نسخة بطولة سيكافا للأندية هذا العام، والتي يستضيفها السودان في الفترة مابين يوم الثامن من يونيو الجاري 2013م وحتى الرابع من يوليو 2013م بحاضرتي ولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور مدينتي الفاشر وكادقلي تجىء تحت ظروف أمنية صعبة خاصة بعد نشاط الحركات المسلحة في الولايتين ومحاولتهما إرسال إشارات بعدم وجود الأمن والأمان، بهم أحياناً بقذف كادقلي بالكاتيوشا، وقطع الطرق في شمال درافور، وترويع المواطنين، لكن تماسك حكومتي الولايتين واستعدادهم وتداعي المواطنين دعماً للاستقرار، ووجودهم وتفاعلهم مع الحدث دليل على اختيارهم للسلام، ورسالة من حكومتي الولايتين بأن السودان قادر على تنظيم هذه البطولة، كما نظمها من قبل، وتحت اي ظروف، وإن كانت أمنية.. الطريق الى كادقلي وبشارات للخريف مطار الخرطوم صالة السفر الداخلية، تبدو وكأنها صالة للسفر الخارجين... الوجوه متباينة تكاد ترى السودانيين.. سحنات أوربية وآسيوية وعربية، تجوب المكان من هيئتهم تعرف أنهم منظمات دولية أو قوات أممية افريقية عربية، كل العالم جاء في الخرطوم.. أما نحن السودانيين- على كثرتنا- كنا قلة صباح الأمس ونحن في طريقنا لتغطية الأحداث في كادقلي خلال بطولة سيكافا.. الشاهد أن هؤلاء الأجانب كانوا في طريقهم الى الفاشر ونيالا، بينما آخرون آسيويون وسودانيون ناداهم المنادي الى بليلة، وهو حقل بترولي بجنوب كردفان، وقبل أن تشرق الشمس كنا على متن الانتوف- مجموعة من الإعلاميين والصحفيين- لتطير بنا بسلاسة زهاء الساعة الى مطار كادقلي.. حيث كانت الأجواء تحمل تباشير الخريف والهواء اللطيف، يستقبلنا كما الوجوه التي احتشدت لاستقبال الحضور.. المدينة.. وفرح الناس.. وهدوء الأحوال.. بعكس ما تخيلنا بعد الأحداث الأخيرة.. الحياة تبدو طبيعية، ونحن ندلف بهدوء في شوراع المدينة، وسيارات الدفع الرباعي تمخر عباب الطريق الأسفلتي الطويل، في المسافة مابين المطار والمدينة والناس في الطرقات يحيون الوفود التي حملتها الطائرات، ذرافات ووحدانا من الخرطوم، من إعلاميين، وفرق شعبية تراثية جاءت مشاركة للبطولة... الأستاذ الله جابو سليمان رئيس اللجنة العليا لإيقاع الكرن.. مهرجان إيقاع الكرن المشاركة بعدد 16 فرقة شعبية ،جاءت من الخرطوم، لتساهم في نثر الفرح، وتعبر عن تماسك النسيج الاجتماعي، وتؤكد مطلبها في السلام على حسب قول الله جابو الذي بدا مشغولاً وهو يصرح لآخر لحظة في تنظيم أمور فرقه وإعدادها للإفتتاح اليوم مساء بالمدينة الرياضية بكادقلي، التي خرجت بشيبها وشبابها لتستقبل الوفود التي طافت في شوارعها لتحيي المواطنين.. من جانبه أكد عبد الرحمن جباره عبد الرحمن رئيس المجلس التشريعي بالولاية استعدادهم لانطلاقة بطولة شرق ووسط افريقيا (سيكافا) ورحب بوصول كل الوفود الإعلامية والثقافية والفنية والرياضية، التي جاءت للمشاركة.. وقال: إن حفل الافتتاح اليوم سيتضمن فقرات متعددة من فنون شعبية، ورقصات تراثية، وأغنيات وطنية، وألعاب تمثل 47% من تراث جنوب كردفان، وهذا تحدٍ للولاية وسوف تجتازه بأمان، وهو حدث كبير وانجاز لن تفشله إرهاصات الحركات المسلحة وتنال منه،، ومن ناحية قال عبد الجليل الباشا وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة إن الولاية مستعدة تماماً للبطولة وأن الفرق الشعبية التي وصلت بلغ عددها 18 فرقة كأكبر تظاهرة قومية شعبية بالولاية، فيها كافة مكونات الولاية القبلية التي أكدت قوة النسيج الاجتماعي وتصديه لاي محاولات اختراق من قبل أعداء الوطن.. وأضاف نحن اليوم نقول للعالم، نحن ننشد السلام عبر الرياضة، ونرسل رسائل السلام عبر تعاضد الجميع هنا بالثقافة والتراث والأصالة والإبداع.. السلام والتحدى... ورسائل الجبهة الثورية رغم الفرح السائد فى عيون المواطنين غير ان التوجس والرهبة مازالت تجوب فى النفوس راينا ذلك خلال تجوالنا فى الأسواق.. نجلاء عبدالله العاملة فى كافتريا السلام قالت وهى تسألنا أنتوا من الخرطوم بلغوا عنا وأكتبوا بأننا نحب هذه المدينة وأن ما يفعله أبناءها من المتمردين لا يمثلنا نحن المواطنين هنا البسطاء لقد عشنا لحظات رعب ومعنا أطفالنا حين يوجهون القذائف نحو المدينة ويقتل الأبرياء لأنها عشوائيا تسقط أين ما تسقط على حسب قولها.. الأخرون لاذوا بالصمت حين سؤالنا عن الأحوال بينما أكتفى البعض بالقول لن نترك أرضنا وعلينا أن نعيش حياتنا ونأمل أن المستقبل سيكون أفضل من الحرب... وكأنها كانت تقرأ تفاصيل ما سيحدث لأن قوات مايسمى بالجبهة الثورية ارادت فى ذات اليوم وتزامنا مع وصول بعثة الفريق اليوغندى ان تبعث رسائلها المعتادة عبر اطلاق قذائف عشوائية على المدينة فكان دوى اربعة قذائف على اطراف المدينة هو الرسالة التى وصفها والى جنوب كردفان باليائيسة والتى لن تثنى حكومة الولاية من اقامة البطولة مشيرا الى تلقينهم درسا من القوات المسلحة التى ردت بقوة عليهم ..لتبقى رسائل الجبهة تائيه ولكنها مزعجة فى ظل تساقطها العشوائى الذى يصادف مواطنين ابرياء ويثير القلق على حياتهم وممتلكاتهم .