كانت الوفود غير مسبوقة تفد لإحياء ذكرى منارة علمية انتشر علمها وفاح حتى وصل أقاصي الدنيا للمشاركة يتقدمهم نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه وعدد من القيادات التنفيذية والدستورية ورجال السلك الدبلوماسي. جاءت الأمسية مفعمة بمعاني الوفاء وأعلن نائب رئيس الجمهورية علي عثمان منح زوجة الراحل وسام الإمتياز من الدرجة الأولى وقال إنها استطاعت التعايش مع البيئة السودانية وتشربت بعادات المجتمع البسيط العفوي وكان جهدها مكملاً لجهد ومسيرة العلامة، وكانت عضواً فاعلاً في العديد من الفعاليات الاجتماعية، وأشار طه إلى أن التكريم جاء بمبادرة من رئيس الجمهورية، وقال إن التكريم فيه معانٍ ودلالات وبتكريمه نكرم فيه العلم والمعلمين في السودان عرفاناً وإجلالاً، كما نكرم فيه الانتماء الوطني الأصيل وحبه لوطنه كما شهدنا ذلك في كتبه وأشعاره، مشيراً إلى أنه كان متعلقاً بقضيته بالمحافظة على لغة القرآن والثقافة الإسلامية يجليها ويدافع عنها، وزاد كان علمه متجدداً يستنبط الأحكام والعلوم الشرعية. وقال طه بقبول توصيات اللجنة العليا لإحياء ذكرى العلاّمة، داعياً مؤسسات المجتمع أن تحذو حذو مجموعة النفيدي وسوداني بتكريم الشخصيات التي ساهمت بالكثير في المجالات المختلفة. من جانبه أكد الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام أن الدولة تهتم بالعلماء وتقدرهم وتنزلهم في منازلهم، قائلاً «إننا لا نستطيع أن نوفي العلاّمة بروفيسور عبدالله الطيب حقه ولكننا نجتهد بتكريم رفيقة دربه جريزلدا. منحه سنوية باسم الراحل لطلاب الجامعات من جهته تحدث الدكتور عبد الرحيم علي رئيس المعهد القومي للغة العربية ممثلاً للجنة العليا لإحياء ذكرى العلاّمة الفقيد، مشيراً إلى أن مبادرة التكريم نبعت من معجبي الفقيد ووجدت تجاوباً من الدولة ودعماً من المؤسسات وتجاوباً من المجتمع مما يدل على مكانة الفقيد في النفوس وإحياءً للموروث العظيم الذي خلفه الراحل المقيم. وقال دكتورعبدالرحيم بتوصيات اللجنة العليا بنشر كتب البروفيسور في الأدب والإعلان عن منحة سنوية باسم الفقيد يتنافس عليها طلاب الجامعات إلى جانب قيام محاضرة سنوية يدعى لها الأدباء من جميع أنحاء العالم، إلى جانب قيام مركز ثقافي يحمل اسمه. إطلاق اسم الراحل على القاعة الدولية بقاعة الصداقة فيما أعلن الدكتور أمين بشير النفيدي عن إطلاق جائزة باسم العلامة عبدالله الطيّب ووقف يحمل اسمه وإنشاء مركز باسمه إلى جانب التوثيق لمؤلفاته المكتوبة والمسموعة والمرئية وإعلان خاص ببث الإذاعة الدعوية لتفسير القرآن الكريم لروح والدته سعاد إبراهيم مالك، وطالب باسم اللجنة العليا بإطلاق اسم الراحل على القاعة الدولية بقاعة الصداقة بالخرطوم. وقال النفيدي المبادرة وفاء لعالم أفادنا وأحببناه وترك لنا موروثاً ضخماً من العلوم والآداب، مشيراً لإسهامات الفقيد العملية خارج الوطن. وقدم الدكتور الصديق عمر الصديق «عضو اللجنة» إلقاء شعرياً لبعض قصائد العلاّمة عبدالله الطيّب. من جانبها أعلنت شركة سوداتل للاتصالات المهندس طارق حمزة زين العابدين نائب الرئيس التنفيذي للتسويق وممثل مدير الرئيس التنفيذي، عن إلتزام الشركة بطباعة رسالة الدكتوراة التي قدمها العلاّمة في لندن عام 1950 فضلاً عن طباعة كتابه المرشد لفهم أشعار العرب وتوزيعه مجاناً للجامعات والمكتبات العامة، كما أعلن عن رعاية الشركة لجائزة العلاّمة السنوية. إنابة عن أسرة الفقيد قدم الدكتور الحسين الخزينة شكره لرئيس الجمهورية والنائب الأول وأسرة النفيدي وشركة سوداني وسوداتل للاتصالات وجامعة الخرطوم، مشيداً باللجنة العليا لإحياء ذكرى الفقيد. وعن العلاّمة تحدث عدد من الضيوف الأجانب فقال المغربي البروفيسور إبراهيم أزوغ إن الراحل يعد أحد أعمدة الأدب والثقافة ليس في السودان وحسب، وقال بحق السودانيين والعالم أجمع بالوفاء والإكرام للعلاّمة وأن ينهلوا من موروثه ومؤلفاته الشعرية والأدبية، وقال إن تفسير القرآن باللغة العامية صدقة جارية أحدث انقلاباً فكرياً وعده مدرسة فكرية نادرة. توثيق وأفلام نادرة «من مقام الوفاء» بانوراما فيلمية برع فيها المخرج المعروف شكر الله خلف الله وقدم إبداعاً من نوع آخر عكس فيه لمحات عن حياة الراحل ما بين التميراب والخرطومولندن ونيجيريا وإفادات لزوجته وعدد من رفقاء دربه وكفاحه وكان التعليق فيها للدكتور الصديق عمر الصديق والموسيقى التصويرية عبدالوهاب هلاوي وألحان سيف إبراهيم وداع الخرطوم ولمع الكلم: قدم كورال كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان قصيدة العلاّمة «وداع الخرطوم» القصيدة الوحيدة له كتبها في 1945 لحنها دكتور الماحي سليمان في 2013 وهي من توزيع الصافي مهدري النور وكانت النص الدهشة. إفادات مضيئة في حق العلامة: كانت العديد من الإفادات في حق العلامة من شخصيات ورموز فوصفه البروفيسور علي شمو بأنه شخصية السودان في القرن العشرين، وعن أسلوبه قال عنه العالم الحبر يوسف نور الدائم أسلوبه يذكرك بأسلوب الجاحظ، فأسلوبه ممتع ومفيد وأشار إلى إنجازاته وقال استطاع أن يضم الأراضي لجامعة الخرطوم وضم مستشفى سوبا للجامعة أيضاً، وقالت عنه الأستاذة سارة أبو إنه كان يدفع بمسيرة المرأة للأمام ووصف البعض فترة عمله في نيجيريا بأنها كانت بمثابة نصرة للغة العربية فقد عم تعليمه مدينة فاس إلى جانب العديد من الإفادات في حق الراحل. جدير بالذكر تم اختيار انطلاقة الاحتفال بإحياء ذكرى العلاّمة العاشرة في الثاني من يونيو والذي يصادف تاريخ ميلاده وجاء الختام متزامناً مع تأريخ وفاته في 19 يونيو. فعاليات حاشدة شهدت قاعة الشارقة بالخرطوم انطلاقة الحدث وكانت سيرة العلامة وندوات الفلكلور والشعبيات إلى جانب معرض السيدة جريزلدا الطيّب «من هنا وهناك مع عبدالله الطيّب» إلى جانب معرض معهد البروفيسور عبدالله الطيّب للغة العربية، وكان اليوم الثاني محضوراً بمباني الهيئة العامة للإذاعة السودانية في إفادات عن رحلة الكتاب العزيز وكان ضيف الشرف والتكريم الإذاعة السودانية والدكتور عبدالمطلب الفحل وأسرة الشيخ صديق أحمد حمدون والشيخ إبراهيم كمال الدين والأستاذة أمينة صالح، كما احتوى مسرح الفنون الشعبية بأم درمان مقهى المنتدى الشبابي بالتنسيق مع أروقة للثقافة والفنون وتقديم ندوات عن العالم في عيون العالم إفادات شخصية أدبية وعلمية، وكانت جامعة الأحفاد حضوراً في إفادات نسوية وتم فيها تكريم الشخصيات النسوية التي عملت إلى جانب الراحل وتم تكريم الإذاعة السودانية. وكان البرنامج حافلاً اشتمل على رحلات ترفيهية لضيوف البلاد من نيجيريا والمغرب ومصر وماليزيا وقفات من هنا وهناك ملامح ووقفات من هنا وهناك مع العلاّمة الذي أحيا اللغة العربية وفسر القرآن بلغة بسيطة تغلقلت في الوجدان ورسمت ملامح صورة وصوت باقية على مر الأجيال في السودان وغيرها من الدول العربية والأفريقية وافتقدته الجلسة الحسنية وإن غاب عنا بجسده فهو باقٍ فينا.. تغمده الله بواسع رحمته .. «إنّا لله وإنّا إليه راجعون». ******* معرض السيدة/ «جريزلدا» أرملة الراحل من العديد من صور الفنانة جريزلدا الطيّب اخترنا بعضاً من تلك الصور التي تخلد مناسبة إحياء الذكرى العاشرة لرحيل العلامة عبد الله الطيّب، ويشتمل المعرض على عدة لوحات تشكيلية مائية رسمت في السودان بالدامروأم درمانوكسلا ولوحات أخرى رسمت بالمملكة المتحدة واليمن ولبنان وعمان والكويت ومصر والإمارات وتركيا ونيجيريا وسيشل والمغرب وفرنسا. الأنشطة الفنية: - قامت بتصميم الرسوم التوضيحية للكثير من كتب البروفيسور عبد الله الطيّب. - شاركت وعرضت في العديد من المعارض: داخلياً «المركز الثقافي البريطاني، المركز الثقافي الفرنسي، دار السلام مقر الUNDIP»، خارجياً «الكلية الملكية- لندن، المركز البريطاني- الرباط، المركز الثقافي الأسباني- فاس». النشاط الحالي: محرر ومصحح الفنون- مجلة الخطوط الجوية السودانية. صممت نتيجة الخرطوم 1994 وساهمت في تصميم النتائج Calendars 2002 & 2004 الأنشطة الاجتماعية: - الهلال الأحمر السوداني: 1954-1956 - عضو مؤسس دار ششر لتأهيل الأطفال المعاقين 1978-1973 - عضو حي وفاعل ونشط دار ششر لتأهيل الأطفال المعاقين 1987 وإلى الآن. - عضو مؤسس مجموعة الشؤون الاجتماعية الطوعية الدولية، عضو ورئيس اللجنة وعضو فخري مدى الحياة. - عضو فخري جمعية الآثار السودانية 2003م. - عضو نادي الروتاري الخرطوم 2007م. عبد الله الطيب عبد الله الطيب السيرة الذاتية : - ولد بغرب الدامر في 25 رمضان 1339ه- 2 يونيو 1921م - والداه الطيّب عبد الله الطيّب وعائشة جلال الدين الطيّب وهو ابن محمد بن أحمد بن محمد المجذوب. - تعلم بمدرسة كسلاوالدامر وبربر وكلية غردون بالخرطوم والمدارس العليا ومعهد التربية ببخت الرضا وجامعة لندن بكلية التربية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية. - نال الدكتوراة من جامعة لندن SOAS سنة 1950م - عمل بالتدريس بأم درمان الأهلية وكلية غردون وبخت الرضا وكلية الخرطوم الجامعية وجامعة الخرطوم وغيرها. - تولى عمادة كلية الآداب بجامعة الخرطوم «1961-1974م» - كان مديراً لجامعة الخرطوم «1974- 1975». - أول مدير لجامعة جوبا «1975-1976». - أسس كلية باييرو بكنو بنيجيريا وهي الآن جامعة مكتملة. - عمل أستاذاً للعربية بالمغرب في كلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. - عيّن أستاذاً ممتازاً مدى الحياة «بروفيسور أميرتس Professor Emeritus» بجامعة الخرطوم في سنة 1979. - له عدة مؤلفات منها المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها والأحاجي السودانية ونافذة القطار. - له عدة دواوين شعرية مثل: أصداء النيل وبانات رامة وأغاني الأصيل وزواج السمر. - عضو عامل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ مارس 1961م. - أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم. - منح الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم سنة 1981 ومن جامعة باييرو بكنو بنيجيريا 1988م ومن جامعة الجزيرة بالسودان 1989م. - شارك في عدة مؤتمرات في السودان وخارجه. - له مساهمة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون. - فسر القرآن كله من إذاعة أم درمان بين 1958-1969 مع تلاوة الشيخ صديق أحمد حمدون. رحمه الله تعالى رحمة واسعة .