مازالت هناك بعض القضايا المعلقة المتصلة بمحاولات التنصير التي يقوم بها بعض الأخوة الأقباط داخل السودان، في ظل الإغضاء التي تبديه الإنقاذ تجاه هذه القضية.. وفي ظل الحلم الذي يتحلى به أهل السودان.. ويتعاملون به مع أهل الجهل وأهل العقل على السواء.. ولا أظن أن الإخوة الأقباط الذين قاموا بإغراء ابنتنا إيمان ومن بعدها كواكب وأخريات.. وكذلك الذين ظلوا يمارسون فتنة التنصير في كردفان ودارفور وأماكن أخرى لا أظن أن الذي شجعهم على ذلك شيء سوى حلم أهل السودان. أظن الحلم دل على قومي++ وقد يستضعف الرجل الحليم وما رست الرحال ومارسوني فمعوج علي ومستقيم ونود أن نؤكد لهؤلاء الأخوة الأقباط السادرين في هذا الغي، أن تفاصيل ما يقومون به معلومة ومرصودة، وهي مازالت بين أيدي العقلاء من أهل هذا الوطن الكبير الذي يسعنا ويسعهم دون أن يفتت أحدنا على الآخر. ونحن من جانبنا تصديقاً لما نقول هنا نقدم لهم هاتين الصورتين.. ونترك الخيار لهما. نقول وبلا عقد وبكل وضوح وجلاء إن الذي بيننا وبين أهل الكتاب (يهود- ونصارى- ومن له شبهة كتاب) هو الذمة.. أي العهد والميثاق. هم أهل ذمة لأنهم يعيشون وسطنا في بلادنا، وهم أقلية وعلى ملة مختلفة ودين مختلف، بغض النظر عن الأعراف والأنساب. وهاكم بعص النصوص في تعريف الذمة وحقوق الذمي المقصود بالمصطلح (أهل ذمة) هو كونهم تحت الحماية الإسلامية ومسؤولية الدولة.. ولا تقصر الشريعة الإسلامية تلك المسؤولية على الدولة فقط، ولكن نعرفها أيضاً على المواطن المسلم. أنظر إلى تكملة المعنى: (فلا يجوز للمسلم الإساءة للذمي تحت عذر أنه من غير المؤمنين بالقرآن أو برسلون الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم- وإنما أوضحت الشريعة أن مسألة الإيمان يحاسب عليها الله وحده يوم القيامة). وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً.. أخرجه البخاري في كتاب الجزية والمواءمة. ويذكر النص الذي نقلنا عنه تدليلاً على تمسك المسلمين بهذه النصوص حكاية ابن تيمية وهو يفاوض التتار على أسرى الدولة الإسلامية، الذين كانوا في أيديهم عندما هاجموا سوريا.. فظن التتار أنهم يمكن أن يسلموا أسرى المسلمين فقط ويحتفظوا بأسرى أهل الكتاب كعبيد. فقال ابن تيمية قولته المشهورة: (أهل الذمة قبل أهل الملة) أي تسليم النصارى واليهود قبل المسلمين!!.. وهذا يعد تطبيقاً حرفياً لمفهوم شريعة الجزية التي تضع على عاتق أهل الكتاب دفع الجزية، وهو مبلغ تافه ورمزي فقط، ويمكن إسقاطه عن غير القادرين، ويضع على عاتق المجتمع المسلم الحماية والأمان لأهل الذمة، مع العلم بأن الجزية لا تقع على المرأة، ولا الطفل، ولا الشيخ الكبير، ولا الفقير، ولا المسكين ولا الرهبان وكذلك أهل العاهة والعاقة. بل أن الإسلام تكفل بالانفاق من بيت مال المسلمين على الشيخ الكبير الفاني العاجز عن الكسب.. كان عدي بن اسحاق على البصرة والياً لعمر بن عبد العزيز، وله معه مواقف مشهورة، فخاطبه عمر في شأن أهل الذمة في خطاب طويل قال في بعضه (وانظر من قبلك من أهل الذمة من قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه).. ثم ذكره بما فعله عمر عندما مر بشيخ من أهل الذمة فقال (ما انصفناك إن كنا أخذنا منك الجزية في شبابك ثم ضيعنانك في كبرك)، ثم أجرى عليه من بيت مال المسلمين. والجزية ليست بدعة إسلامية بل هي نظام عالمي قديم أخذ به الروم واليونان، بل حتى نبي الله داود عليه السلام أخذ به تجاه المؤابين. والجزية تدفع من الذمي مقابل الأمن والحماية، لذلك لما عجز أبو عبيده بن الجراح في خلافة عمر بن الخطاب عن حماية أهل الفرقة لانشغاله عنهم برد جيوش وجحافل الروم عن الدولة، ما كان منه إلا أن رد أموال الجزية إلى أصحابها يعتذر عن عجزه عن حمايتهم.. وللقصة بقية أرجو أن يكون الأخوة القساوسة والرهبان خاصة الأخ فيلوثاوس فرج مطلعين عليها. رغم كل الذي سردناه فإن أيما طفل (فك الخط) ورفع الأمية عن نفسه يعلم أن أقباط السودان بل وأقباط الدنيا كلها لا يدفعون الجزية ولا يطالبهم بها أحد. وهم غير مطالبين شرعاً وقانوناً بالدفاع عن دار الإسلام، وإن كانوا يعيشون تحت ظلها وتحت حمايتها. والحماية والأمن لأهل الذمة يشمل أرواحهم وأموالهم ونساءهم وأبناءهم ودورهم، وكنائسعهم وأديرتهم لا تبدل ولا تغير ولا تهدم ولا تصادر ولا يغير اسقف من اسقفيته، ولا كاهن من كهانيه ولا يطأ أرضهم جيش. وفي الأمر مزيد ولكن خشينا الإطالة وفي الغد إن شاء الله نحدثهم عن العهدة العمرية والشروط العمرية، ليعلم أهلنا في السودان من الأقباط والنصارى أنهم ظالمون لا مظلومين والله المستعان. هل من مبارز؟ هل من مناجز؟: أني أتحدى أي فرد من المسؤولين في الإنقاذ أن يجيبني على هذا السؤال الذي يلح على خواطر الملايين: ما هو المبرر الشرعي أو القانوني أو الأخلاقي أو الإنساني الذي يجعل ما لا يقل عن أربعة ملايين فتى وفتاة في عمر 20-30 ربيعاً من الجارة أثيوبيا يتجولون في كل مدن السودان وفي قبله الأربع دون رقيب ولا حسيب، ودون مبرر واضح على الأقل عند الكثرة الكاثرة من أهل السودان. //