ما أن يأتى فصل الصيف الا وتظل الكهرباء هى الخدمة الأكثر الحاحاً وضرورة فى سلم الاحتياجات الضرورية للإنسان فهى الطاقة التى تزودنا بما نحتاجه من ماء بارد عذب زلال وهواء نقى ينعش أجسامنا من الهجير وحرارة الجو ، وطعام ندخره فى ثلاجاتنا اقتصاداً فى النفقه والمعيشة، وعندما تتعثر هذه الخدمة فإن النفوس تسخط وتتكدر وصفوها يتعكر. مواطنو مدينة سنجة يعانون هذه الأيام من القطوعات المتكررة للكهرباء وعدم انتظام التيار الكهربائى الذى يأتى فى فترات متفاوتة بسبب بعض الأعطال ورخاوة الأسلاك بفعل الحرارة، ففى بعض أحياء المدينة محصلة الكهرباء لا تتجاوز (3) أو (4) ساعات فى اليوم ، وفى عدد من الأحياء فضّل المواطنون فصل أجهزتهم الكهربائية كالثلاجات والتلفزيونات لضعف الكهرباء فباتوا لا يستخدمونها الا نادراً عند توفر الإمداد الكهربائى الذي يمكنهم من تشغيلها. وتقول المواطنة سمية عبد اللطيف من الحى الشمالى (للصحافة) إن قطوعات الكهرباء تتراوح بين (3) و(4) مرات فى اليوم وترجع اسباب هذه القطوعات لسبب الضغط العالى للكهرباء وضعف التوصيلات الداخلية للمنازل وتشير الى أن الانخفاض المباشر للكهرباء يحدث شرارة تؤدى لظلام مفاجئ يعرض الأجهزة الكهربائية للتلف وضعف كفاءتها فتقول إنه تم إبلاغ الأخوة فى إدارة الكهرباء أكثر من مرة لمراجعة الخطوط ومعالجة الأعطال ولكن لم يستجيبوا لندائهم. الهام عبد الرحمن من الحى الجنوبى تقول أنها ابلغت الأخوة فى إدارة الكهرباء وما قاموا به مجرد حلول اسعافية فقط وبصورة بدائية حيث يتم اختبار السلك بلمبة بيان وسرعان ما يعود الوضع الى ما كان عليه ويتذبذب التيار ويتم فصل الثلاجات والتلفزيونات وتتجدد المعاناة . نبيل محمد من الحى الشمالى يرى أنه على إدارة الكهرباء أن تضطلع بدورها فى حسم قضية الكهرباء بمدينة سنجة وذلك بتوزيع فرق فى مقدمتهم مهندسون واصحاب خبرة من عمال لمعالجة اختناقات الكهرباء وشد الأسلاك ومتابعة الضغط العالى للكهرباء حتى لا يتضرر المواطن وتذهب أمواله هدراً ويخسر أجهزته الكهربائية بسبب الأعطال الكهربائية دون أن ينال تعويضاً من إدارة الكهرباء كما تفعل الدول المتقدمة. حسن يوسف يقول إنه ابلغ إدارة الكهرباء أكثر من مرة ولكن ما زالت المشكلة قائمة وهى تردد التيار الكهربائى، ويتحدث بحسرة ويقول إن ثلاجته صارت لا تعمل واللمبات أصابها التلف ولا يشاهد التلفزيون الا قليلاً . بعض المحولات الكهربائية الكبيرة التي تتوسط المواقع السكنية بالمدينة يتقاذفها الشرر واللهب، وتحذر سلوى مواطنة بالحى الشمالى إذا لم تتم مراجعة هذه المحولات على وجه السرعة فيمكن أن تحدث أحداث لا تحمد عقباها فنفقد ارواحاً عزيزة علينا وتقول : ( إن مشكلتنا فى السودان العمل بسياسة إطفاء الحرائق بعد أن يقع الفأس فى الرأس). فيما تطالب المواطنة خنساء حسين الجهات المسؤولة بالولاية بإيجاد حل جزرى لمشكلة الكهرباء بالمدينة وتشير الى أنها مشكلة متكررة سنوياً واسبابها معروفة، وتقول: لقد صبرنا كثيراً على هذه المشكلة، وترى أن هنالك فتوراً وتقاعساً من إدارة الكهرباء للاهتمام بالمواطن والعمل على تحسين الخدمة وتطويرها مقابل خدمة الدفع المقدم، وتكشف عن تكرار البلاغات دون أن تلمس تحركاً من الإدارة وتختتم حديثها بقولها : (اتقوا ربنا فى المواطنين يا ناس الكهرباء)!!