أعيش في حالة من المملل هذه الأيام ، أسال نفسي سؤال ربما لم يسأله احد من الراكضين في هموم الكتابة اليومية ، لماذا نكتب وهل ما يجري كتابته وطرحه يوميا يؤثر في الراهن وهل يمكن ان ينصلح الحال بواسطة طروحات ساخنة وباردة وطروحات ليست لها قيمة البته ، هذه الأسئلة دهمتني ، نعم دهمتني ، مش داهمتني ، كما يتصور البعض ، الأسئلة الناشزة دهمتني وأنا أفتح دكانة العمل في مهنة المتاعب ،سألت نفسي أنت تكتب عن بانوراما الحياة ، الحراك السياسي ، في الحب في الزمن الأغبش ، تصرخ باحثا عن فرجة لتسوية إقصادنا وحراكنا التنموي المريض ، تمزق ملابسك حزنا على ما يجري من مناوشات ساخنة وحروب لا تعرف يمه أرحميني في جنوبي النيل الأزرق وكردفان وفي دارفور ، فضلا عن تداعيات الواقع الإجتماعي السخيف، أنت تكتب عن كل هذا وكأنك تؤذن في مالطا ، فكل حراك لدينا يمضي نحو الأسفل ويتمطى مثل قط كسول في برحة تسطع فيها الشمس ، فكرت كثيرا في مقاطعة هذا الهم اليومي اللعين ، لكن راجعت حساباتي وقلت يا زول واصل وأرفع شعار كثرة التكرار تعلم الحمار ، وما اكثر الحمير الذين يركضون في فضاءاتنا ، حمير مربربة ومتعافية وحان قطافها ، ولكن من يقطفها طالما هي صاحبة القرار ، دعوني أسال سؤالا ناشزا ولئيما ، وبالمناسبة لا يصلح غير اللؤم في هذا الزمان ، فحينما تكون لئيما تمشي أمورك كما ينبغي ، أما ان تستكين فإنك سوف تتعرض إلى مناوشات وعصف ذهني ربما يجعلك تركض في الشوراع الخلفية وتصيح مثل المجنون ألحقووووووووني نادرة هي الجهات التي تنفض عن كاهلها غبار الكسل حينما يصلها رأس سوط الكتابة ، نادرة هي الجهات التي تحاسب ضميرها وتبحث عن مناطق الخلل لعلاجها ، خذوا مثلا في 9 فبراير الجاري كتبت عن واقعة حدثت في مستشفى طرفي في العاصمة القومية وكيف أن ثمة مواطنون اعترتهم موجة من الغضب بعد وفاة قريب لهم إلى رحمة الله أثناء علاجه وكيف أنهم ضربوا الطبيب المعالج فيما هربت ثلاثة طبيبات بجلدهن إلى منطقة آمنة وكيف انه تم إستدعاء شرطة النجدة والتي لم تنجدهم ، بعدها وصلتني رسالة مزيلة بإسم المقدم شرطة جمال صديق سليمان ، يبدو أنه الناطق الرسمي بإسم الشرطة في العاصفة القومية ، شيء جميل أن تتفاعل أي جهة مع الطروحات التي تمسها ، المهم حاولت أن اتواصل مع الرقم الذي تتضمنه الرسالة لتوضيح التداعيات ولكن كان مغلقا على مدار الساعة ، على فكرة أصحابنا في وزارة الصحة اللهم أحسن وبارك نائمون في العسل أو بالأحرى يعانون من متلازمة الموت البطيء في غرفة الإنعاش ، فمهما تم ضربهم فوق الحزام وتحته فإنهم لا يسمعون ، وبالنسبة لناس شرطة امن المجتمع ، فإنه لا تعنيهم أي كتابة حتى وأن دشدشت رؤسهم حروف من العيار الثقيل ، وفيما يتعلق بالحراك السياسي بصفة عامة أقصد ناس الحكومة والمعارضة كبار وصغار والذي منه فهم يعيشون في حرب يومية من المناوشات تحت الطاولة وفوق الطاولة ولا يعنيهم أمر الوطن ، وبالنسبة للشأن الإجتماعي فحدث ولا حرج فكل شيء يرفع عقيرته إني أغرق ، حسبي عليكم .