أيها الأحبة: أنا الآن سكرتير امتحانات وزراء السودان المركزيين أو الاتحاديين- لا فرق- واليوم هو يوم الفصل.. هو يوم الحصاد.. حصاد سنوات من التحصيل والأداء.. كان ذاك مبهراً أو بائساً فقيراً.. ولأنني أنا المفتقر الى الله مؤمن الغالي ولأنني فقير لا قدرة لي لاستئجار قناة فضائية.. ولأنني بائس بما يكفي ولا حيلة لي لاستئجار (ستديو) إذاعة خاصة، لأعلن عبره نتائج شهادة هؤلاء الوزراء اكتفي فقط باعلان عبر المساحة هذه، والتي لا تزيد طولاً وعرضاً عن (مرايا) مربعة بخمسة قروش أو قل (بطرادة) نسبة لارتفاع الأسعار الجنوني الذي اجتاح الوطن، كما اجتاح الأرض الماء إبان طوفان سيدنا نوح.. والآن نبدأ «حفل» إعلان النتائج.. لابد من مقدمة صغيرة لأضع «مواطني» الأعزاء في الصورة: أولاً: هذا الامتحان فقط للوزراء الاتحاديين بعيداً جداً عن وزراء الدولة في كل وزارة.. ثانياً: هذا الامتحان قد وضعه الشعب السوداني بكامله وكما قال «مظفر النواب» «لا أستثني أحداً» اشترك في وضعه الشعب رجالاً ونساء كهولاً وشيوخاً وأطفالاً.. ثالثاً: المراقبة كانت من نفس هذا الشعب بكل طوائفه واعراقه وألوانه وأطيافه. رابعاً: أنا سكرتير اللجنة وغرفة التصحيح و«الكنترول» كمان. خامساً وأخيراً: قررنا نحن الشعب أن «نخصم» من كل الوزراء الناجحين عشر درجات، وقبل النظر حتى في ورقة إجابته، وذلك لسبب وجيه جداً لأن كل هؤلاء الوزراء الذين جلسوا للامتحان.. جلسوا على رأس وزاراتهم اقتداراً وعنوة ورجالة «يعني» لو «قفل» أي وزير كل الامتحان تكون درجته هي تسعين من مائة.. والآن الى خطة «الإذاعة» إذاعة النتائج عبر شمس المشارق.. ولأن الرسوب «حار» جداً وفاضح جداً.. لن نورد إسما واحدا من الوزراء الراسبين خوفاً من «جرجرة» المحاكم ونيران وقسوة القاضي.. الخطة «استلفها» بتصرف.. ما كان يحدث في جامعة الخرطوم في ذاك العصر الذهبي للجامعة العريقة والرصينة.. يا لروعتها ويا لبهائها عندما كانت تنافس في جدارة ومهارة وعناء «أكسفورد» و«كمبردج» وعندما كانت لغة التخاطب والقاعات والمكتبات، وحتى «قهوة النشاط» يحشد فضاؤها اللغة الانجليزية السكسبيرية» الفاتنة.. أيام حتى «حمودة» حلاق الجامعة يمكن أن يكون أستاذا للغة الانجليزية في «أجعص» مدرسة ثانوية. نعود الى طريقة جامعة الخرطوم في إعلان النتائج النهائية.. هناك «بورد» ضخم تعلن النتيجة عبره.. أما الذين قررت الجامعة «فصلهم» و«طردهم» من أسوار ومدرجات الجامعة.. تورد الجامعة وعبر البورد أسماءهم.. ولكن في أ على الجدول «جدول» الفصل من الجامعة كلمات بالانجليزية رصينة ناعمة تحاول ما أمكن ذلك تخفيف المصيبة على الطلاب المفصولين.. تقول «ننصح هؤلاء بعدم مواصلة دراستهم» ورغم أن هذه الكلمات تحاول الحفاظ على مشاعرهم وتخفيف «صدمة» الفصل إلا أنها «فصل عديل».. ولكنه مهذب.. أنا سوف «أقلب» العبارة.. يعني سأورد أسماء الناجحين كاملة مع أسماء وزاراتهم.. وننصح الذين لا نكتب أسماءهم ألا يواصلوا استوزارهم.. ولو استقالوا يكون أحسن. بكرة نواصل إذاعة النتائج