مدخل : منذ فترة طلبت مني السيدة نور حلاً لمشكلتها.. وأذكر أنني لم أستطع الحل فاستعنت بالقراء.. ولم يسهم معي القراء.. ربما هونوا منها.. وربما رأوا مثلي أنه ليست لديهم حلول.. اتصلت بي مجدداً لتقول لي إنها ما زالت تعاني وإن الأمر تفاقم.. وإنها ازدادت حيرة.. وطلبت مني أن أشاركها بجدية في إيجاد الحل المناسب.. لا أملك سوى أن أعيد نشر مشكلتها «طبق الأصل» وأطلب منكم إيجاد حل لها وأطلب منكم المشاركة بجدية.. المشكل: والمواطنة نور موظفة دؤوبة.. زوجها رجل أعمال في بداية طريقه.. لذلك فهو كثيراً ما يغيب عن المنزل.. وتتولى هي شؤون التربية.. رزقها الله ببنت وولد.. البنت في التاسعة من عمرها والولد في الخامسة.. كانت تؤدي مسؤولياتها بدون قلق أو خوف.. لكنها فجأة بعد شكاوى من ابنتها أصبحت لا تستقر.. أحضرت لابنتها «موبايل» لتتابعها ساعة بساعة.. بطريقة هي ذاتها قررت أنها طريقة مرضية. الشاهد أن ابنتها مع صغر سنها «فايرة».. أي بدينة إلى حد وفارعة.. لم تكن نور تظن أن هذه ستكون مشكلة.. جاءتها ابنتها ذات عصر وشكت لها أن سيد البقالة الشاب قال لها كلاماً حيرها: يابت إنتي سمحة.. أكبري بي سرعة عشان أعرسك!!.. البنت بكل براءة سألت أمها: لماذا يقول لي ذلك وأنا طفلة؟.. الأم سألتها: هل نضم معاك ساكت؟.. هل قام بلمسك؟.. قالت الابنة: لا.. انتبهت الأم إلى أنها ما كان ينبغي أن تسألها هذه الأسئلة حتى لا تشغلها بالإجابات.. قررت أن تذهب إلى الشاب وتزجره وتهدده.. لكنها فطنت إلى أن ذلك قد يفتح طاقات للقيل والقال.. فغيرت رأيها.. قررت أن تخبر والدها .. لكنها تراجعت إذ انه قد يتهور خاصة وأنه من النوع الأحمق.. أخيراً وجدت أنها تحيط ابنتها بقرارات قد تربكها.. منعتها تماماً من الذهاب إلى البقالة.. أو قضاء الحوائج بأي مرسال.. فاعتقلتها في المنزل.. انتبهت إلى لبسها.. فأخذت تلبسها ملابس محتشمة وكثيراً ما منعتها من الخروج إلا بعد تغيير ملابسها حتى لا تبدو مثيرة مع أنها طفلة.. أثناء عملها تتذكر فتتصل بها لتستفسر أين هي؟.. ومع من تجلس؟.. أصبحت حياتها جحيماً.. خصوصاً الطفلة لا تعي سبب القرارات المفاجئة والمتعسفة. في المناسبات لا تجعلها تغيب من عينها حتى أرهقت طفولتها البريئة بالرقابة المستمرة.. واللصيقة.. تقودها بنفسها إلى المدرسة.. وتكلف خالتها بإحضارها حتى ضجرت الخالة وكثيراً ما تقول: خلي البت تعتمد على نفسها.. لكنها تصر ولا تستطيع أن تبدي وساوسها وقلقها. اتصلت بي وحكت كل ذلك تطلب مني المشورة.. بعد أن أغلقت كل السبل فالمواجهة تولد القيل والقال.. والأب مشغول وأحمق مشاركته ستزيد الطين بلة.. من حولها من شقيقات وأشقاء.. يندهشون من قلقها الزائد وهي لا تستطيع مصارحتهم بالحقيقة.. قلت لها إن المشكلة لم تعد ابنتك.. بل أنت ذاتك.. أصبحت نهباً للوسواس والقلق غير الرشيد.. مع أنها تصرفت جيداً في اعتقادي بانتباهها إلى لبس ابنتها وهذه خطوة وقائية.. قلت لها: ولابد من شرح الأمر للطفلة بطريقة مقبولة وأن تعظها وترشدها.. قالت: والله ما مقصرة!!.. طوالي بقول ليها وبوعيها ما تمشي مع الغرباء.. لا تاخدي وتدي معاهم في الكلام.. لا تسمحي لأحد بأن يلمسك.. لا تتبسطي مع الناس.. أخيراً سألتني بأسى.. والحل يا أستاذ؟ أخذت أفكر معها بجدية.. وحقيقة أخذت أفكر في حل.. مر أسبوع وهي تطالبني كل يوم بالحل.. وأنا حقيقة أجتهد في أن نعالج المشكلة.. ولكن «حار دليلي».. إذن مارأيكم أنتم.. هل لديكم حل لمشكلة نور؟!