هذا القطر العربي الذي سطع نجمه في سماوات الأحداث الدولية الإقتصادية والسياسية والدبلوماسية الناعمة التي استطاعت خلالها أو عبرها التغطية وإسدال الستار أو كشف ما استتر وراء الحُجب في الشرق والغرب معاً، من أمور تزلزل أو زلزلت كراسي الحكم تحت بعض الحكام، كما استطاعت سحب البساطات الحمراء من تحت أقدام أقدم وأعرق البيوت الدبلوماسية، الأمر الذى جر عليها حنق القريب العربي قبل البعيد الغربي أو المتغرب الذى اختار الإنحناء مع إتجاه الريح الناعم، حتى لا يحمله أو يجره التيار العاصف الذي يتبع مثل هذه الرياح، قطر هذا المارد الإقتصادي المسيطِر والمسيطَر عليه والدبلوماسي الناعم تحت الرعاية الأمريكية التي وجدت ضالتها، وقد رحل عن الخليج العربي والعالم العربي عظيما العرب الشامخان الملك فيصل والشيخ زايد اللذين كان للعرب وقتها شموخهما وإبائهما، وهما يقولانها صريحة للغرب عند التهديد بالحصار الإقتصادي للعرب إبان حرب أكتوبر( 73) «لا لوبنا ولا تمر غيرنا« بالسوداني مشيراً إلى إستعدادهما لنسف وقطع البترول عن الغرب والعودة لمجتمع البداوة والعيش على الأسودين. قطر بوصفها الوظيفي الحديث وموقعها الجغرافي المتجدد ومقدرتها الإقتصادية التي مكنتها من التحكم وليس السيطرة «إذ المسيطر غير المتحكم» بتخطيط غربي وكرم حاتمي عربي موجه، وذكاء قطري فطن، أصبحت قطر رقماً صعباً لا يمكن تخطيه في مجال العلاقات بين الدول ورأب الصدع بينها (الغرب بالطبع خارج هذه المهمة) ثم في رتق واستعدال مزاج التوازن المختل في بعض المكونات بالدول المستهدفة في استراتيجيات الغرب لتحقيق أهداف بعيدة المدى- (السودان مثال)- والمقاربة في وجهات النظر بين الفرقاء بالتي هي أحسن أو عكسها، ولكلا الحالتين ظروفها المختلفة وأساليبها المتباينة في التعامل سواء بالعصا- وقطر ليست لها- أو بالجزرة ولها ألف نوع من بينها تقديم القهوة العربية المرة التي لايستسيغ البعض مذاقها، في كل الأمور، هناك خطوط حمراء لا تتجاوزها قطر و لا غيرها فألاعب الرئيس مسيطر تماماً على طاولة الشطرنج، يحدد من من الرابح مسبقاً، ومن الخاسر وحدود استغلال النجاح والسيناريو لكل مرحلة واللاعبين الجدد بما في ذلك تحديد الإحتياطي أو البدلاء، لقد دخلت قطر في الملعب الدولي من باب المقصورة الرئيسة، وهو أوسع الأبواب يقود مباشرة الى الملعب، ولكنه أيضاً فيه سلم الإرتقاء الى المقصورة فهي تمتلك مؤقتاً مؤهلات اللاعب البديل للأصيل ولو إلى حين بلا تجاوز لأصول وقواعد اللعبة الدولية المعلومة. يرشح الكثير من الصحافة الغربية واستخبارات الغرب وبصفة خاصة الأمريكية لأهداف معينة وفي توقيتات حرجة، يرشح منها الكثير المثير بشأن الحكام العرب في أشخاصهم وذواتهم أو صفاتهم الإعتبارية، فهي تطلق بالونات الاختبار التحذيرية يقصد بها التدمير النفسي للضحية أو المستهدف أو أننا على الخط مراقبون، ويبدو أن قطر وهي تدخل لعبة الأمم هذه منوط بها تنفيذ الكثير والمثير أيضاً للغرب راغبة فيه أوعنه، فالإنسحاب في قواعد اللعبة يعني التدمير الذاتي، فبيد الغرب من الأوراق مايمكن خلطه فلا تعود الصورة الزاهية كما نراها. لقد أثبتت أحداث الربيع العربي الدور قطرالعربي والأممي والخاص(الوسيط) فهي عند بعض الساسة رسول يحركه الغرب كيف يشاء وهي في تحركاتها تعطي بتوجيهات باليمين غير أنها باليد الأخرى تهز كيان الأمن القومي العربي (إن كان الكيان متماسكاً حتى الآن). إن الدور الذى تقوم به قطر بحسب المراقبينون في المحيط العربي والإقليمي مباشراً كان أو غير مباشر تقترن به بعض الأعمال التي نسبت إليها من شأنها أن تشوه صورة هذا البلد العربي المسلم ذي المكانة التي تبوأها بجهود أبنائه ومعاونة الآخرين وتسيء هذه الأعمال للدين الإسلامي الذي تتبنى المخابرات الغربية كلها عمليات التشويه المتعمد لبعض الممارسات الشرعية، والفهم الشرعي لها خاصة الإجتماعية التي بدأت تتسلل إليها بعض المفاهيم الإستشراقية محورة لمعانيها ومقاصدها السامية التي أحكم الشرع حولها سياجاً لا يقبل الإختراق.. وللأسف يساعد في هذه الحملة بوعي أودون وعي علماء مسلمون إنبروا للإفتاء فيها بما يهز كيان عقيدة المسلم في حياته العامة والخاصة، مثل ما تناولته المخابرات الأمريكية والصحف عن ضلوع قطر في عمليات تصدير الفتيات من اليمن وتونس والصومال إلى سوريا لأغراض مايسمى بجهاد المناكحة تسرية لمقاتلي الجيش الحر مقابل مبلغ مالي وفي إطار شرعي، وذلك بفتوى شرعية أجازها داعية إسلامي سعودي هو الشيخ العريفي الذي تراجع عنها ونفى صدورها عنه لاحقاً.. والسؤال لماذا تقحم نفسها حكومة وشعباً ودينا في مثل أموركهذا لم تتفضل حتى الآن بنفيها، ثم ما الفرق بين ماذكر وأساليب الترفيه التي كانت تقوم به أمريكا عن جنودها في فيتنام عن طريق البعثات الفنية لممثلات السينما وقتها، إن ما حدث إن كان فعلاً لهو محاولة لإكساب نوع من أنواع الدعارة ثوب الشرعية نربأ بقطر أن تكون مطية لمثل هذا أمور، إنه موقف لايشبه القطريين بكل المقاييس وهي إن رعت أو نفت وتملصت سيان.. فقد أوقعت نفسها في حبائل الصهيونبة العالمية الهادفة إلى تدمير القيم والأخلاق المتصلة بالدين الإسلامي، تحديداً الذي تشهد ساحته صراعاً للطوائف والجماعات التي اندست من بينها مذاهب تدمر بنيات المجتمعات المسلمة باسم الدين . قطر وهي تمتلك ناصية الإقتصاد والمال والأعمال دخلت في المسارات العالمية المتعددة فيما يتعلق بإستراتيجية الإعلام التي تهدف- بحسب تخطيط النظام العالمى الجديد- الى الهيمنة والسيطرة التامة على الإعلام وسائل وامكانات وأسلوباً ثم أهدافاً.. حيث تسيطر الأطباق والأقمار الإصطناعية على الهواء وينسكب منها على العقول والأفئدة، بلا إرادة مزيج الإستراتيجية الإعلامية التي تقتل بدم بارد كل الفضائل والقيم بالسمع والبصر والفؤاد... إن من حق أية دولة أن تمتلك وأن تسيطر على الوسائل الإعلامية وفق ما يخدم لإستراتيجيتها تجاه أمتها غير أن المأخوذ على قطر- بحسب الباحثين- أنها إنما دخلت دائرة تنفيذ المخطط الأمريكي للسيطرة على الإعلام بكل وسائله بطريقة تمكنها من بث الأفكار المطلوبة لكل مرحلة من مراحل تنفيذ الطريقة وإنزالها على أرض الواقع في المجتمعات المستهدفة، خاصة الشباب والساسة الذين ترى الإستراتيجية الغربية إعدادهم وتأهيلهم لتولي قيادة المنطقة العربية، ولن يتم ذلك إلا عبر الإقتصاد المدعوم المرتبط بتسهيلات إستثمارية لرجال الأعمال الساسة أو للساسة المشتغلين بالإستثمار، فهما العنصران المطلوبان والمفضلين لقيادة البلاد مستقبلاً( ترى ما حظ الدول العربية من هؤلاء؟).إن التخطيط الغربي الآن جار لتنفيذ عدة ملتقيات وقد التقطت قطر كعادتها القفاز لتنفيذ ها وهي (اي الملتقيات )لإنتاج وتفريخ وصياغة من بإمكانهم قيادة بلدانهم مستقبلاً ليلتقي ثالوث الإقتصاد والإعلام والسياسة، فتسهل عملية التخاطب وتوحيد الرؤى فى كل المجالات، فالفهم واحد سياسة إقتصاداً وإعلاماً وليس هناك ما يُخشى عليه من العرب الذين أعماهم من خلال المحطات الفضائية الكثيرة المنتشرة، نعم لفد فعلت الأطباق ماعجزت عنه الحروب والسياسة.تجري الآن في دوحة العرب وقد دوختها نشوة الإنتصارات الدبلوماسية وسيناريوهاتها التي أُحبكت بعناية فائقة الإستعدادات لإقامة منتدى إعلامي إستثماري يتشكل بموجبه الوصف الوظيفي الثلاثي الذي سبقت الإشارة إليه لمن يقود البلاد مستقبلاً أو بمعنى أدق من سيكون على طاولة الشطرنج.. لقد أصبحت قطر القاطرة الإقتصادية، السياسية، الدبلوماسية والإعلامية التى تسحب خلفها كل الدرجات من الحكومات العربية (عدا البعض) وإلى أين؟هم لا يدرون لإنهم في نشوة النجاحات هم غارقون، وعندما يفيقون يكون فد فات الأوان- بحسب الخبراء والتحليليين والمراقبين- أن على قطر الدولة أن تحترس فهي المثابة التي تلتقي فيها في الوقت الراهن أفكار العرب ونخشى بالتالي أن تكون المثابة مصيدة لإنتزاع العروبة من أجسام العرب قطرة تلو قطرة، نخشى أن يكون الوسيط وسيلة لتنفيذ مخطط هدم العرب، وعندها فقط تتعلم قطر الفرق بين الصدارة ومتطلباتها وحسابات الربح والخسارة في الشأن العربي. ü فريق