شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يدعي البعض أن النوبيين أقل تمسكاً بالإسلام؟
نشر في السوداني يوم 01 - 06 - 2012

* تعد قبور الملوك النوبيين وما فيها من آثار مرجعاً تاريخياً للديانة التي يدين بها أهل النوبة قبل المسيحية.
* وقد كان هذا الكشف التاريخي في سنة 400 م و500م وفي سنة 1930م اكتشف بعض العلماء جزءا من قصور الملوك في قسطل وبلانة شمال وادي حلفا.
* وقد وجدت تلك القبور في حالتها الأصلية لأن أحدا لم يلمسها وشكل المقابر النوبية القديمة يختلف عن شكل المقابر المصرية والفخار على مستوى فني رفيع.
* مومياء الملوك لها ملامح افريقية غير ملامح ملوك الفراعنة.
* تشير آثار النوبة أن النوبيين مثل أهل وادي النيل يؤمنون بوجود آلهة ذكور وآلهة إناث ويؤمنون بأن الآلهة يصنعون الخير مثلما يصنعون الشر وكان أهل النوبة يعتزون جداً بعلاقتهم بالإلهة ايزيس إلهة الخير والنماء وأنها قادرة على إخصاب الإناث وكانوا مثل الفراعنة يؤمنون بأن أول نقطة مطر على هضاب الحبشة هي دمعة الإلهة ايزيس.
* كان الأهالي يأخذون تمثال ايزيس ويحملونه في موكب شعبي وديني بهيج لكي يزور القرى على ضفاف النيل معتقدين أن في مرور الإلهة ضماناً للخصب في النساء والمواشي والمحاصيل وكانت القبائل الرحالة تذهب إلى جزيرة (فيلة) لتأخذ بركة الإلهة ايزيس وطلبا للخصب والخصوبة وهذا يعني أن أهل النوبة كانوا مع الفراعنة يحتفلون بعيد (النقطة) ذلك العيد الذي تحول إلى عيد الملاك ميخائيل بعد قبول المسيحية.
* كان ملوك النوبة يبنون القصور في جزيرة (فيلة) وذلك احتراماً للآلهة وكان الإله (مندولس) أكبر آلهة النوبة وهو الشمس في إشراقها وقد بنى له البطالمة معبداً ضخماً في كلابشة وقد أعاد القيصر الروماني اوغسطس بناءه بشكل رائع وذلك تودداً إلى أهل النوبة وطمعاً في ولائهم.
* والإله ابادماك هو إله محلي في النوبة العليا وتكريمه في المصورات الصفراء ورمزه جسم إنسان يعلوه رأس أسد وله معابد أخرى في النقعة ومروي وكبوشية وغيرها.
* في النوبة العليا عبادة آمون كبير الإله واهب الخصب للأراضي وهو إله مشترك بين مصر والنوبة ويذكر من الآلهة الأخرى في النوبة (هورس) إله الشلال ويرسم على شكل إنسان ورأسه رأس نسر والنسر طير مكرس لهورس. ويعبد البجة مع النوبة إلهاً هو (ارنستوفس) ويرسم على رسم صياد يمسك بيده غزالة واليد الأخرى باقة من الزهور وبالطبع كان النيل يتمتع بعبادة خاصة كإله محلي.
* لم يكن عالم الروح غريباً على أهل النوبة، فقد كانوا يؤمنون بالموت ويؤمنون بالبعث إحياءً بعد الموت لهذا اهتموا بموتاهم وسكنوا في الحياة الدنيا أكواخاً وبنوا للآخرة قصوراً وإهرامات.
* كانوا يعتقدون زيارة الروح للجسد بين الحين والآخر وكانوا يجهزون في القبر لوازم الميت من أوان وحبوب ومعدات زينة مثل المرآة والمشط بجوار الميت يملؤون آنية من الماء واللبن والأسلحة والعصا والسكاكين وغيرها حتى يجد الجسد غذاءه عندما تأتي الروح وتنضم إليه، وكانوا يؤمنون بخلود الملوك ويدفنون معهم رجال القصر والنساء والخيول والأبقار وهذا ما حدث في (بلانة) اعتقاداً أن هذه الأركان من حكومته سوف تخدم الملك بعد الموت.
* وعلى مستوى الشعب كانوا يضعون اللبن فوق قبور موتاهم والهدايا من الماء والخبز وقد تطور هذا حالياً إلى وضع نفس هذه الأشياء تذكاراً للميت وعطفا على المحتاجين وكانوا يزينون القبور بالورود وفروع النخيل ويرشون الماء وهذه عادات باقية حتى الآن.
* دخلت المسيحية إلى النوبة دخولا هادئاً منذ القرن الأول الميلادي ودخلت دخولاً رسمياً في القرن السادس الميلادي، على يد بعثتين للتبشير إحداهما من الامبراطور جوستنيان بحسب المذهب الملكي والبعثة الأخرى بواسطة الملكة القبطية ثيودورة التي تحمست لمبادئ كنيستها القبطية الارثوذكسية ولاقت النجاح أكثر من البعثة الأخرى بسبب وصولها قبل غيرها وبسبب حماس القس يوليانوس والأسقف لونجينوس في تأدية خدماتها الروحية.
* وقد اعتنق المسيحية ملوك نوباتيا والمقرة وعلوة وجعلوها الدين الرسمي لممالكهم وتبعهم بعد ذلك رعاياهم الذين أقبلوا على الدين الجديد.
* اتجه النوبيون أيضاً بعد أن اعتنقوا المسيحية إلى حياة الاديرة وظلت تلك الاديرة عامرة فترة بل عثر الأثريون على بعضها بحالة جيدة وسليمة.
* بنيت الكنائس بالحجارة والطوب الأحمر وصممت على طراز الكنائس اليونانية مثل التي صممت في سوريا وفلسطين، ويذكر أنه كان بمملكة علوة أربعمائة من الكنائس والأديرة على جانبي النيل الأزرق وعلى بعد من الشاطئين.
* كانت الصلوات والأدعية في الكنائس والأديرة باللغة الاغريقية فقد أخذت هذه الأدعية والصلوات مباشرة من اللغة الاغريقية بل ترجمتها إلى اللغة القبطية وصارت اللغة الاغريقية هي اللغة الرسمية للعبادة أما اللغة النوبية فكانت لغة الكتابة والأدب.
* انتعش الفن النوبي وصار الفنان النوبي له ملامح معينة ورسومات فنية خاصة في الكنائس والأعمدة والأعتاب والافاريز الخشبية والحجرية وفي المنازل النوبية ورسم الصلبان عليها وفتح طاقة فوق الباب مثل طاقة فلك نوح والرسومات على الجدران وصور الشهداء والقديسين من الأقباط.
* وتعد كنيسة فرص مصدراً للفن النوبي فلقد استمرت فترة تزيد عن سبعمائة عام وهي تحتوي على أكثر من مائة وعشرين منظراً ممثلين على طبقات ثلاث متراكمة من الملاط يمكن خلالها تتبع الفن الكنسي النوبي. كانت النوبة كلها اكثر من ستة قرون من التاريخ تدين المسيحية في إجماع عام حاكما ومحكوماً.
* ولد محمد (صلى الله عليه وسلم) بمكة في 12 ربيع الأول الموافق 20ابريل عام 571م .
* أمه (صلى الله عليه وسلم ) آمنة بنت وهب بن عبد مناف ووالده سيد بني زهرة وأبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم من قبيلة قريش.
* عصم الله سبحانه وتعالى النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل النبوة وبعدها وبشرت بنبوته التوراة والإنجيل.
* تزوج بالسيدة خديجة بنت خويلد سيدة نساء قريش.
* كان يتعبد في غار حراء فجاءته الرسالة من ربه (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق) وهي أول آيات تنزل من القرآن الكريم وبشره جبريل عليه السلام بأنه رسول الله.
* قاومت قريش دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) لخوفهم على مكانتهم الاجتماعية عند العرب وكانت مقاومتهم تتمثل في العدوان على الأرقاء والضعفاء – العدوان على كافة المسلمين – العدوان على الرسول (صلى الله عليه وسلم).
* هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة حفاظاً علي دينهم.
* بدأ الأمل يعقد على أن يثرب ستكون المدينة التي يتفجر منها ضوء الإسلام وينتشر في كل بلاد الدنيا وقد كان لعرب يثرب ظروف خاصة جعلتهم يتقبلون الإسلام ويتدافعون في الدخول إليه حيث كانت يثرب ملتقى طائفتين مهمتين إحداهما قادمة من الشمال وهم اليهود والأخرى جاءت مهاجرة من الجنوب وهي قبائل عربية أهمها الأوس والخزرج.
* عرب يثرب كانوا أقرب إلى الأديان السماوية لكثرة ما سمعوا من اليهود عن الله تعالى والوحي وعن البعث والحساب والجنة والنار.
* كان العداء متصلاً بين العرب واليهود رغم الأحلاف القائمة بينهم، وهناك أيضاً خلاف وحروب مستمرة بين قبيلتي الأوس والخزرج وأشهر تلك الحروب ما عرف بيوم (بعاث) التي حدثت قبل الهجرة بسنوات.
* هدى الله الأوس والخزرج إلى الإسلام فسعوا إليه كي لا يسبقهم اليهود وتنافس الأوس والخزرج فيما بينهم على السبق إلى الإسلام.
* في السنة الحادية عشرة للبعثة قدم نفر من الخزرج يريدون الحج فاستقبلهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتعرف عليهم وجلس معهم عند العقبة وهي مكان بين منى ومكة عند موقع رمي الجمرات ودعاهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى دين الله فاستجابوا ونشطوا للدعوة للدين الجديد بين أهل يثرب.
* في السنة الثانية عشرة للبعثة تمت بيعة العقبة الأولى التي عرفت ببيعة النساء لوجود امرأة فيها وسميت ببيعة العقبة لحدوثها عند العقبة، وخلاصتها أن اثني عشر رجلاً وامرأة قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واجتمعوا به عند العقبة وبايعوه على ألا يشركوا بالله شيئاً ولا يسرقوا ولا يزنوا ولايقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصوا في معروف.
* وقد أرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع هؤلاء مصعب بن عمير يقرؤهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويؤمهم في الصلاة وقد وفق الله مصعبا فنشط في الدعوة للإسلام في يثرب حتى دخله القادة والرؤساء.
* بيعة العقبة الثانية كانت في السنة الثالثة عشرة للبعثة وقصتها أن ثلاثة وسبعين شخصاً من يثرب جاءوا إلى مكة وعزموا على دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) للهجرة إلى يثرب ويبايعونه نبياً وزعيماً واجتمعوا في ذات مكان البيعة الأولى عند العقبة وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) عمه العباس وكان لا يزال على شركه وقتها (وإنما أراد الاطمئنان على وفاء وولاء الخزرج لابن أخيه) فبايعهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأولادهم فبايعوه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأن يقولوا الحق أينما كانوا ولا يخافون في الله لومة لائم.
* وبعد هذه المواقف المشرفة التي وقفها أهل يثرب من الإسلام ورسوله قرر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يهاجر إلى بلدهم.
* وكان الإعداد للهجرة محكما والتخطيط دقيقاً ليتعلم منها المسلم أن الأمور لا تترك لمجرد الصدفة بل ينبغي التحوط والإعداد السليم ثم يكون الأمر كله لله سبحانه وتعالى.
* أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى يثرب بعد بيعة العقبة الثانية فطلب من أصحابه أن يهاجروا إليها سرا ففعلوا وتمت الهجرة في جماعات وأفراد مضحين بأموالهم وأهليهم في سبيل الله ونصرة دينه.
* استقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة والتف حوله عدد كبير من المسلمين المهاجرين والأنصار وأخذ يضع الترتيبات لتنظيم المسلمين وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة. وكان بناء المسجد أول عمل قام به بمشاركة أصحاب من المهاجرين والأنصار واتخذ مكاناً للصلاة والعبادة وأضحى بذلك مكانا ترتبط فيه الأمة الجديدة بخالقها وتتآلف فيه القلوب على المحبة وقد آخى بين المهاجرين والأنصار في تلاحم رائع خلده التاريخ.
* فكر المسلمون في القضاء على نفوذ الأعداء الذين تقودهم قريش حتى ينشر الإسلام، وفي الجانب الآخر تأكد لمشركي قريش أن المسلمين أصبحوا يشكلون خطراً على تجارتهم وعلى مقدساتهم الدينية وبدأ كل واحد من الطرفين يخطط من أجل القضاء على خصمه وبدأت سلسلة من الغزوات.
* كانت غزوة بدر فاتحتها وأهمها ثم غزوة أحد (سنة 3ه) ثم صلح الحديبية بين المسلمين وقريش(عام 6ه) ثم غزوة مؤتة (عام 7ه) ثم فتح مكة (غزوة الفتح (عام 8ه).
* هذه المعارك أكسبت المسلمين منعة وقوة وجعلتهم يبدؤون الجهاد ضد أعدائهم ويحققون الانتصارات عليهم بفضل الإيمان والعزيمة.
* بدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) الخطوات الأولى لنشر الإسلام خارج نطاق شبة الجزيرة العربية وذلك بإرساله الرسائل إلى زعماء العالم يدعوهم إلى الدخول في دين الله الذي جاء لهداية كافة البشر ولكنهم رفضوا الدعوة ومنعوها من الوصول إلى شعوبهم.
* وقد أحست القوى العظمى في العالم آنذاك أن الإسلام ودولته الناشئة في بلاد العرب أصبح يشكل في العالم خطراً عليها ومن ثم صارت هذه القوى تناصب دولة الإسلام العداء وهنا كان لا بد للدولة الإسلامية الفتية أن تدافع عن نفسها وتسعى لنشر رسالتها بين الأمم وقد أعد الرسول (صلى الله عليه وسلم) جيشاً لفتح بلاد الشام الخاضعة لحكم الروم بقيادة أسامة بن زيد لكنه توفي قبل إرساله.
* بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تولى خلافته من الصحابة وهم أمراء المؤمنين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
* أرسل أبوبكر الصديق جيش أسامة بن زيد إلى بلاد الشام حيث حقق عدة انتصارات على جيوش الروم جنوبي الشام أعقب ذلك بإرساله أربعة جيوش إلى أنحاء مختلفة من بلاد الشام لجهاد الروم الذين حشدوا جيوشهم هناك. تمكنت هذه الجيوش من الانتصار على جيوش الروم التي تفوقها في العدد والعتاد في عدة معارك بفضل الإيمان والروح المعنوية العالية.
حشد الروم جيوشهم في الشام تحت اشراف امبراطورهم هرقل وبقيادة كبار قوادهم مثل ثيودور وماهان وقد اقتضى هذا توحيد جيوش المسلمين فأمر الخليفة قائده خالد بن الوليد بالتحرك من العراق لدعم وتوحيد جيوش المسلمين في الشام لمواجهة الروم في معركة فاصلة هي معركة اليرموك التي دارت بين الطرفين عام 13ه وتوفي عند بدايتها الخليفة أبوبكر الصديق.
* واصل عمر بن الخطاب جهود أبي بكر في نشر الدعوة إذ أرسل سعد بن أبي وقاص لحرب الفرس الذين حشدوا جيوشهم في العراق وقد التحم معهم المسلمون في معركة القادسية على نهر الفرات عام 16ه وحقق المسلمون انتصارا كبيرا على الفرس وقتلوا قائدهم رستم وطارد المسلمون جيوش الفرس المنهزمة حتى دخلوا المدائن عاصمة الفرس وبفتحها سقطت امبراطورية الفرس، وقد تجمع من بقي من الفرس في مدينة نهاوند فأرسل الخليفة جيشاً بقيادة النعمان بن مقرن هزمهم وشتت شملهم في معركة نهاوند عام 19ه، وبهذا شمل الإسلام كل بلاد الفرس.
* أدار معركة اليرموك ضد الروم التي تولى قيادة المسلمين فيها أبوعبيدة بن الجراح وقد استبسل المسلمون وقاتلوا ببطولة فائقة رغم تفوق الروم الكبير عليهم في العدد 200 ألف للروم مقابل 24 ألفاً للمسلمين وتحقق النصر في النهاية للمسلمين واندحر الروم خاسرين وخرج امبراطورهم هرقل من الشام بغير رجعة.
* توجهت الجيوش الإسلامية بعد هذه المعركة إلى مدن الشام المختلفة وفتحتها وتمكن القائد عمرو بن العاص من هزيمة آخر حشود الروم في معركة اجنادين في فلسطين عام15ه.
* بعد معركة اجنادين قاد عمرو بن العاص جيوشه لحصار بيت المقدس وأثناء الحصار أجرى المسلمون اتصالات مع قساوسة مسيحيين داخل المدينة وقد كان مسيحو المدينة يعانون من اضطهاد الرومان لهم بسبب اختلافهم في المذهب فمالوا إلى المسلمين وعندما أحس والي المدينة الروماني (ارتبون) بذلك فر إلى مصر ووافق رؤساء الكنيسة على الصلح واشترطوا تسليمها لأمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه الذي حضر بنفسه واستلم المدينة وكفل لأهلها كافة حقوقهم وكان ذلك في عام 19ه.
* بعد التشاور مع قادته اقتنع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بضرورة فتح مصر التي كانت ولاية رومانية بها عدد كبير من الجيوش تمثل تهديداً للمسلمين في الشام كما أنها كانت مصدر التموين الأساسي للرومان للقمح فأرسل الخليفة جيش عمرو بن العاص لهذا الغرض فاخترق عمرو بجيشه صحراء سيناء واستولى على العريش والفرما وحصن نابليون وحاصر الاسكندرية حتى قبل واليها الروماني المقوقس الصلح وخرج بقواته من مصر عام 20ه.
* واصل الخليفة عثمان بن عفان مجهودات عمر بن الخطاب في نشر الإسلام وتمكنت جيوشه بقيادة عبد الله بن أبي السرح من هزيمة الروم في شمال افريقيا وبرقة وطرابلس وتونس، كما وصلت إلى شمال السودان وحاربت دولة المقرة المسيحية ووقعت معها صلحاً عام 31ه .
* وصلت جيوشه شرقاً إلى بلاد ما وراء النهر (نهر جيحون).
* وبهذا تم تأمين الفتوحات الإسلامية في مصر والشام.
* تولى الخلافة بعد عثمان بن عفان علي بن أبي طالب الذي اتجهت الدولة الإسلامية في عهده إلى ترتيب أوضاعها الداخلية ومعالجة بعض المشاكل مما أدى إلى توقف الفتوحات الخارجية بعض الوقت.
* ثم تواصلت رسالة الدولة الإسلامية في نشر الدعوة بين أمم الأرض بعد انتهاء عهد الخلفاء الراشدين عام 40ه.
* وفي عهد الدولة الأموية وصل الإسلام إلى المغرب واسبانيا غرباً وإلى بلاد السند والهند شرقاً.
* الدولة العباسية التي بلغ الإسلام في عهدها روسيا شمالاً والصين شرقاً.
* عندما فتح العرب مصر امتدت طموحات عمرو بن العاص لكي يفتح بلاد النوبة وعند الحدود المصرية قامت اشتباكات بين العرب وقبائل النوبة لسبب تجاوز أحد الفريقين حدود الآخر.
* كان أهل النوبة والبجا كثيراً ما يعبرون الحدود إلى مصر ويدخلونها والأرياف في الصعيد ولهذا صمم العرب على غزو بلاد النوبة وجهزوا جيشاً جراراً من المشاة والفرسان وحاولوا غزو النوبة للمرة الأولى ولكنهم فشلوا في هذا ورجعوا.
* ظل عمرو بن العاص يوفد طلائع فرق من الفرسان إلى النوبة كل سنة إلى أن عزله الخليفة عثمان بن عفان من ولاية مصر.
* كانت النوبة ترد اعتداء العرب عليهم عن طريق (النيل) في كل حملة كان يرجع كثير من جنود العرب إما عميان أو بعين واحدة وكما ذكر البلازري استناداً إلى رواية بعض المشائخ الحافظين ما جاء على لسان شيخ من حِميَر قال: لقد رأيت النوبة مرتين خلال ولاية عمر بن الخطاب فلم أر قوماً أشد بأساً منهم ولقد سمعت أحد جنود النوبة يقول للعربي: أين تحب أن تضع سهمي منك؟ فربما عبث الفتى وقال في مكان كذا فلا يخطئه الجندي النوبي، كانوا يكثرون الرمي بالنبل حتى تغطي وجه الأرض ولا ترى من الأرض أرضا، وقد خرجوا إلينا ذات يوم فصادفونا ونحن نريد أن نجري ومعنا سيوفنا فما قدرنا على مواجهتهم ورمانا جنود النوبة فقدنا الأعين وعدنا من الهجوم خاسرين، وعندما أحصينا العيون المفقودة وجدناها مائة وخمسين ولهذا قلنا لا حل أمامنا سوى الصلح لأن جنود النوبة نكايتهم شديدة ولم يرض عمرو وظل يكالبهم ويلاحقهم حتى نزعت عنه الولاية، ويضيف البلازري صاحب كتاب (فتوح البلدان) أنه حين فتح المسلمون مصر أرسل عمرو بن العاص إلى القرى المجاورة فرسانا عربا لكي يطئوا القرى بسنابك خيولهم وأرسل عقبة بن نافع ودخلت الخيول والفرسان أرض النوبة كما تدخل طوائف الروم واحتدم القتال بينهم فتراشقوا بالنبال وسقط عدد كبير من الجرحى بين صفوف العرب فانكفؤوا على أعقابهم وقد فقئت عيون الكثيرين منهم لذا أطلقوا عليهم رماة الحدق، ولقد دون نفس المؤرخ حديثاً ليزيد بن حبيب وهو ابن أحد أهل النوبة الذين أسرهم العرب في معركة دنقلا أنه قال: ليس بينا وبين الأساود "أي سود البشرة" عهد ولا ميثاق إنما هي هدنة بيننا وبينهم على أن نعطيهم شيئاً من القمح والعدس ويعطوننا هم رقيقاً أي عبيداً فلا بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيرهم.
* عندما صار عبد الله بن أبي السرح والياً على مصر بعد عمرو بن العاص أرسل حملة إلى بلاد النوبة 653م وقاتله جنود النوبة قتالاً شرساً حتى فقد الكثير عيونهم ليس من الجنود العرب فقط بل من القادة مثل معاوية بن خريج وقال الشاعر عن هذه المعركة:
لم تر عيني مثل يوم دنقلا والخيل تغدو بالدروع مثقلة.
ولهذا كانت تسمية العرب بجيوش النوبة رماة الحدق وكان عبد الله بن السرح أحكم من سلفه فقرر أن يقيم مع النوبة معاهدة البقط ويقولون إنها كلمة يونانية تعني اتفاق.
* إن كثيرا من النوبيين قد دخلوا الإسلام منذ عصر (شكندة) إلا أن الملك عبد الله برشمبو هو أول ملك نوبي مسلم أقام مسجداً في قصر الملك بدنقلا.
* انتشر الإسلام في كل بقاع النوبة وأقيمت المساجد في كل القرى وتمسك النوبيون بالإسلام الصحيح دون تطرف يمارسون عبادتهم بكل يسر.
* ساعد على ذلك اتصاف النوبيين بالصدق والأمانة والنظافة العامة في الملبس والسكن، أيضاً صفة عدم النفاق في ممارساتهم ساعدهم أن يؤدوا العبادات في خشوع بعيداً عن مظهرية ذلك الأداء.
* ظهر كل ذلك في المجتمع النوبي، فهو الآن مجتمع آمن معافى يتكافل أفراده وهذا هو جوهر الدين الإسلامي.
* مع ملاحظة أن كل غزوات الإسلام تمت بالسيف ما عدا بلاد النوبة فإن المسلمين دخلوا وفق اتفاق ثم انتشر الإسلام عقيدة راسخة.
* في الشام وفي مصر وفي فلسطين وفي كل البلاد التي فتحها المسلمون توجد حتى الآن طائفة مسيحية بها ما عدا بلاد النوبة فإنه لا يوجد مسيحي واحد من أبناء النوبيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.