عندما كنا نتابع التطور الملحوظ في مستشفى أم درمان التعليمي لفت نظرنا اهتمام إدارة المستشفى بتشييد مبنى خاصة بخدمات نقل الدم بديلاً للموجود في مبنى الحوادث والطواريء الذي كان متهالكاً ولا يغري متبرعاً إلا المجبور.. وعندما اكتمل المبنى الجديد أدركت أهمية ما قامت به إدارة المستشفى فكان «شامة» في جبين المستشفى التاريخي.. وعندما أقوم بزيارة بنك الدم المركزي.. كنت أقول في نفسي إن هذا المبنى لا يليق بخدمات نقل الدم وإنه يجب أن يكون أفضل من ذلك.. وعندما ناقشت بعض الموظفين هناك عن إمكانية صيانة هذا المبنى أو وضعه في «الواطة» وبنائه بطريقة أفضل وأمهل تستطيع استيعاب كل المعامل وتضمن للمتبرع الطوعي جواً نظيفاً. وظلت الفكرة بداخلي إلى أن أعلنها المسؤولون أنفسهم عندما قالوا إنهم يبحثون عن مبنى آخر لأن هذا المبنى آيل للسقوط.. ونحن بدورنا لا نريد أن تقوم الحكومة بتحويل بنك الدم من مجمع المستشفيات.. فهو يقع في منطقة إستراتيجية جداً وفي نقله إشكالية رغم علمنا بوجود بنوك دم خاصة بكل مستشفى لكنه يظل المركزي.. فلماذا لا تقوم الحكومة بإعادة بناء المبنى بطريقة تضمن فيها نقل الدم بصورة آمنة.. فهي لم تترك باباً إلا وطرقته من أجل تثبيت مجانية الدم وقد نجحت في ذلك.. إذن هي قادرة على تأسيس مكان جيد لها وجاذب للمتبرعين. ومن هنا نحن ندعو القائمين على الأمر بالترتيب لذلك وأن نجعل من اليوم العالمي للتبرع بالدم منصة للانطلاق لتحقيق هذا الهدف.. بالإضافة للحملة الكبرى لنشر ثقافة التبرع الطوعي بالدم والذي يحتفل العالم به اليوم الذي يصادف 14 يونيو من كل عام.. وهو احتفال بالمتبرعين الطوعيين الذين يستحقون التقدير والثناء خاصة وأننا في السودان ما زلنا نتلمس الخطى من أجل نشر ثقافة التبرع الطوعي بالدم.. فلا تزال نسبة التبرع الأسري هي الأعلى وقد تأتي بعض التساؤلات عن إصرار إدارات نقل الدم على توفير متبرعين للمرضى الذين يحتاجون لنقل الدم في العمليات الجراحية.. إلا أن الواقع يقول إن احتياج السودان في اليوم «ألف» زجاجة دم وغالبيتها تعتمد على التبرع الأسري.. وإن بإمكان بنك الدم منح الدم بدون شرط التبرع إذا وصل عدد المتبرعين طوعاً إلى (450) متبرعاً في اليوم.. سادتي العدد ليس كبيراً ويمكن الوصول إليه خاصة إذا تم التنسيق بين فئات المجتمع المختلفة.. وكل عام وأنتم بخير. سادتي «كل زول يتبرع بدمو بطل».. وكل متبرع بالدم ينقذ ثلاثة أشخاص و«التبرع بالدم يزيدك صحة وعافية».