أريد أن أعترف بأنني مقصر تجاه ، أحبة وأصدقاء وزملاء خاصة في الوسطين الصحافي والإعلامي ، دعوني ألبس قفاز الشفافية وأعترف بالفم المليان لجميع من حاول التواصل مع العبد لله خلال فترة ماضية ، ولكن لم يحدث التواصل لظروف خاصة منعتني من ذلك ، لم يكن الأمر هروبا ، أقسم بالله العظيم ليس الأمر كما قد يعتقد الأصدقاء والزملاء ولكن ثمة ظروف ومشغوليات منعتني حتى من إستخدام الهاتف النقال خلال تلك الفترة ، ومن هنا أصرخ بالصوت العالي وأقدم لهم إعتذاري ، فضلا سيناريو الإعتذار للأصدقاء والاحبة والذي منه ليس موضوعنا اليوم ولكن الحكاية ببساطة شديدة تتعلق بالإعتذار في المطلق ، وللأسف نحن من الشعوب التي لا تعرف الإعتذار وكثيرا ما تأخذنا العزة بالإثم ونضغط على أعصابنا ونرفض الإعتراف بالخطأ ، في حراك المواصلات العامة وفي الأسواق ومواقع العمل ربما يضايقك رجل أخرق ويزيحك عن طريقه وهو يضغط على مخارج الحروف ، «زح .. زح « أيوه زح دون أن يكلف نفسه ويعلن إعتذاره مثل هذه الهمجية ، وربما تصادفك إمرأة شريرة كساحرة في غابة وتلكزك بكوعها الناشف في خاصرتك وتمضي حتى دون أن تلتفت ناهيك عن الإعتذار والذي لا يعرف طريقه إلى ألسنتا ، في كل مكان لا نسمع منطوق الإعتذار ، في المصالح الحكومية وفي القطاع الخاص وفي الفنادق وحتى آخر موقع في حراك الحياة , ربما يقول أحدكم شيء عادي أن لا نعرف بالإعتذار ، فالحكومة أقصد حكومة الإنقاذ ولا غيرها علمت السودانيين التناحة وسيناريوهات الدم الثقيل ، ما جعل الهمجية حصان جامح يركض في حياتنا ويمسك بتلابيبنا ، فضلا ليست حكومة الإنقاذ من طرف من تعاني من الأنيميا الحادة في مسائل الإعتذار ، بل أن كل المشتغلين في الشأن السياسي هم كذلك بدءا من زعامات الاحزاب الكبرى وغيرهم من اللاهثين وراء الكراسي الدوارة ، للأسف منذ إستقلال السودان وحتى تاريخه حدثت خروقات في الحراك الإقتصادي ، السياسي ، الإجتماعي ، والأخلاقي وفي مسائل حقوق الإنسان ولكن رغم كل هذه الهوائل لم نسمع أحدا من العتاولة الملاعين خرج و أعلن بشافية أنه أخطا ويريد الإعتذار لكل من تسبب في أذيتهم وعذابهم ، أوووووف .. نحن لا نعتذر لأننا لا نعترف أصلا بأن هناك كلمة إسمها الإعتذار ، خذوا مثلا حكومة الأنقاذ وخاصة صقورها من أصحاب العضلات المفتولة والنظريات « الخنفشارية « تسببوا منذ أكثر من عشرين عاما في أذية الكثيرين وتشريدهم وسجنهم ، ولكن أتحدى أن يخرج واحد من هؤلاء ويعلن أنه أخطأ ويريد الأعتذار ، بصراحة يتوجب على الحكومة أن تعتذر للشعب السوداني قاطبة لما سببته من هموم وعذاب وتشريد وخراب بيوت وفصل من الوظيفة إلى غيرها من العنتريات التي واكب إمساك أصحابنا هؤلاء بزمام الحكم ، كما أن على كل من الدكتور حسن الترابي والصادق المهدي وغيرهم من السياسين الإعتذار للشعب السوداني لأن جميع هؤلاء أخطأوا ولكن من يدق صدره ويقول سامحوني غلطان بتعتذر أوف يقطع سنين كل من تسبب في عذاب الوطن .