كان معنا في الجامعة زميل خفيف الظل يحمل لقب « شرمة» عن جدارة ، هذا الشرمة كان نحيفا وزول ألعوبان درجة أولى وكل أفعاله حتى وأن كانت غير سوية تجد القبول لدى الزملاء جميعا . عفوا تذكرت حكاية صاحبنا شرمة وانا أنظر إلى خارطة السودان المشرومة وكادت أن تداهمني دمعة لئيمة من أبو كديس رغم إنني جاف بدرجة إمتياز ولا أعرف مصطلح ألف أهلا يا دموع . المهم السؤال المفلوت جدا أنه لا يوجد أحدا حتى الآن يعرف إلى أين يمضي السودان وهو كسير الخاطر بخارطته المتهدمة والمشرومة على الآخر ، وربما يتم شرمها مرة أخرى من قبل الباحثين عن الكراسي الدوارة ، والمزايدين والذين على شاكلتهم . هؤلاء العتاولة لم يتعظوا بالشرمة الكبيرة التي حدثت في الوطن بإنفصال الجنوب ويريدون شرمه مرة أخرى ، وأعني بهؤلاء بدون لف ولا دوران صقور الإنقاذ المتسلحين بالعنتريات التي ما قلت ذبابه ولا ضب ، وناس المؤتمر الشعبي الذي يحمل إسما فضفاضا ولكنه وزعيمه المبجل لاحظوا المبجل « هادي » لا يريدون إستقرار الوطن وإنما يريدون التنغيص على أخوتهم القدامي في حب السلطة ناس الإنقاذ ، وإضافة إلى هؤلاء القوم هناك المناورن من زعامات الأحزاب الأخرى ، إلى جانب النبتات الشيطانية لأمراء الحرب اللعينة في جنوبي كردفان وعلى الحدود مع دولة جنوب السودان ومنطقة النيل الأزرق ، علاوة على دولة جنوب السودان التي تحاول بعد أن شرمت نفسها التنغيص على السودان ، صدقوني أن هذه الكوكبة هي العدو الأول للسودان ولا غيرها وأخشى أن يجيبوا عاليها واطيها في قادم السنوات ، وأزيدكم من المعلومة بيت أن بعض المتوترين في الإعلام وأقصد هنا الصحافة لهم دور في زيادة الطين بله ، أسأل الله أن يشرم عقولهم حتى لا تؤدي أفعالهم إلى شرم السودان أكثر مما هو فيه . المهم إذا فشلنا في ترميم الشرم السوداني الكبير الذي أحدثه المتوترون وأصحاب المصالح والطبول الجوفاء ، فإن المسالة بسيطة جدا ، فالسودان المشروم يمكنه إستعادة أطرافه المشرومة في الغد بواسطة التقنية الحديثة ، أسمعوني ولا تبحلقوا في السطور هكذا ، المهم التقنية الحديثة تؤكد أن الإنسان مبتور الأطراف يمكنه أن يستعيد أطرافه المبتورة ، كما هو الحال للسحالي وغيرها من الزواحف التي تستطيع إستعادة أطرافها ، وطالما أن السحالي يمكنها إستعادة أطرافها المبتورة ، فعلى الجهات المعنية بالإبحاث العلمية في السودان ، أن تفكر في تطوير تقنية لعلاج أصحاب العقول المشرومة من المشتغلين بالشأن السياسي والإعلاميين المتوترين وأمراء الحرب في شمالي درافور وجنوبي كردفان ، علاوة على تصدير التقنية إلى جنوب السودان لعل وعسى بعد علاج جميع العقول المشرومة يستعيد السودان أطرافه المبعثرة وتلك التي في طريقها إلى الشرم ، واحد وطن مشرووووووم وصلحووووا .