دعوة كريمة تلقيتها للمشاركة في ملتقى نهضة شمال كردفان الذي يقام بقاعة الصداقة بالخرطوم والذي يأتي برعاية النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه.. وبإشراف ومتابعة من والي الولاية مولانا أحمد محمد هارون.. ووجهة الدعوة لكل الأعيان الكردفانية للمساهمة في مشروع البناء والتعمير والإصلاح وهذا الأخير (مربط الفرس) فلا تعمير ولا بناء بلا إصلاح وأعتقد أن مولانا هارون قد بدأ في ذلك ومشى فيه خطوات جيدة وهي بسيطة من حيث الشكل بيد أنها عميقة في الجوهر لأنها تمس المواطن بصورة مباشرة وتخاطب قضيته !! üومنذ فترة طويلة كان المرضى في شمال كردفان لا يشعرون بأن هنالك دولة تهتم بهم وتسهر من اجل صحتهم.. تقدم العلاج وتجتهد من أجل راحتهم .. بيد أن هارون لم يهمل هذا الجانب الأهم بالنسبة للناس هناك على الرغم من أنه لم يعمل مراكزا طبية متقدمة حتى الآن ولم يفتتح مركزا لمجمع فضيل أو آسيا أو حتى بعض من مستشفيات مأمون حميدة التي تنتشر في الخرطوم لكنه فعل شيء واحد يحسبه الجميع هين وهو عند المريض عظيم.. فقط تفقد المرضى و ووقف على حالهم المشابه لحال النازحين الحديثين داخل المعسكرات وكان ذلك بمثابة حافز كبير زرع الرضا في نفوس أولئك المهملون..!! ü و لا أريد أن أتحدث عن النهضة في ثالوثها المعروف ولكني أريد أن أرسل رسائل للسادة وجهاء كردفان وهم يتجمعون في بهو قاعة الصداقة بالخرطوم وأول هذه الرسائل أن شيئا قد مس أهل شمال كردفان من حديث السيد رئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي في خضم حديثه عن طريق بارا جبره أمدرمان وعن مياه الأبيض .. وربما فهم كثير منهم أن في الأمر استخفاف بمطالبهم الجوهرية والحياتية التي يرونها ضرورية وليس هنالك من وجه شبه بينها وبين الرفاه ولا ندية لها مع (الهوت دوق أو البيتزا) ... وفهم قليل منهم أن السيد الرئيس يتحدث عن التنامي المتسارع لتطلعات الناس لعلها أسرع من عجلة التنمية وقدرات ومتطلبات ذلك ولربما أيضا تحدث الرئيس بمنطق الظرف الإقتصادي معتبرا أن ذلك عزرا يدعمه التاريخ.. !!! ورسالتي هنا أن يسعى هذا اللقاء لمعالجة مانتج أو ما فهم من هذا الكلام ..!! üأما الأمر الثاني.. فإن مجمل هذه اللقاءات تجهل الواقع الريفي وتتركز بشكل أكبر على العواصم وحواضر المحليات لذلك أقول لا بد من الإهتمام ومناقشة قضية الريف وانسانه المسكين البسيط الذي يسافر من أقصى غرب قرى غرب بارا (مثلا) إلى مدينة الأبيض لإستخراج ورقة ثبوتية تكلفه مئات الآلاف من الجنيهات وأسبوعا من الوقت فضلا عن حالات الصفوف التي يعانيها إن لم يكن هنالك بطشا!! ü هؤلاء البسطاء أيها السيد الوالي لا وجود لهم في الخطاب الرسمي وقضاياهم لا تتجاوز فصول المدارس وكراسيها ومحطات المياه ومراكز فحص الملاريا و(الدايات) هم لا يتعشمون إلا في هذه ولا سبيل لهم في الأحلام المنطقية...!!! üالنقطة الأخرى هي الأسعار في ريف شمال كردفان فقد كانت مرتفعة جدا قبل الزيادات بحجة الترحيل وانعدام أو انسداد أو صعوبة الطرق أما الآن فقد وصلت قمة الغلاء حتى في أصناف الغذاء الرئيسية فهي بحاجة إلى حكومة تسهل وتيسر وتساعد وتوجه وتقول...!! ü فلا تصبواكل مجهوداتكم سيدي الوالي في قضايا الحضر وتطلعاتهم فالريف يستحق الإهتمام وهو قوة ناخبة ومؤيدة وفي نفس الوقت غير مكلفة فلا تتظاهر كي تستعد القوات الأمنية ولا تحتج كي تخسر وتدمر فهم صامتون ولكنهم يمتلكون سلاحا أكبر وهو سلاح الدعاء عليكم فلا تدعوهم لإستخدام هذا السلاح القاتل والمدمر!!! ü أتمنى أن يخرج اللقاء بخارطة مشروعات مجدولة وممنهجة تحضر فيها الدولة والمجتمع وأن يتكفل النائب الأول بطريق بارا أمدرمان فضلا عن مشروع توظيف خريجي شمال كردفان وذلك بإنشاء عدد من المصانع والمصالح بالولاية لا سيما مصانع الأسمنت والسيراميك والمياه المعقمة وغير ذلك ولا بأس أن يراعى هؤلاء في حصص الوظائف العامة المركزية وأكتفي بهذا القدر وأعتقد أنها مؤشرات لا تحتاج منكم إلى تفاصيل...والسلام..