صاحبي الدكتور وليد إدريس يمتلك كميات هائلة من الاستفزاز ، كميات الاستفزاز عند صاحبي أكثر من مخزون الأدوية والعقاقير المتوفرة في مستودعات وزارة الصحة الاتحادية ، ايوه أكثر من الأدوية عدييييل كده ، واللي مش عاجبو كلامي وصراحتي يشرب من النيل الغدار ، الرجل استفزني على طريقة الأطباء في السودان حينما يستفزون المرضي ويزيدون أوجاعهم وهمومهم ببعض الكلمات التي تسم البدن ، وسألني بطريقة ساخرة عن عدم ردي على اتصالاته خلال أيام العيد ، ومن جملة ما ردده على مسامعي أغنية طه سليمان ( دقيت ليهو ما رد ) ، في حينها أبلغت صاحبنا إنني كنت مسافرا طيلة أيام العيد ومنحت جوالي عطلة إجبارية من بيت الكلاوي ، لكن صاحبي لم يتركني في حالي واستفزني مرة أخرى إن العبد لله خاف من الاتصالات القاتلة في السودان وأثر السلامة ، المهم في الموضوع أن صاحبنا تعرض إلى خبر الاتصالات القاتلة الذي نشرته العروس ( آخر لحظه ) دون غيرها من الصحف ، وقال بالفم المليان ان خبر الاتصالات القاتلة جعلني اهرب من الرد على المكالمات الواردة من الوطن ، وطالبني صاحبي المستفز بضرورة توضيح الموقف بالنسبة لسيناريو الاتصالات الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، بعد الاستعانة بالله ، قلت لصاحبي أن آخر لحظة تبحث عن التفرد والتميز، وأن الخبر بصرف النظر عن تداعياته وملابساته نشر بطريقة مهنية ، لكن القارئ لم يتوقف عند السطور الثلاثة الأخيرة الواردة ضمن سياقه التي تؤكد أن السيناريو القاتل حدث في الجنوب من شركة اتصالات مقرها اوغندة ، ما يؤكد ان فضاءات الوطن أصبحت مستباحة حتى من شركات الاتصالات ، والقادم أحلى يا جماعة الخير ، وما صبركم الا بالله ، كما ابلغت صاحبي أن صحيفة آخر لحظة أولا وأخيرا تعد صحيفة القارئ السوداني وليست جريدة فلان آو علان وان نشرها لهذا الخبر لا يقلل من مصداقيتها لدى القارئ ، المهم في الموضوع ان الخبر كشف سيكوجية المواطن السوداني في التعاطي مع ما يرد في أجهزة الإعلام ، وكيف ان الجوال أو خلوني أقول ( الموبايل ) أصبح الرابح الأكبر في هذا الزمن الأغبر خصوصا مع تنافس شركات الاتصالات بنت اللذين في إصدار الشرائح بمختلف الألوان وخفض قيمة الشريحة ومع ذلك فان الخدمة أزفت من زفت الطين ، فربما تكون الشبكة غائبة عن الوعي طوال الأربع وعشرين ساعة ، كما ان الهوس بالجوالات أصبح سمة للشعب السوداني من طرف ويمكن للزول أو الزوله الصبر على الجوع في سبيل الحصول على آخر نسخة هاتف جوال لا يشبه بأي حال من الاحوال جوالي الجربان .