أكد نجم فرقة الأصدقاء المسرحية الدكتور فيصل احمد سعد على أن مسرحية «النظام يريد» لم تنس في تناولها الواقع السياسي بالبلاد، وناقشت الراهن والواقع وقضايا الشعب والجماهير، ولامست الأوتار ولكن باسلوب يتقبله السياسي والشعب، لأنها عكست حقيقة ما يجب أن يكون، قال: «قدمناها لنلفت الأنظار لكل من يهمه الأمر سواء كان سياسياً أو لعامة الشعب، لأن جملة المسرحية ببساطة تود أن تقول إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.» وأشار «كبسور» إلى أن عنوان المسرحية «النظام يريد» مثير للغاية، فقد درجت العادة أن الناس تقول «الشعب يريد تغيير النظام»، وهذا ما حدث في دول الربيع العربي من حولنا، فالمسرحية تناولت هذا الموضوع ماذا حدث من تداعيات بعد ذلك هل انصلحت الأمور بعد ذهاب الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان أم حصل العكس، لذلك تجد أن عنوان المسرحية هذا جذب الفضائيات والإذاعات والصحف العربية جداً، وقدمت عنها تقارير لأنها ناقشت موضوع الساعة بنقلها لنبض الشارع العربي. وأوضح دكتور فيصل أن المسرحية تودّ أن تقول إن هذه الشعوب التي غيّرت الأنظمة الحاكمة وحققت الوضع الصحيح لها.. فلماذا هذه الفوضى والاضطراب فيها الآن؟ فنحن نود أن نقول بأن المشكلة في الأساس في الشعوب نفسها لأن المعاناة لا تنتهي بتغيير النظام الحاكم، لذلك نود أن يكون الشعب جزءاً من تغيير حقيقي في سلوكه وعاداته واجتهاداته بزيادة الانتاج العملي والمحافظة على المكتسبات حتى لا تضيع، فموضوع هذه المسرحية كما قلت من قبل الشعب نفسه. ورفض «كبسور» كل الاحاديث التي دارت بأن هذه المسرحية أعادت الجمهور للمسرح مرة أخرى، وقال إن المسرحية لم تُعِد الجمهور للمسرح كما يقال، فالروح موجودة في المسرح السوداني، ولكنها تعتبر مادة دسمة للنقاد والباحثين بما قدمته، واستطاعت بذلك أن تجذب اهتمام الجمهور بكثافة حتى عرضها يوم أمس رقم «76» فالجمهور موجود ومحب للمسرح ويشارك في الأعمال التي تناسبه وتلائم واقعه واحتياجاته ليتابعها، لذلك المسرحية تشهد حضوراً متزايداً في كل يوم رغم أنها ليست مليئة بنجوم المسرح وقدمنا عبرها نجوماً صاعدين، فالواقع الآن متغير والجمهور محاط بتكنولوجيا عالية من حوله في الفضائيات التي تجلب بالأخبار والأفلام وبأحدث العروض في العالم، أحاطت بها المشاهد الذي بات لا يقبل بعرض مسرحي أقل من ذلك، فالواقع اليوم مختلف عبر مرحلة ما بعد الربيع العربي. ونفى «كبسور» وجود أي خلافات قبل العرض بين المخرجين أبوبكر الشيخ ومحمد نعيم سعد حول من يقوم بعملية إخراج المسرحية وقال: «لا توجد أي خلافات في هذا الصدد وكل ذلك مجرد اشاعات ليس إلّا فمخرج العرض هو أبوبكر الشيخ، ومحمد نعيم هو مستشار فني للعرض بحكم السن والتجربة والخبرة الفنية، حتى يكون سنداً لمخرج شاب هو أبوبكر الشيخ، وهذه سنة الحياة فنحن نقف خلف الشباب وندعمهم، وقدمنا خلال العرض ممثلين جدد تقبّلهم الجمهور واحتفى بهم وهذا شيء مفرح للغاية. ودافع «كبسور» عن كل الاحاديث التي دارت بأن هذه المسرحية بثت الروح من جديد في فرقة الأصدقاء المسرحية وقال.. مرحباً بهذا الحديث الطيب ولكن الروح موجودة أصلاً في فرقة الأصدقاء ولم تنقطع أبداً ولكنها ضخّت الدماء في بعض اعضاء الفرقة، فمثلاً أعادت محمد نعيم سعد كممثل مرةً أخرى بعد أن ركّز على الاخراج لفترات طويلة، والأهم من كل ذلك أن المسرحية جاوبت على سؤال مهم جداً ظل يطرح لفترات طويلة، وهو هل باستطاعة فرقة الاصدقاء أن تقدم عملاً ملموساً ومبدعاً بعد مسرحية «المهرج»؟ لذلك أعتقد أن الاجابة على هذا السؤال واضحة تماماً الآن. وكشف كبسور أنهم كانوا يتوقعون نجاح مسرحية «النظام يريد»، وقال إن واحداً من أسباب النجاح هو جوهر الفن، وهو الاختيار الصحيح لما تقدمه للناس وتستطيع بذلك أن تتنبأ بالنجاح وهذا ما سوف تجده في المسرحية التي حققت النجاحات ومثلت درساً حقيقياً للناس فيما يقدمونه. وفي ختام حديثه أشار فيصل احمد سعد إلى أن فرقة الأصدقاء المسرحية تستعد لتقديم ثلاث حلقات جديدة من سلسلة «متاعب» تعيدها للشاشة مرة أخرى.