هل يمكن أن يربي شخص عاقل تمساح في بيته، على فكرة قصدي تمساح أب كبلو، وليس، مجرد تمساح بشري، على شاكلة التماسيح اللي عندنا، وهي تماسيح ما شاء الله عليها، نهمة ومربربة وبنت لذين تأكل الأخضر واليابس وأبو اليابس،بالمناسبة قصة تربية التمساح، طبقها في دنيا الواقع راجل إنجليزي، أخرق وفي نفس الوقت قلبه قوي، الحكاية أن هذا الخواجة دفعته محبته للتماسيح ببناء حوض سباحة بتكلفة 25 ألف جنيه أسترليني لهذا الحيوان المحظوظ، ومش كده وبس بل أن الرجل وهو فيما يبدو أعزب يقوم في كل ليلة بقراءة القصص لتمساحه الأثير ويشاهد معه برامج التلفزيون والإستماع إلى الموسيقى عجب ، المهم حب الخواجة للتمساح يذكرني بصاحبي وجاري في العمل الصحافي ياسر عبد الفتاح « شقشقه» وهو من أحب الأصدقاء إلى قلبي رغم أنه زول يمتلك كميات وافرة من اللؤم وفلتان اللسان والذي منه، وقبل أن تتشحتف أرواحكم لمعرفة ارتباط هذا العبد الفتاح بالتماسيح، أقول أن صاحبنا شقشقه من محبي التهام لحم التماسيح، وأذكر أنه في الشتاء الماضي دعاني لقضاء العطلة معه في حلفا القديمة والتلذذ بإلتهام لحوم التماسيح والتي يصفها بأنها لذيذة ودسمه وكمان مقرمشة، غير أن العبد لله رفض العرض،لخوفه من التماسيح أولا ولأن هناك فتاوى تحرم التهام لحومها من الأساس ،بالمناسبة يقال أن أكل لحوم الحيوانات، أي كان نوعها وفصيلتها يكسب الإنسان صفات هذا الحيوان، فمثلا أكلة الخرفان يكتسبون صفات الضأن، وأكلة لحوم البقر يصبحون بمرور الأيام بقر من طراز أول وثاني وثالث، غير أن صاحبي رغم حبه للحوم التماسيح لم تكسبه صفة هذا الحيوان، وأتصور إن كان هذا الرجل إكتسب صفات التماسيح البشرية السودانية فسوف يكون، حاجة ألسطته يعني بالمفتشر سوف يجمع بين اللؤم وأكل الأخضر واليابس، كما هو الحال لدى التماسيح لدينا، ومع مد سينايوهات الحراك الشعبي في السودان ودي أسأل والسؤال بلوشي عن عدد التماسيح البشرية لدينا، طبعا هذا السؤال ليست له إجابة تشفي الكبد والفشفاش، لأن هذا النوع من البشر يستنسخون أنفسهم بصورة عجيبة ، وتجدهم في كافة القطاعات، وخاصة الأخوة المؤدلجون من كوادر السلطة، ومحاسيبهم ، وفي كافة عهود الحكم في السودان كانت هناك تماسيح معتبرة، ولكن في الراهن فإن هؤلاء أصبحوا أكثر شراسة ووقاحة في الطبع واللهف من تحت الطربيزة وفوق الطربيزة وكله بأجره، وهم يطبقون ما شاء الله عليهم، شعار ألغف وأجري من بدري، فالتماسح الذي لا يستفيد من ظرفيات الراهن يكون حقه راح ويخرج من موسم القضم واللهف بدون حمص ولا بليلة ولا حتى حبة خردل، ولأن صاحبي ياسر عبد الفتاح من عتاة أكلة لحوم التماسيح ودي أسأله فيما إذا كان السودان يمكنه الإستفادة من لحوم تماسيحنا البشرية، وتصدير الفائض منها إلى دول الجوار إنه مجرد سؤال تمساحي لا أكثر ولا أقل.