ربما ظن بعض الناس أن انتصارات المسلمين في رمضان لا تعدو بدر الكبرى وفتح مكة.. وربما أضافوا إليها عين جالوت، وأخيراً وليس آخر غزوة العاشر من رمضان التي اقتحم فيها الجنود المصريون وهم يهللون ويكبرون دفاعات ما يسمى بخط بارليف، إلا أن انتصارات المسلمين في رمضان تجل عن الحصر، وقد حاولت أن أقوم ببعض الاحصاءات فتجاوزت عدتها العشرين انتصاراً باهراً وحاسماً وفي كبد الشهر المبارك لا قبله ولا بعده. فتح النوبة عام 31ه: أرسل عمر بن الخطاب عقبة بن نافع لفتح بلاد النوبة وعاصمتها دنقلا، ولكنه فشل وانسحب وأعاد الكرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وعين عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكانت أسباب انسحاب عقبة بن نافع تعود الى شراسة الرماة من مقاتلي النوبة وبراعتهم في استخدام النبال، التي كانت لا تقع إلا في المآقي والأحداق، فسموا «رماة الحدق» بهذا السبب.. ولكن عبد الله بن أبي السرح انتصر في حربه تلك ودخل دنقلا وعقد معاهدة مع أهل البلاد سميت معاهدة «البقط». فتح جزيرة رودس عام 53 ه: في عام 53ه أرسل الخليفة معاوية بن أبي سفيان جيشاً لفتح جزيرة رودس بقيادة جنادة بن أبي أمية وتم فتحها في رمضان وبقي فيها المسلمون حتى أعادها منهم النورمانديون. فتح الأندلس عام 92 ه: تم فتح الأندلس في رمضان من هذا العام- 92 ه- وكان الجيش يقوده طارق بن زياد، وكانت أول مدينة اسبانية تسقط هي مدينة شذونة، وهي أول مدن الأندلس من ناحية الغرب، وقيل أن الذي فتحها هو موسى بن نصير بنفسه، وقيل فتحها طارق بن زياد، مما جعل سيده موسى بن نصير يغار منه فيأتي لتولي القيادة بنفسه. استمر الجيش المسلم في فتوحاته في الأندلس حتى دانت له البلاد كلها، ثم تقدم الجيش بعد ذلك باتجاه فرنسا. معركة فرنسا عام 102ه: لكم أن تصدقوا أن الجيش المسلم فتح كل المدن التي في طريقه نحو باريس حتى لم يبق بينه وبين باريس أكثر من 300 كلم، وكان قائد الحملة هو السمح بن مالك الخولاني، والذي استشهد في المعارك.. ولكن القائد الذي جاء بعده وجد أن خط الإمداد الذي يربطه بالأندلس قد بعد وتجاوز الألف كلم، فآثرالانسحاب حفاظاً على جنوده وعتاده، وخوفاً على الفتنة أن تنشب في الأندلس وراءه. معركة الجسر والبويب: هذه معركة حدثت بين جيش المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة.. وكان الجيش المسلم قد هزم في معركة الجسر، لكنه سرعان ما أعاد زمام المبادرة وهاجم جيش الفرس الذي كان لا يقل عن «100» ألف فارس فقاتلهم المثنى بن حارثة الشيباني بجيش في حدود عشرة آلاف، وكانت هزيمة المجوس منكرة وقتل الجيش كله، ولم ينج منه أحد، وكان الجيش الفارسي بقيادة مهران.. وكان ذلك في رمضان سنة 13 ه، وكانت معركة في غاية الضراوة، وكان القائد في أول المعركة أبو عبيد بن سعود الثقفي، وكان الفرس يقاتلون بالأفيال والخيول، وكانت الأفيال خاصة الفيل الأبيض شديدة الأثر وشديدة الفتك على المسلمين، وكانت مقدمة المعركة تعرف بمعركة الجسر، وكان ابو عبيد قد أوصى بالإمرة من بعده لسبعة قادة بالتتالي آخرهم المثنى بن حارثة، ولما قتل أبو عبيد وهو القائد تولى الأسرة بعده السبعة بالترتيب حتى قتلوا جميعاً، وانتهت القيادة الى المثنى وقرر المثنى الانسحاب الى الشاطئ الآخر، ولكن أحد الجنود المسلمين قطع الجسر وقال للجيش موتوا على ما مات عليه أميركم، ولكن المثنى عتفه وطلب من المسلمين في الضفة الأخرى للفرات إصلاح الجسر، ووقف هو ومعه جماعة من القادة يحمون عبور المسلمين حتى عبروا عن آخرهم، وكان المثنى آخرالجيش عبوراً ثم قطعوا الجسر حتى لا يعبرالفرس.. وبعد حوالي عشرين يوماً أعاد المثنى تعبئة الجيش واستنجد بأميرالمؤمنين عمر بن الخطاب. ودخل المثنى في معركة سريعة مع الفرس في حامية أليس وهزمهم شر هزيمة، وكانت بشرى بين يدي واقعة البويب في 13ه رمضان إن دراسة معركة البويب تبين العبقرية القتالية والخبرة الممتدة عند المثنى، وانهزم الفرس شر هزيمة وفتحت أرض السواد!! وما أدراك ما أرض السواد!!.