حذرت القوى السياسية من مغبة تزايد معدلات الاقتتال القبلي والحرب في دارفور مشيرة الى أن ذلك يؤدي لإنهيار المؤسسات وتدمير البنى التحتية والاقتصادية في الإقليم بسبب التوتر والهزة التي ضرب المنطقة، خاصة في ولايتي جنوب وشمال دارفور، وقالت إن التفلتات القبلية تتطلب المزيد من بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وإرساء قيم العدالة بين كافة مكونات المجتمع والابتعاد عن الظلم والمحاباة والمجاملة لطرف ضد الآخر، متهمين ولاة دارفور بالتساهل مع المتفلتين وعدم السيطرة عليهم وحسمهم لاتباعهم أسلوب المجاملات والأعراف التقليدية، وشددت على ضرورة جمع وضبط السلاح من الجهات غير النظامية لإشاعة الأمن والاستقرار بالإقليم. ونعى كمال عمر عبد السلام الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي في تصريح ل«آخر لحظة» أمس اتفاقية سلام الدوحة لدارفور، وقال الآن الدوحة قُبرت، وأضاف الأزمة الأمنية المنفرطة لا تستطيع الدوحة معالجتها لأن الاتفاقية أصبحت بدون قيمة، لافتاً النظر إلى أن الصراع استفحل وتحول إلى صراع قبلي، وقطع عبد السلام بأن الوضع في دارفور يحتاج إلى توافق كل القوى السياسية مع حملة السلاح والمكونات القبلية من أجل معالجة الأزمة بصورة نهائية. وحمل عبد السلام ولاة دارفور مسؤولية الأزمة في الإقليم واعتبرهم جزء من الأزمة وقال إنهم سبب أساسي في الصراع، مشيراً إلى أنهم تبوأوا مواقعهم عبر المعادلة القبلية. واتفق الأمين السياسي لحزب العدالة بشارة جمعة أرور مع عمر فيما ذهب اليه، وقال إن الولاة في دارفور متساهلون مع المتفلتين مما صعب السيطرة عليهم لاعتبارات عديدة منها القبلية والعشيرة والمجاملات والأعراف التقليدية، التي ساعدت على ارتكاب الجرائم، وشدد بشارة على ضرورة بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وإشاعة العدالة بين كافة المكونات، داعياً الحكومة إلى وضع التحوطات اللازمة لمعالجة القضايا لتفادي انتقال المشاكل والصراعات إلى بقية أجزاء السودان المختلفة، مناشداً رئيس الجمهورية المشير عمر البشير باصدار قرار لحسم أي فرد أو جهة تحمل السلاح غير الوحدات النظامية من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار. وفي السياق طالب الدكتور ربيع عبد العاطي عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني أبناء دارفور والسلطة الإقليمية وحكومات الولايات والمجتمع الدارفوري بضرورة وضع الأمور في نصابها بجانب تفعيل القوانين دون محاباة وظلم مشدداً على أهمية تحري العدالة من أجل عودة الأمن و الاستقرار ودعا حاملي السلاح إلى الاحتكام لصوت العقل والجلوس في طاولة التفاوض من أجل الانضمام لركب السلام لإنهاء معاناة إنسان السودان ودارفور الذي اسطلى بنيران الحروب.