الأزمات المالية ، العاطفية ، الإجتماعية ، والاخلاقية كلها سرعات ما تزول وتتلاشى لكن الأزمات السياسية بنت الذي والذين تظل تكتم على وعي الشعوب ولا تنطفيء بمرور الأيام ، للأسف كل أزمة سياسية تستنسخ الأخرى ، وهكذا دول الربيع العربي التي ما زالت غارقة في وحل الربيع ، ورغم إننا لسنا من دول الربيع أهو فات الا إننا نعيش في أزمات ما أنزل الله بها من سلطان أزمات سياسية ماحقة ومزمنة وبحاجة إلى بلدوزر ليخرج الوطن من دهاليز العتمة ، إضافة إلى أزمات أخلاقية ذات إبعاد كثيرة تتمثل في فساد المكون السياسي من طرف من أجعص شنب وحتى آخر رجل جربان يجرب حظه في الحراك السياسي ، كما إننا بحمد الله وجلت قدرته نعاني من أزمات إجتماعية ماحقة تتزايد بوتيرة ساخنة أما الازمات المالية في السودان فحدث ولا حرج ، فرغم ان عاصفة الأزمة المالية العالمية لم تهوب في فضاء السودان الا إننا نعاني وسنظل نعاني من آثار هذه اللعنة العالمية ، الشيء الغريب أن الازمة العالمية كرست وضعا مغايرا في العالم قوامه حالات من الاحباطات والاكتئاب والذي زاد عن حده لدى بعض الشعوب خاصة في سنغافورة وهونج كونج وامريكا ذات نفسها حيث تعمل السلطات هناك على تهدئة اللعب ومحاولة علاج المتضررين من انهيار المؤسسات المالية ، اعتقد والله اعلم ان الدول غير المرتبطة بالدولار لن يصاب مواطنيها بالاحباط ومن هذه الدول كوبا التي تعيش على نغمة نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وهي النغمة التي أطلقتها الإنقاذ في بداياتها وثبت أنها أهزوجة فشنك ، اسمعوني مجلة نيوز ويك الامريكية رصدت اكثر المتضررين من هذه الازمة وعلى رأسهم موريس هانك غرينبغ المدير التنفيذي السابق لعملاق التأمين ايه أي جي اكبر شركة تأمين في العالم وقد خسر هذا الهانك 9مليارات دولار ، يا مفتري يخرب بيتك 9 مليارات دولار هذه ميزانية دولة افريقية بحالها ، ويأتي في المرتبة الثانية تاجر العملات الانجليزي جو لويس الذي بلغت خسارته مليار دولار ، اما الخاسر ريتشارد فالد المدير السابق لبنك ليمان برازر المنهار فقد بلغت خسارته 880 مليون دولار فيما احتل المرتبة الرابعة في قائمة الخاسرين جيمي كاين المدير التنفيذي السابق لبير ستيرنر وبلغت خسارته 850 مليون دولار ، عموما تعالوا نحمد الله اننا لسنا من اقطاب وول ستريت ولا يحزنون ، واكيد ان الذين فقدوا ثروات تتراوح بين 100 مليون وتسعة مليارات دولار ربما يتعالجون الان في منتجعات صحية من آثار الازمة فيما يتعالج اصحاب الفقر المدقع بلقمة خبز فقط لا غير ، المطربة صباح سبق وان غنت عالبساطة تغديني جبنه وزيتوني وتعشيني بطاطا ، ما اجمل القناعة والبساطة في زمن تعرض فيه كل شيء للانهيار ، دعوني أسأل هل إذا حلت موجة الربيع أهو فآآآآآآآآآآآآآت في السودان هل يمكن أن نغرق في حمامات الدم كما هو الحال في مصر ، ليبيا ، وتونس إنه سؤال ماحق سترك يا رب .