في العرف الرياضي، خاصة في الدوريات المرموقة، إجراء مؤتمر صحفي بين مدربي الفريقين المتباريين يلي المباراة مباشرة، وفي أحايين كثيرة يقر مدرب أن فريقه لم يقدم المستوى المطلوب ولكن المهم ظفره بنقاط المباراة الثلاث.. وها هم مجموعة من القيادات وكوادر وسيطة بالمؤتمر الوطني ومن الإسلاميين يلعبون مباراة لم تكن معلنة في مواجهة حزبهم، ولكن هل كسبوا نقاط المباراة بعد تقديمهم لأداء رفيع.. أم لم يقدموا ما يشفع لهم لمواصلة التنافس في الملعب السياسي.. أم كسبوا الجولة لكن دون تقديم مردود إيجابي؟ *** وكانت الإجراءات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة مؤخراً قد جعلت كثيرين يتابعون المذكرة الإصلاحية بفتور وربما بعدم اهتمام، بخلاف ما وجدته مذكرة الألف اخ التي صدرت العام الماضي وذاع صيتها، رغم أن القيادي بالوطني غازي صلاح الدين العتباني والعميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم» يعدان من أبرز موقعي مذكرة سبتمبر فضلاً عن مسارعة البعض إلى إعلانهم التوقيع في فريق من أطلقوا على انفسهم «الإصلاحيون» منهم واليا القضارف السابقان كرم الله عباس والعوض محمد الحسن والمعتمد السابق مبارك الكودة والبروفيسور حسن مكي وحرمه د. هويدا صلاح الدين العتباني ومحمد عبد الله شيخ إدريس، على ذمة الناطق باسم المجموعة د. فضل الله أحمد عبد الله في حديثه ل«آخر لحظة»- منشور في نسخة أمس. وبحسب مراقبين أن المذكرة بدأ عليها شيء من الارتباك، حيث أشيع بداية الأمر أنه تم تسليمها للرئيس البشير ونفي نائب أمين الإعلام بالوطني المهندس قبيس أحمد المصطفى ذلك. وجاء أحد الموقعين وذكر أمس للزميلة السوداني أن مذكرة سلمت قبل ثلاثة أسابيع للرئيس البشير غير مذيلة بأسماء والأخيرة أريد بها أن تكون خطاباً مفتوحاً.. ولعل ذلك هو السبب الذي جعل د.غازي صلاح الدين المعروف عنه إلتزامه بالمؤسسية كما يقول عنه إخوانه في المكتب القيادي للوطني أن ينشر المذكرة عبر صفحته على «الفيسبوك».. وحالة الارتباك الثانية التي بدت على المذكرة هي حالة الإلتباس التي بدت علىها ، حيث اعتبرها البعض جزءاً من تحرك المعارضة التي حاولت الأيام الماضية الاستفادة من التظاهرات التي حدثت بالعاصمة وتلقفتها وسائل إعلام واعتبرت الخطوة إنشقاقاً داخل الوطني.. بينما نأى أصحاب المذكرة بعدم التنسيق بينهم والمعارضة، وظلوا يكررون أنهم تيار إصلاحي داخل الوطني والحركة الإسلامية بحسب د.أسامه علي توفيق. وحالة الإرتباك الثالثة هي تنصل بعض الموقعين عنها ومنهم القيادي الطلابي سامي عبد الوهاب والرابعة عدم وجود اقتصادي معروف بين الموقعين مما يعني ان دوافعها سياسية والحالة الخامسة بروز تكتل أسري «توقيع غازي وزوجته سامية هباني ووشقيقته هويدا العتباني وزوجها حسن مكي يبدو غريباً». مع أن عدداً من القيادات التي أعلنت الانضمام للمذكرة لم تكن على علم بحراك مجموعة «الحراك الإصلاحي» وفوجئوا بالمذكرة مما قلل من وزنها.. والملاحظة العامة حول الأسماء الموقعة أن العسكريين بعيدون من الخدمة - بالطبع - وعلى رأسهم العميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم» وكذلك بعيدون عن الحزب وآخرون لا يتقلدون أي مناصب سواء حزبية أو تنفيذية مما قد يعتبر أن المذكرة خاصة بالغاضبين، أو حتى المغضوب عليهم خاصة عقب انضمام والي القضارف السابق كرم الله والمعتمد السابق مبارك الكودة الذي أقيل من حكومة الخرطوم عقب خلاف شهير مع الوالي السابق عبد الحليم المتعافي حول موقف مواصلات. وبغض النظر عن تصريح الأمين السياسي للوطني حسبو محمد عبد الرحمن بمطالبته بمحاسبة أصحاب المذكرة، إلا أن أخاه في الحزب البرلماني المعروف محمد الحسن الأمين وضع خيارين أمام مجموعة المذكرة وهما إما الاعتذار أو مغادرة الحزب وقد قال إن بعض مقدمي المذكرة أصبحت لهم آراء بعيدة عن الحزب وهناك مسافة بينهم والوطني، ثم وضع الخيارين أعلاه، ولم ينس أن يشير إلى صعوبة أن يكون أولئك داخل الحزب وفي وضع المعارضة، في حديث خص به الزميلة الرأي العام أمس، و صرحت لها أيضاً عضو البرلمان وأحد موقعي المذكرة عواطف الجعلي وقالت: إنهم مؤتمر وطني».