للاستمارات الورقية ، وكانت إيمان المهدي إحدى المتحدثات باسم الحملة قد أوضحت في لقاء مع - أون تي في - ليلة الأحد أن الرقم تجاوز ال 13 مليون ، بعد استبعاد الاستمارات المكررة أو أي استمارة بها أخطاء أو تشوهات ، وكما سبقت الإشارة فإن الأحزاب المنضوية تحت جبهة الإنقاذ المعارضة وبعض الهيئات النقابية قد فتحت دُورها وحركت شبابها وطاقاتها لدعم حملة تمرد ، وتبنت إعلامياً الدعوة لمساندتها .
ü الحملة امتدت ببصرها ونشاطها إلي خارج مصر أيضاً ، ودعت المصريين العاملين و المقيمين بالخارج لمساندة دعوتها في الولايات المتحدة و أوروبا ، وقالت بسمة عواد المتحدثة باسم - تمرد - في العاصمة الفرنسية أنه تم التنسيق مع الأمن الفرنسي لعدم إفشال فعاليات 30 يونيو ، وتم التنبيه علي أعضاء الجالية المصرية بعدم رفع صور لأي من المرشحين الرئاسيين السابقين ، و السماح فقط برفع علم مصر أو صور الشهداء أو لافتات تحمل مطالب الثورة ، وقال الناشط أحمد إسماعيل منسق الحملة في باريس أنه جاري التنسيق مع الجاليات المصرية في الدول الأوربية عن طريق منسق الحملة محمود أبو ضيف للخروج في تظاهرات 30 يونيو أمام السفارة المصرية للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي .
ü محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين و الناشط الأهم في المواجهات وميادين العمل المباشر حذر بدوره من التظاهرات المزمع انطلاقها في 30 يونيو ضد الرئيس مرسي و - الجماعة - ، وذلك لما قد يقع فيها من عنف سيؤدي إلي تحويل دفة المعركة بعيداً عن النظام السابق يقصد نظام حسني مبارك وستكتب حينها وفاة الثورة - علي حد قوله . و أضاف البلتاجي علي صفحته علي - فيسبوك - الثلاثاء : نعم للحوار و التوافق أو نعم للاختلاف و التنافس ، أما العنف و الصدام و الاشتباكات و الدماء و الشهداء و الجرحى في معارك - الطائفية السياسية - فلا و ألف لا . وقال : إنه مع خطورة الانقسامات السياسية الدائرة في الساحة السياسية المصرية من بعد الثورة وحتى الآن ، إلا أن الأخطر هي الدماء التي يمكن أن تغير دفة وطبيعة وعمق المعركة وتحويلها إلي معركة طائفية سياسية بغير رجعة .
و أشار البلتاجي في تحليله لطبيعة الصراع الدائر الآن إلي أن : المعركة الرئيسية في مصر ، وخاصة تلك التي يسقط لأجلها الشهداء و الجرحى كانت ما قبل أحداث الاتحادية - تلك الأحداث التي لم يفصلها البلتاجي لكنها أتت في أعقاب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي وحصن بموجبه قراراته و الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى في 21 نوفمبر الماضي و أحداث - المقطم - مقر جماعة الإخوان الذي تظاهر ضده نشطاء الثورة في أعقاب تمرير الدستور ومحاصرة الإسلاميين للمحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي و أضاف : كانت المعركة الرئيسية حينها . بين أطراف الثورة من جانب و النظام الذي قامت ضد الثورة من الجانب الآخر و أن 30 يونيو بعد أحداث الاتحادية و المقطم إذا نجح من يريد تحويلها إلي عنف و اشتباكات ودماء جديدة ، ستكون بمثابة إعلان نجاح النظام السابق في تحويل رحى المعركة تماماً بعيداً عنه ، و استقرارها في دائرة الصراع السياسي و المجتمعي وصراع السلطة بين قوي شعبية وبعضها البعض ، لينهي مفهوم الثورة الحقيقي .
ü قيادات في جبهة الإنقاذ المعارضة رفضت دعوة الرئيس مرسي في خطابه بالمؤتمر الذي نظمته الأحزاب الإسلامية بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر - الاثنين الماضي - للمصالحة الوطنية الشاملة - وقال خالد داوود المتحدث باسم الجبهة في تصريحات صحفية - إن وقت الدعوة إلي المصالحة الوطنية قد تأخر كثيراً ، و المعارضة متمسكة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأن الرئيس مرسي فاشل - و أضاف : إن الانتخابات المبكرة هي الحل حتى تخرج مصر من سلسلة الكبوات التي تتعرض لها منذ تولي مرسي الحكم .. لقد حان الوقت ليترك مرسي الساحة السياسية لمن هم أكثر كفاءة في إدارة شئون البلاد . وقال عبد الغفار شَكَر القيادي في جبهة الإنقاذ ، في الوقت ذاته ، إن - المصالحة الوطنية عادة تكون حول سياسات محددة ، لكن الرئيس مرسي وجماعته لم يكن لهم يوماً ما سياسات واضحة - و أعتبر ما جاء في خطاب الرئيس مرسي مساء الاثنين - كلام مرسل - و أن أزمة مياه النيل لا يختلف عليها أحد من القوي السياسية ، ونحن - كجبهة إنقاذ - أعلنا من قبل تعاوننا مع الحكومة لحل أزمة مياه النيل .
ü المعارضة تواصل معركتها ضد الرئاسة وحكم الإخوان المسلمين بوسائل متعددة ، منها علي سبيل المثال ما أعلنه حزب الدستور الذي يرأسه د . محمد البرادعي عبر - أمانه العمل الجماهيري - من تدشين حملة بعنوان - فاشلون - اعتراضا علي تردي الأوضاع السياسية و الاقتصادية مشيرة في بيان صادر عن مسئولة الأمانة - جميلة إسماعيل - علي - فيسبوك - أن أولي فعاليات العمل الجماهيري ستكون وقفة احتجاجية أمام دواوين المحافظات بكل أنحاء الجمهورية تستخدم خلالها - لمبات الجاز ، ورغيف الخبز و أسطوانات الغاز وجراكن البنزين الفارغة - وهي دعوة لجموع المواطنين لوقفات سلمية ضد سياسات الحكومة الخاطئة و التي أدت إلي الفشل في إدارة منظومة الطاقة الكهربائية في مصر وتوفير المواد البترولية و الرعاية الصحية و الأمان في الشارع و تحسين الأوضاع الاقتصادية بجانب الفشل في المفاوضات مع دول منابع النيل مما يعرض حصة مصر للنقصان .
ü من المهم في ختام هذا التقرير ، الذي حاولنا أن نقدم فيه صورة - من الداخل - لحالة القلق و التوجسات التي جعلت مصر تعيش علي أعصابها وتحبس أنفاسها انتظارا للمجهول الذي قد يدفع بها إلي صدام مروع بين مكونات القوي السياسية ، أو - حرب أهلية - يُخطط لها في ما وراء البحار من قبل أعداء الشعب و الاستقلال الوطني - تعصف بالقليل الذي تبقي للدولة الأهم في المنطقة من هيبة و لمجتمعها من تراحم .. من المهم أن نورد موقف أهم ركزيتين للقوي المنظمة في البلاد ، الجيش و الشرطة ، فقد نسبت الصحف المصرية إلي مصدر عسكري مسئول موقع المصري الثلاثا قوله : إن القوات المسلحة لن تسمح بالفوضى خلال التظاهرات التي ستنظمها المعارضة يوم 30 يونيو المقبل ، مؤكداً أن - الجيش ملتزم بالحياد - تجاه جميع الأطراف المؤيدة و المعارضة - . أما علي مستوي الشرطة فقد أعلن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في مؤتمر صحفي الثلاثاء : أن الأجهزة الأمنية بالوزارة اتخذت كافة الاستعدادات لتأمين - مظاهرات 30 يونيو - مؤكداً أن الأجهزة الأمنية يقتصر دورها فقط خلال التظاهرات علي حماية المنشآت الحيوية و المهمة وتأمينها ، تجنباً لوقوع أي اعتداءات عليها ، وهو الإعلان الذي قوبل بالاستهجان و الاستنكار من قبل الناطق باسم - الجماعة - . وكانت المصادر الأمنية قد سربت في وقت سابق خطة وزارة الداخلية لمواجهة الموقف يوم 30 يونيو ، وقالت إن الخطة مختلفة شكلاً وموضوعاً عن خطة الوزارة قبل اندلاع ثورة 25 يناير ، و اقتصرت علي تأمين أقسام الشرطة و الميادين و السجون وبعض المنشآت الحكومية دون التعرض للمظاهرات حتى لا يتكرر سيناريو - جمعة الغضب - أثناء الثورة .
ü و إذا ما صحت الأنباء الصحفية المنسوبة - للمصدر العسكري المسئول - حول وقوف الجيش علي الحياد - بين أطراف الصراع و إذا ما تأكد حرص وزارة الداخلية بحسب أقوال وزيرها محمد إبراهيم باقتصار دور الشرطة علي حماية المنشآت و المرافق الحيوية ، فذلك يعني ، في ما يعني ، أن مؤسسات الدولة القوية و المنظمة وضعت نفسها خارج دائرة الصراع وقد يسهم ذلك بدوره بتبريد التوتر ما لم تلجأ بعض القوي المتطرفة أو - المندسة - إلي تأجيج الصراع وتوليع النيران و انفلات الموقف ، ما قد يضطر قوي الدولة المنظمة ومؤسساتها تلك إلي التدخل ولمواجهة الانهيار العام .
ü 30 يونيو ، يوم فاصل في حياة الشقيقة مصر ، نرجو أن يكون مخرج صدق تستعيد فيه لحمتها وتلم شعث فرقائها ويثوب الجميع إلي وحدة وطنية جامعة مانعة تجنب البلاد شرور الفتن والإحن .. مناسبة لعودة الروح وليس للقيامة !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.