وما زلنا يا أحبة نطالع أقوال بعض الأحبة من أهل الإنقاذ نقرأ مرة في دهشة ومرة في عجب ومرات في غضب ونحن تماماً مثل الحبيب المبدع محجوب سراج ذلك لذي أبداً يكتب بالدموع ومرات من محبرة النزيف.. ولا أرى ما يذكرني بمقطعه الخالد ذاك الذي يقول فيه.. بل يقول عن ذكرياته مرة أضحك ومرة أبكي ومرة أتحمل أساي ومرة أهرب منه واشكي.. لا أجد من يذكرني بكلماته هذه غير بعض الأحبة في الإنقاذ.. ويا أحبة بالأمس كنا وكنتم وكنت في فاصل من البكاء.. فقد أدميت قلوبكم بتلك الأقوال المأثورة التي صفعت الشعب السوداني في وجهه.. بل غرزت خنجراً دامياً في قلبه.. وحتى لا أبدو شريراً.. وحتى لا أستمطر قدراً من دموعكم الغالية دعونا اليوم نلهو قليلاً ونضحك كثيراً ونضرب الهم بالفرح وإلى فاصل من المرح مع بعض أقوال الأحبة الإنقاذيين.. قال أحد الأحبة والذي حرمنا.. بل حرم عيوننا من الاكتحال بمشاهدة المبدعة الفاتنة شيرين عبد الوهاب.. قال عندما أمسكت علينا السماء وابل المطر.. وعندما رفضت سحابة هيمانة تحلم بالخريف من إفراغ حمولتها على أرض الوطن الجدباء.. قال مولانا هذا إن لعنة الله حلت علينا وإن احتباس الأمطار ما هو إلا عقاب لنا على «لعب بناتنا كرة القدم».. ونسأل مولانا «طيب» لماذا لم تنطبق السماء على الأرض في أرض «الدوتشي» وبنات ألمانيا يدخلن بجدارة المربع العالمي الذهبي.. ولماذا لم يضرب زلزال بقوة ألف درجة على مقياس «ريختر» أسبانيا و«بناتها» يتوجن بكأس العالم للنساء والآن وبعد أن هطل المطر والوابل يغرق.. بل يمسح قرى بأكملها من الوجود ماذا تقول يا مولانا؟.. أم أنك سوف تكتب صفحة أخرى من الأقوال المأثورة وهي أن الأمطار والسيول والفيضان هي أبداً نعمة يرسلها الله لتنبت الأرض من كل زوج بهيج.. ولكن ولأن «بناتنا» قد لعبن كرة القدم فقد تحولت النعمة إلى نقمة ما زلنا نعاني منها حتى الآن.. وهذه يا أحبة مرة أضحك.. وما زلنا في فاصل من الضحك الذي «يقطع المصارين» وأحدالأحباب من أهل الإنقاذ يقول وهو يشير بقوله إلى لفت الأنظار إلى أحد إنجازات الإنقاذ.. قال الرجل كان الشعب السوداني ولكل فرد قميص واحد أو قميصان والآن بحمد الله وبفضل الإنقاذ أصبحت «الدواليب مليانة قمصان».. ونقول للرجل صدقت ولكن يجب أن تحكي له أن أصغر موظف وفي أدنى درجات السلم الوظيفي كان يمتلك.. بل كان دولابه ترقد فيه وادعة مطمئنة و«مطبقة» دستة من القمصان أقلها جودة وأرخصها ثمناً هي من ماركة «تحرمني منك».. ولكنه في زمان غير هذا الزمان وفي أوان غير هذا الأوان وفي عهد غير هذا العهد.. كان ذلك في عهود رحلت عندما كان الشعار «كتر الغيار والمتر بريال».. أما الآن يا شيخنا فقد تراجع مخزون الشعب من القمصان لأن «ربات البيوت» أصبحن يستبدلن في عهدكم السعيد هذا «القميص» ب«نص دستة كبابي شاي» أو «كمشة» ونص دستة ملاعق شاي. ونذهب إلى مولانا الذي قال وهو يخطب وصوته مدوي كالرعد نحن جاهزون للأمريكان وللصهاينة إذا جاءوا سوف نحاربهم بالسواطير.. كنت أود أن أترككم تستمتعون بعاصفة من الضحك لولا أني وعلى ذكر «السواطير» قد انقبض قلبي ولاح لي شبح «خروف الضحية» وبت في هم وتسهيد.. وبدأت أسأل نفسي إذا العيد وافى وهب أن في دولابي ألف قميص وأربعمائة بنطلون هل أجد تاجر مواشي أو حتى راعي يستبدل كل ما بداخل «دولاب هدومي» بحمل لا يزيد وزنه عن عشرة كيلو؟.. مع السلامة ولكم ودي