وما زلت مع صديقي.. ابن حجر العسل.. حسن العسل.. وما زلت أمشي معه خطوة.. خطوة.. وتماماً كما صديقي المبدع صلاح حاج سعيد.. وعلى لسان.. وحنجرة صديقي المدهش.. الذي انطفأ فجأة.. وسحب من الكون كل الأنوار.. أمشي معك سياحة وسباحة في خضم بحر مقالك.. نعم أنا الآن أردد.. ومشيت معاك كل الخطاوي الممكنة.. البقدر عليها وبعرفها.. وتصفعني كلماتك.. والتي هي أصالة عن نفسك.. ونيابة عن الأحبة في الإنقاذ.. لا تصفعني فقط بل تدهشني.. وتضحكني.. وأنت تقول.. إن بلادنا تتربص بها قوى الشر ومخابرات الأنظمة الماسونية، ودول الاستكبار والطغيان والاستبداد، والمدهش حقاً إن دولتنا لم تركع لحظة واحدة لهؤلاء الطغاة، ولم تمسح لهم الجوخ أو تحرق البخور.. نعم «لن نذل ولن نهان ولن نطيع الامريكان» انتهى... نعم.. يا صديقي.. هذه إنشاء وبلاغة تعبير.. وكلمات تصلح.. لاستثارة الجماهير.. في الطرقات والاحتفالات.. والمسيرات نريد منك فقط أمثلة.. وشواهد.. ومواقف.. حتى نستطيع عبرك فك شفرة هذه الطلاسم التي بدأها.. «أخوكم» شنان.. وآخر من أحبابكم.. حفظنا كلماته.. حرف.. حرف.. من غزارة انهمار أمطارها.. في بواكير انطلاق إعصاركم.. وهو ينشد.. أمريكا.. روسيا قد دنا عذابها.. وها هي أمريكا.. لم تتعذب من جهتكم.. أبداً.. ولم يمسها سوء.. بل لم تستطيعوا أن تمسوا شعرة واحدة من سبايب «كوندا» الخشنة.. ولا حتى خصلة واحدة من سبايب «هيلاري» الشقراء المسدلة.. أما روسيا فحديثها عجب.. هي الآن..السند واليد الباطشة.. لكل أعدائكم في الأممالمتحدة.. وها أنتم الذين لم تترددوا لحظة واحدة في وصم كل شيوعي بالكفر والخروج عن الملة.. ها أنتم أصدقاء وتوائم.. وأحبة.. مع ملاحدة الحزب الشيوعي الصيني.. يا صديقي.. ها هو مركبك قد وصل إلى الضفاف.. وها هي الرحلة تبدأ.. وها نحن نستلقي على روعة العشب الأخضر.. تحفنا الأشجار والأزهار.. وها نحن نردد مع الراحل زيدان.. وسط الزهور مصور.. وها نحن نستجم بعد طول «زعل» ومخاشنة.. «ونفرش» الصحيفة.. لنطالع كلماتك.. تعصف بي موجة هائلة من الضحك.. الضحك المرح المتواصل.. وليس مثل ضحك المبدع محجوب سراج ذاك الذي قال.. أو كتب.. «مرة أضحك ومرة أبكي.. ومرة أتحمل أساي.. ومرة أهرب منه واشتكي.. واعتبر حبك حكاية..».. يا صديقي.. أراك تحلم.. مثل سيدة الغناء العربي وهي تشدو.. «سيبني أحلم.. يا ريت زماني ما يصحينيش».. وإلى أحلامك الجميلة وأنت تكتب.. «سوف ينهض اقتصادنا من كبوته وينطلق بقوة إلى الأمام ويعيش المواطنون.. كل المواطنين في الأرياف والأصقاع النائية.. في الجزر والصحارى والغابات في الضواحي وطرف المدائن، سوف يعيشون في رخاء ورغد من العيش، ويكون طبق الدجاج المشوي في متناول يد الجميع وتكون البيتزا.. من نصيب الغبش التعابى، وينعم محمد أحمد بمجانية العلاج والتعليم.. وتعود لمدرجات ملاعب كرة القدم نكهتها وحضورها المميز، وتعود للأغنية السودانية أيامها الخوالي، وللصحافة عهدها الذهبي، فقط عليكم بالصبر الجميل».. انتهى.. يا صديقي.. هل أنت تحلم.. أم هي «هضربة حمى».. أم نراك تسخر.. وبما أن سيل الأسئلة قد بدأ في الجريان.. دعني اسأل.. أراك تتحدث عن الذي سوف يحدث للمواطنين من ترف وحياة مترفة باذخة.. في مقبل الأيام، ولم يأت ذكر المسؤولين والدستوريين.. وأحبتنا من قادة الإنقاذ.. هل هم يعيشون نفس الحياة تلك التي تبشرنا بها نحن الغلابى والتعابى.. أم نراهم مثلما هم الآن يعومون في بحور العز والثراء والترف؟ ثم سؤال.. أخير.. أنت تكتب.. وتكرر.. بأن كل ذلك «سوف يعود» وذلك يعني أنه كان موجوداً.. السؤال.. من الذي «طرد» ذاك الذي كان موجوداً حتى يعود؟ لك حبي وتحياتي