حمل القرار القاضي بإعادة تكوين وتشكيل جغرافية وحكومات ولايات كردفان وتعيين ولاة جدد لها حمل البشريات لجميع جماهير هذه الولاية التي انتظرت هذا القرار طويلاً ، فولاية شمال كردفان وعاصمتها الأبيض حاضرة كردفان الكبري ظلت ومازالت عند اختيار ومجيء أي من الحكام أو الولاة تحلم بتنفيذ وتحقيق المشروعات التنموية والحيوية الكبرى والتي يأتي في مقدمتها بلا منازع المياه، هذا المشروع الذي أصبح الهاجس الأول والأهم لمواطني ولاية شمال كردفان لحل هذه الأزمة المتجذرة «العطش» حلاً جذرياً وأثبتت كل الدراسات والتجارب أن مياه النيل الأبيض هي المخرج من العطش وشح المياه الذي ظل ملازماً للولاية وما ذكرت كردفان وخاصة مدينة الأبيض إلا وذكر العطش معها وبجانب ذلك يبرز مشروع طريق بارا جبرة أم درمان والطرق الداخلية بين المحليات ومشروع آخر يعد من الأولويات البنيات الصحية والطبية ومستشفى الأبيض يقف خير شاهد على تردي الخدمات الصحية بالولاية علماً أن مستشفى الأبيض يعد من أكبر المستشفيات على مستوى غرب السودان يتردد اليه بجانب مواطني ولايات كردفان الولايات المجاورة، وهنالك توظيف خريجي الولاية وما أكثرهم مما يتطلب إيجاد المشروعات الكبرى لاستيعابهم . نعود لمشروع المياه الذي بذلت فيه كل الحكومات السابقة مجهودات وآخرها حكومة زاكي الدين ولكن التمويل يقف حائلاً أمام تنفيذ هذا المشروع الضخم فلذلك حكومة هارون أمامها تحدٍ يفرض عليها تلبية طموحات وتطلعات جماهير الولاية الذين ظلوا وما زالوا يقدموا التضحيات والمواقف الوطنية الخالدة والخالصة من أجل الوطن، ولتنفيذ هذه المشروعات التي تعد ضرورية للإنسان لا بد من تضافر وتكاتف كل أبناء الولاية بالداخل والخارج والعمل بيد واحدة خدمة للولاية وإنسانها الذي عانى كثيراً ومازال صابراً وصامداً. فيما يرى كثير من المواطنين الذين استطلعتهم «الإنتباهة» أن الحكومة القادمة للولاية تنتظرها عدد من الملفات تستوجب التعامل معها بصورة جادة لتلبية المتطلبات الخدمية وتوفيرها لجماهير الولاية واتفق جميع المواطنين في حديثهم «للصحيفة» في أن حل أزمة المياه بصورة جذرية يأتي في المقدمة لوضع حد لهذه المعضلة المزمنة بجانب الصحة والبنيات التعليمية والطرق الداخلية والقومية وأولها طريق بارا ام درمان. عدد من القيادات السياسية بالولاية كان حديثها معظمه منصبًا فى التنمية والاستقرار والاهتمام بإنسان الولاية الذي عانى كثيراً وموضوعات أخرى متعددة، نتناولها من خلال هذا التقرير الخاص بتحديات التنمية في المرحلة المقبلة بولاية شمال كردفان في ظل التغييرات التي تشهدها ولاية كردفان الكبرى. الأستاذ الدرديري الشبكة الأمين العام لحزب الأمة الإصلاح والتنمية قال ل«الإنتباهة« إن عودة ولاية غرب كردفان التزام سياسي فلذا عندما انتفت ظروف تذويب الولاية أوفت رئاسة الجمهورية بما وعدت مضيفاً أن أحمد هارون صاحب تجربة وأن ظروف شمال كردفان تختلف من جنوب كردفان لأن شمال كردفان مستقرة ونسيجها الاجتماعي متماسك مما يسهم ذلك في مساعدة الوالي في إحداث التنمية بالولاية وابان الشبكة أن أمام أحمد هارون عددًا من الملفات التي تحتاج إلى عزيمة وجهد من القيادة السياسية الجديدة بالولاية، وقال إن الوالي السابق خطا خطوات كبيرة خاصة في مشروعات المياه والصحة وطريق بارا أم درمان وتوقع الشبكة حصول دعم وتعاون كبير من المركز للوالي أحمد هارون لتحقيق هذه المشروعات التنموية الكبرى، عضو المجلس التشريعي بالولاية والقيادي بالمؤتمر الوطني التجاني زين العابدين قال إن المرحلة المقبلة مبشرة وكل الناس متفائلة بهذا المقدم داعياً إلى القضاء على مشكلة المياه بجانب طريق بارا ومستشفى الأبيض واعتبر زين العابدين أن هذه المشكلات تمثل أم القضايا التي تهم المواطنين مع التركيز على الجانب الأمني مطالباً المركز بدعم الوالي لتحقيق التنمية قائلاً إن إنسان شمال كردفان ظل صابراً وقدم التضحيات ولم يرفع السلاح في وجه الدولة مما يحتم الاهتمام به وتحقيق رغباته، رئيس حزب منبر السلام العادل الأستاذ ياسر سليم أكد ترحيبهم بالوالي مولانا أحمد هارون قائلاً إن أمامه مجموعة من المشكلات في مقدمتها المياه والكهرباء وإيجاد حلول لتوظيف الخريجين بالولاية وإحداث التنمية بالريف لأنه يعاني كثيراً وطالب سليم بتفعيل مبادرة الوفاق الوطني متمناً أن يعم السلام كردفان الكبرى وأن تحسم حركات التمرد وما يسمى بالجبهة الثورية وحسم المتربصين وكل من يتعاون مع الأعداء ضد الوطن وهويته، وذهب أمين القطاع السياسي بالحزب الاتحادي الديمقراطي بشمال كردفان الأستاذ عبد الرحيم حسن خليفة إلى أن أهم التحديات التي تقابل حكومة الولاية القادمة الوعود الانتخابية وأولها طريق بارا جبرة أم درمان وحل مشكلة العطش التي ظلت معضلة قديمة وأوضح عبد الرحيم أن الأستاذ أحمد هارون رجل مرحلي ومفصلي أنجز عدة إنجازات فى ولاية جنوب كردفان ثم انتقل الآن لشمال كردفان هذه الولاية المثقلة بالمشكلات، مما يتعين عليه العطاء الثر حفاظاً على مستقبله السياسي . من خلال الاستطلاعات التي اجريناها وسط المواطنين والقيادات السياسية بالأحزاب حول تحديات المرحلة المقبلة وأولوياتها في ظل قدوم قيادة جديدة للولاية تواجهنا جملة من القضايا الملحة التي تمثل هموم وطموحات أهل شمال كردفان أتفق الجميع على أن الولاية ينقصها الكثير وتحتاج لإحداث تنمية في البنيات الأساسية بجانب الخدمات في «المياه والصحة والتعليم والطرق» وغيرها من المشروعات التنموية التي تحتاج إليها ولاية شمال كردفان.