الانترنت كوسيط إعلامي احتل جزءاً كبيراً جداً من حياة الناس وأصبح له أثره الكبير في المجتمعات، من حيث الاستخدام والتأثير الإيجابي والسلبي على السلوك الاجتماعي والمحتوى المعرفي، وفي إطار نشاط مركز دراسات المجتمع (مدا) واهتمامه بمعالجة قضايا الظواهر السالبة ورتق النسيج الاجتماعي عقد المركز ورشة عمل عرفت فيها نتائج دراسة ميدانية أعدها باحثون بالمركز حول (تأثير الانترنت على الشباب- دراسة على طلاب الجامعات السودانية). ابتدرت الندوة الأستاذة اميرة الفاضل المدير العام لمركز دراسات المجتمع مؤكدة اهتمام المركز بجانب البحوث والدراسات، تناول القضايا المعرفية وأثرها على المجتمع.. وأشار الى أن تخصيص الدراسة حول طلاب الجامعات هو اهتمام بشريحة الشباب وهم مستقبل البلاد. من جانبه قدم الدكتور ناجي محمد حامد الباحث الاجتماعي وعضو فريق الدراسة وقتها حول تأثير الانترنت ومحتواه المعرفي على الشباب إيجاباً وسلباً.. وتناول في حديثه الطفرة الهائلة للتقنية الحديثة ووصولها الى نسبة عالية من الشباب في المجتمع، ونفير لنمط الحياة وإفرازها لهجين معرفي ثقافي شكل ثقافة الكترونية جديدة لا محدودة متجددة يومياً ألقت بآثارها الموجبة والسالبة على المجتمع السوداني كجزء من منظومة العالم المتداخلة بفعل الشبكة الالكترونية في كثير من الفعاليات الثقافية والسياسية.. مشيراً الى أن ذلك أثر على التنشئة الاجتماعية التي كانت تدار بواسطة الأسرة والمدرسة، ولكن بفعل الانترنت والتقنية حدث انقلاب اجتماعي أحدث تغييرات ظاهرة وهيكلية في التربية الفكرية للشباب بانخراطهم في التفاعل والتواصل الاجتماعي عبر المواقع المخصصة لذلك، وتشكيل شبكات اجتماعية باتت اقوى من علاقات الرحم والأسرة، مضيفاً بأنها أيضاً أفرزت نوعاً من التمرد والتميز على قيم المجتمع قائلاً بأن هذا هو مكمن الخطورة، إذا لم يتم الالتفات له دون تعقيد لحرية الآراء للشباب بل بالحوار والإرشاد والتوعية.