تهتم الدول الصناعية الكبرى بالمخترعين وتوفر لهم كل الامكانات لتطوير أفكارهم حتى تصير منتجات صناعية لغزو الأسواق .وكان اللافت في ولاية القضارف ظهور مجموعة من الشباب وحدوا جهودهم في منظمة أطلقوا عليها منظمة القضارف لرعاية المخترعين والبحث التطبيقي ،وهي منظمة لتوصيل رسالة مفادها أن دعم الاختراعات الصغيرة يمكن أن يسهم في خدمة المجتمع وتنمية الاقتصاد الوطني . وبحسب رئيس المنظمة صلاح الدين مصطفى فإن القضارف تزخر بعدد كبير من أصحاب المواهب الواعدة الذين يملكون أفكاراً خلاقة .وقال إن هدفهم الأسمى هو الحد من هجرة المخترعين والعقول النادرة وتوفير بيئة ملائمة تسهم في نقل هذه الأفكار إلى الوجود ،وأضاف صلاح الدين أن عضوية المنظمة تشمل جميع الأعمار مع اهتمام خاص بشريحة الأطفال التي قال إن عدداً منهم أثبتوا نبوغاً واضحاً يتطب مزيداً من التشجيع والدعم ،واتفق معه الأستاذ ناصر أبكر الأمين العام للمنظمة الذي ناشد المسؤولين للاهتمام بالتعليم التقني والتقاني ،مشيراً إلى ضرورة معرفة ميول التلاميذ وتوجيههم في المساق الذي يتلاءم ومواهبهم واستعدادتهم الفطرية. نماذج مبشرة: كشف المعرض الذي أقامته منظمة رعاية المخترعين عن عدد من الاختراعات المدهشة التي تبين مستوى القدرات التي يملكها المخترعون الشباب .ومن بين أبرز النماذج طائرة بدون طيار جمعها المخترع صلاح الدين مصطفى من بقايا بعض لعب الأطفال ثم أدخل عليها تحسينات وقدرات تقنية وفنية تجعلها ذات فائدة عظيمة ،وحول هذا الاختراع يقول صلاح مصطفى : إنه ذود الطائرة بمعدات حديثة تشمل دوائر إلكترونية تمكنها من قطع الاتصالات التلفونية والقيام بمهام التجسس وتسجيل الأحاديث عبر مايكرفون عالي الحساسية . وقال إنه أجرى على النموذج تعديلات زادت مدى طيران النموذج من 500 إلى 1000 متر ،مشيراً إلى أن اختراعه وجد الإشادة من مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي إبان زيارته لمعرض السياحة الأول بأرض المعارض ببري ،وأكد أنه مستعد لتطوير هذا النموذج وقتما توفرت له الامكانات والمعينات الفنية والدعم التقني اللازم من الجهات ذات الصلة . ولفتنا اختراع آخر يقول صاحبه إنه يعرف بنظرية أسلاك النحاس والتي كان أول من استخدمها الفراعنة ،مشيراً إلى أنه يكشف الذهب والمخدرات وبروميد البوتاسيوم ويميز العملة الحقيقية من المزيفة ،والاختراع الذي نفذه عثمان الطاهر أحمد عبارة عن عصاتين من النحاس تعملان على كشف أي من المواد المذكورة بعد تعرفه عليها من خلال مسكها باليد بمحاذاة المقبض النحاسي ،وقال إن اختراعه هذا قد تم تجريبه وأثبت فعاليته في الكشف عن تلك المواد ،مشيراً إلى أنه يعمل مع بعض الجهات لتحويله إلى جهاز إلكتروني ،وناشد النائب الأول لرئيس الجمهورية بدعمه في مشروعه هذا حتى يعود نفعه على كل أهل السودان. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة تجد رعايةً كريمةً من وزير المالية بالقضارف الأستاذ معتصم هارون الذي وعد بتبني ودعم الأفكار الخلاقة وتحويلها إلى مشروعات ذات فائدة على أصحابها والمجتمع بأسره.