قوش في منزله: وسط حشد تخللته هتافات التكبير والتهليل استقبلت أسرة وأهل وأصدقاء وقيادات بالحركة الإسلامية ووفود من مروي الفريق أول مهندس صلاح قوش الذي ذرف الدموع في حضرة محبيه، حيث ذُبحت الذبائح فرحاً بقدومه بعد أن قضى إكثر من سبعة أشهر في السجن دون أدلة تثبت إدانته عقب اتهامه بالضلوع في المحاولة الانقلابية الأخيرة مع مجموعة من المدنيين وعدد من ضباط القوات المسلحة الذين أفرج عنهم قبل أشهر. وقال قوش عقب إطلاق سراحه أمس بمنزله «حسب ما أخبرت في السجن أن نص القرار خرج من النائب العام و تم تطبيق المادة (58) ووقف الإجراءات لعدم اكتمال الأدلة، ولكن علمت أن هنالك جهوداً بذلت من جانب الأهل حيث التقوا بالسيد الرئيس وهو استجاب لطلبهم بالإفراج عني»، و أضاف أشكر الرئيس على هذا الشعور الطيب الذي أكد أنه أب الجميع وأنه هو قائد الجميع، وتابع هذا هو الرئيس الذي عرفناه وقطع بأنه سيظل ابن الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني ولن يتخلى عن المنهج و الفكرة مهما كانت الأسباب، وقال سأواصل مسيرتي كالمعتاد في المؤسسات التي عرفتها وتعرفني ولن ابتعد عنها ولن تبتعد عني. وقف وانقطاع الدعوة الجنائية: من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع الأستاذ عمر حميدة أن قرار إطلاق صراح الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش واللواء«م» صلاح عبد الله استند على قرار النائب العام ووزير العدل بعد أن استحضروا سلطات المادة (58) من قانون الإجرات الجنائية، وبموجب هذه المادة تم وقف الدعوة الجنائية، مشيراً إلى أن وقف الدعوة الجنائية يعني انقطاع الدعوة الجنائية في مواجهة الأشخاص ولا يجوز فتح الدعوة الجنائية في نفس الموضوع وبنفس الأسباب لاحقاً أو في أي مدى في المستقبل، وأكد أنه طوال الفترة الماضية كانت المحكمة عبارة عن تجديد للحبس، وقال إن سلطات النائب العام وسلطات وكيل النيابة في الحبس ثلاثة أيام وما زاد عن ثلاثة أيام لابد أن يجدد الحبس عند القاضي المختص والذي بدوره يجدد الحبس كل أسبوع أو أسبوعين وهكذا إلى أن تصل ستة شهور وبعد ذلك تصل الجهاز القضائي، وأبان أن ما كان يحدث للفريق صلاح قوش كان عبارة عن تجديد للحبس في المحكمة. مؤكداً ان المحاكمة لم تبدأ حتى انتهاء الدعوة الجنائية ووقفها وأبان أن الإفراج تم نتيجة مجهودات كثيرة شعبية وقانونية، ورسمية مشيراً إلى أن عدة وفود من الوطني والحركة الإسلامية ووفود شعبية ليس لهم انتماءات سياسية قابلوا عدداً من المسؤولين على مستوى الدولة وحزب المؤتمر الوطني، وكان اللقاء الأخير من قبل وفد من شيوخ المنطقة قابلوا الرئيس طالبين منه التدخل لإطلاق سراح قوش وتمت الموافقة من قبل الرئيس الذي وجه بإطلاق سراحهم والإفراج عنهم. وفي سياق ذي صلة أوضح حميدة أنهم تقدموا بطلب سابق لحجز أرصدة قوش، ووفقاً لذلك الطلب تم فك الأرصدة والحسابات الشخصية كما أوضح أنهم قبل أسبوعين تقدمنا بطلب لفك أرصدة الشركات التي يساهم فيها قوش والمتمثلة في ثلاث شركات، وقال حتى الآن لم نستلم قراراً من جهاز الأمن، مشيراً إلى أنها محجوزة بموجب قرار من جهاز الأمن والمخابرات الوطني ولا زالت حسابتها مجمدة. عودة قوش لقبة البرلمان: وحول عودة قوش لممارسة نشاطه في البرلمان كعضو عن دائرة مروي، قال الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع الأستاذ عمر حميدة طالما لم توجد إدانة فإن المجلس الوطني يشترط لإسقاط عضوية عضو المجلس الوطني أن تكون تمت إدانته في محكمة مختصة والحكم أصبح نهائياً، وأضاف لكن ما حدث الآن لم تحدث محاكمة حتى تصل إلى إدانة وبالتالي قانونياً لا يوجد ما يمنع أن يستمر قوش كعضو في المجلس الوطني ويباشر صلاحياته في البرلمان. وفد أعيان مروي والحركة الإسلامية يكشف المثير: من جهته كشف رئيس وممثل أعيان مروي ومؤسس الحركة الإسلامية في مروي محمد أحمد كبوش الذي التقى بالرئيس عمر البشير أن الرئيس قال لهم: إن ما حدث ليس من صلاح، بل زوبعة من «الناس الحوله»، وأنه يعرف صلاح جيداً وأن ما حدث كان من «الشياطين والناس الحوله».. وكشف كبوش عن محاولة للجمع بين الرئيس وصلاح قوش في لقاء مرتقب قريباً لفتح صفحة جديدة. وأشاد كبوش بموقف الرئيس والترحيب الحار الذي وجدوه من قبله وأوضح أن لقاءهم مع الرئيس كان من أجل الإفراج عن قوش وعدم المزايدات في الوقت الراهن وتفادي ما حدث. عائلة صلاح قوش وفرحة الانتصار: من ناحيته شكر الأستاذ عبد العظيم عبد الله شقيق صلاح قوش كل الذين وقفوا معهم ومع قوش في فترة حبسه وأكد أن وفد منطقتهم لأول مرة يقابل الرئيس، وقال كنا متوقعين إطلاق سراحه لأننا كنا متأكدين أن جهاز الأمن واللجنة لم يتوصلوا إلى أي دلائل تُقدم إلى المحكمة، وأضاف كانوا في مأزق، و قرار السيد الرئيس أخرجهم من هذا المأزق، وتابع إذا وصلوا إلى المحكمة كانت ستكون فضيحة لهم لأنهم ليس لديهم سند أو دليل. وكشف أن هنالك مجموعة تكيد للفريق قوش، وأكد أن القضية أغلقت تماما. وفي ذات السياق اشادت زوجة الفريق أول قوش السيدة عواطف سيد أحمد بوقفة الأهل والشعب السوداني بجانبهم، مشيرة بأن وقفتهم خففت عليهم عناء الفترة التي قضاها قوش في السجن، وأبانت بأنها كانت على يقين أن زوجها كان بريئاً من التهم الموجهة إليه، وأثنت على قرار رئيس الجمهورية ونزاهة القضاء السودان. ود إبراهيم في مقدمة المستقبلين: كان في مقدمة المستقبلين لقوش العميد «م» محمد ابراهيم الشهير بود ابراهيم الذي كان متهماً في نفس المحاولة الانقلابية الأخيرة، وأكد أن الإصلاح من داخل المؤتمر الوطني متواصل ومستمر، مشيراً إلى أن مسيرة الإصلاح ماضية حتى يبلغ الناس إلى حياة مستمرة وآمنة.