خصصت الشركة السودانية للكهرباء الرقم 4848 للتبليغ فى حالة البلاغات العامة وعند الرد على الاتصال تشنف اذنك عبارة أنيقة تقول ( نلفت انتباهكم أن جميع المكالمات مسجلة بغرض الجودة والتدريب ) وبعد هذه العبارة المنمقة وفى احيان كثيرة تسمع عكس ذلك من شاكلة لقد تجاوزت عدد المحاولات المسموح بها مع السلامة !! مكالمتك تحمل الرقم كذا سيتم الرد عليها حال توفر أول موظف وتضطر الى محاولة تكرار الاتصال لعدة مرات و قد تصل إلى عشر أو يزيد حتى يتوفر الموظف للرد عليك علماً بأن المواطن المتضرر هو الذى يتحمل تكاليف الاتصالات المتكررة للبلاغ الواحد فضلاً عن ضياع الوقت ويبدو ان ادارة الكهرباء ( والله أعلم ) فى سبيل تخفيض المصروفات وليس تحقيق الجودة ، تصر على مركزية مكتب البلاغات بالخرطوم وعبر عدد محدود من الموظفين لمقابلة جميع البلاغات العامة من كافة انحاء السودان مدنه وقراه واريافه واصقاعه بدلاً من مكاتب البلاغات التى كانت منتشرة فى كل مدن الولايات والتى تستقبل بلاغات المواطنين فى دائرة اختصاصها. الأمر الذى كان يسهل من مهمة الاتصال والاستجابة ، أما فى ظل مركزية البلاغات العامة و التي تشكل الغالبية العظمى إن لم يكن جميع البلاغات فى الخرطوم و أن الموظف يطلب من المواطن صاحب البلاغ بيانات كثيرة حتى يتعرف متلقى البلاغ على المنطقة والمدينة والقرية والمكتب والولاية ومن ثم يقوم بتسجيل البلاغ والاتصال بالمكتب المختص فى المكان المحدد فى الولاية المعنية وهذا من الناحية الشكلية ، أما من حيث الموضوع فان الاستجابة لاصلاح العطل تأخذ وقتاً طويلاً وعلى سبيل المثال قمت بالتبليغ عن انقطاع التيار الكهربائى من الحى الذى اسكن فيه حى ودازرق مدينة ودمدنى عند الساعة الثالثة صباحاً ولم يتم اصلاح العطل واعادة التيار الا عند الثامنة مساء أى بعد مضى أكثر من سبع عشرة ساعة وقد تأثر من جراء هذا الانقطاع الطويل للتيار الكهربائى مضافاً الى حى ودازرق بعض احياء وسط وغرب مدينة ودمدنى من القسم الثانى حى ودازرق وحتى الاندلس و التي تشترك في نفس الخط مما تسبب فى خسائر كبيرة للمواطنين بتلف الاطعمة والالبان و غير ذلك والاضرار التى اصابت اصحاب المتاجر ( كناتين الاحياء) ... ومثال آخر ونتيجة لعطل أصاب أحد المحولات بجنوب مدينة ودمدني فقد ظل سكان بركات وما حولها يعانون من انقطاع التيار لأكثر من اربعة ايام خلال الفترة المسائية اذ أن شركة الكهرباء لم تتمكن من اصلاح العطل باستبدال المحول التالف بآخر جديد فأين هى الجودة التى تتحدث عنها الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء ، على الرغم من الجهود الضخمة التي بذلت في التوليد الكهربائي بشقيه المائي والحراري و بما يفيض عن حاجة البلاد و يعاني سوق المدينة الآن من قطوعات متعددة خلال اليوم الواحد وعلى سبيل المثال إنقطع التيار الكهربائي عن معظم منطقة السوق لأكثر من سبع ساعات وبعد إعادة التيار عانت بعض المناطق من إنقطاعات للتيار الكهربائي ولقد إعتادت مدينة مدني على المعاناة المتكررة مع خريف كل عام و مع هبة كل نسمة أو العبادي ( جابلو هوي) سرعان ما يهز و يطرب التيار الكهربائي ويسقط على الأرض فلا يعرف المواطن كيف ينام مع الأمطار و إنقطاع التيار حيث جيوش الباعوض علماً بأن وجود الكهرباء هو من العوامل المؤثرة في إنخفاض نسبة الإصابة بالملاريا هذا ما تاكد من خلال الإجتماع الدوري لمدراء مكافحة الملاريا في الولايات الذي إستضافته مدينة ودمدني مؤخراً . ومع تزامن شهر رمضان المبارك مع بداية شهر الخريف الأمر الذي يضاعف من معاناة المواطنين فهلا تفضلت الشركة السودانية للكهرباء لعقد ورشة طارئة لمعالجة القطوعات المتكررة للكهرباء بمدينة ودمدني .. و كل عام وأنتم بخير . والله من وراء القصد