وأخيراً تحدث السيد الرئيس عن السماء وكيف إنها تمسك المطر.. وحق لي بل حق لنا أن نهتف ونقول.. «ده الكلام».. وأن يتحدث الرئيس عن المطر والخيوط التي تربط المواطنين بالسماء.. أن يتحدث عن الصلاة وتحديداً صلاة الاستسقاء.. وأن يتحدث عن الضراعة.. واصلاح النفوس حتى تنفجر تلك السحب الهيمانة تحلم بالخريف.. أن يتحدث الرجل المسؤول الأول عن الوطن وعن شعب الوطن.. نقول.. نعم هذا من حقه.. ونقول نعم.. هنا يمكن أن ندلي بدلونا.. ونقول نعم.. إنه المسؤول الأول.. أمام الشعب.. أمام الله.. أمام نفسه.. ونقول نعم.. بل نقول في ثقة إن حديثه عن المطر.. وارتواء الأرض ونهوض الزرع.. وذهاب الظمأ.. وابتلال العروق.. إن حديثه هذا على العين والرأس.. فوق إنه يمسح كل أحاديث الأحبة الوزراء والدستوريين الذين سبقوه وهم يتحدثون ويطلبون من الناس الخروج لصلاة الاستسقاء إن حديثه يمثل الصباح الذي لو لاح إيه فايدة المصباح.. وبالثقة كلها نسأل بأي حق.. وبأي عرف.. و «انتو منو» أيها الوزراء والدستوريون حتى تطلبون من الناس الضراعة والخروج لصلاة الاستسقاء؟؟ الذي نعرفه عن الجدب وشح المياه وضنك الناس واحتباس المطر وعدم جود السماء بالماء.. تفزع الحاكم.. وتخيف الحاكم.. المسؤول الأول عن الرعية.. لذا كان الحق في الدعاء للصلاة حصرياً على راعي الرعية والذي هو رئيس الجمهورية.. أما دعوة الأخ الدكتور وزير الزراعة للصلاة.. صلاة الاستسقاء وأيضاً السيد والي القضارف.. والسيد علي محمود وزير المالية والسيد مولانا رئيس المجلس الوطني.. نقول لهم إنها دعوة من لا يملك ولستم معنيين بهذا الأمر مطلقاً.. مثلاً على الدكتور المتعافي ومسؤوليته تنحصر فقط في تطهير الترع والكنارات والمينات والميجرات والجداول.. مهمته هي في توفير التقاوى واستجلاب المبيدات.. مهمته في تجهيز المحاريث وتوفير التركتورات.. مهمته في مراجعة «ناس الري» والإحاطة بموقف المياه.. هذه فقط هي مهامه.. إما أن يقوم بها على الوجه الأكمل أو عليه أن يستقيل فوراً وتواً.. وإذا وفر كل ذلك ونجح في كل ذلك ولم تسقط نقطة ماء واحدة من سحابة تائهة.. لن يلومه أحد ولن يطلب منه الاستقالة أحد.. ولن يطالبه بصلاة الاستسقاء أحد.. كل الذي قلناه عن المتعافي ينطبق تماماً مع ما نطلبه من الاستاذ علي محمود وزير المالية.. ويتطابق أيضاً مع السيد والي ولاية القضارف.. ويتطابق مع المطلوب من مولانا أحمد إبراهيم الطاهر.. وإن كنت أرى أن مولانا الطاهر ومجلسه الموقر يتحملان جزء من المسؤولية في احتباس المطر.. بل قد أجد لهم بل له العذر وهو يطلب من أعضاء مجلسه السادة النواب أن يقيمون صلوات الإستسقاء.. وذلك لشعورهم ببعض المسؤولية.. في غياب المطر وذلك لأن هؤلاء الأحبة قد أجازوا «كمية» من القروض الربوية تحت بند الضرورات تبيح المحظورات.. غير ذلك دعوني.. أقول.. لكل الواردة أسماؤهم اعلاه من وزراء وقادة مولاة.. لا شأن لكم مطلقاً بالدعوة لصلاة الاستسقاء.. هذا أمر يخص رأس الدولة حصرياً وطبقاً للتعاليم الإسلامية ووفقاً لما تعارفت عليه أنظمة الحكم في الدول الاسلامية.. الآن وصلنا إلى الدعوة الرسمية والشرعية والحديث عن إمتناع المطر.. ولماذا.. وما هي الأسباب.. والتي تحدث عنها في صراحة وشجاعة السيد رئيس الجمهورية.. تلك التي نكتب عنها بكره..