منذ ملابسات عودة طائرة الرئيس البشير لأدراجها من الأجواء السعودية- حيث لم تكتمل رحلتها الى طهران- لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد ثم (التشويش) الذي صاحب صادر السودان الى المملكة السعودية بدأت تتطاير كثير من الأقاويل هنا وهناك حول وجود مطبات اعترضت طائرة علاقات البلدين، إلى أن كشف الرئيس البشير في لقاء له مع صحيفة عكاظ السعودية عن متانة علاقة البلدين وعدم وجود ما يعكر صفوها، وقد أدى البشير فريضة الحج هذا العام، وأشاد بما تم من توسعة للحرم. ** متانة علاقات البلدين وضحت بشكل جلي من خلال إفتتاح أعمال إجتماعات لجنة المتابعة للجنة الوزارية السودانية السعودية المشتركة التي بدأت بالخرطوم أمس.. حيث بدأ التداول- والذي سيستمر اليوم أيضاً- حول متابعة مخرجات الدورة الرابعة للجنة المشتركة بين البلدين التي إنعقدت بمدينة جدة في سبتمبر من العام الماضي، وهذه اللجنة هي المنوط بها الترتيب لإجتماعات الدورة المشتركة العليا بين البلدين في نسختها الخامسة والتي ستسضيفها الخرطوم في مارس المقبل، والتي يترأسها وزيرا الزراعة بالبلدين. وقد حملت الأخبار في الصحافة أمس توقعات بتوقيع إتفاقية تعاون مشترك بين البلدين لتنظيم هجرة الاطباء، حيث تقوم الحكومة السودانية بتوفير الموارد الصحية البشرية من أطباء ضمن النظام الصحي بالمملكة، على أن يحدد الجانب السعودي الإحتياجات الكمية والنوعية.. إنعقاد لجنة المتابعة التي سترتب للجنة الكبرى التي تضم عدداً كبيراً من الوزارات، تأكيداً على جدية الطرفين على تطوير العلاقات، خاصة إذا ما نظرنا الى لجان مشتركة كثيرة بين السودان وبعض الدول تواجه صعوبة في الإنعقاد، ومتابعة ما تم الإتفاق عليه في وقت سابق على سبيل المثال اللجنة المشتركة بين السودان ومصر. الإهتمام السعودي بلغ مداه بتطوير علائق الخرطوموالرياض، بإبدأ الجانب السعودي إهتمامه بالثروة الحيوانية السودانية، كون السودان من الدول القريبة، ومن المناسب الإستيراد منه بحسب وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية المهندس سامي بن سليمان النحيط، الذي يترأس الوفد السعودي، وقد أكد النحيط عقب افتتاح أعمال إجتماعات لجنة المتابعة للجنة الوزارية السودانية السعودية المشتركة التي بدأت أعمالها أمس، عدم وجود مشاكل تعيق العمل المشترك بين البلدين، وتمني خروج الإجتماعات بنتائج إيجابية وهادفة تخدم العمل المشترك بين الرياضوالخرطوم.. فيما شدد رئيس الجانب السوداني وكيل وزارة الزراعة والري المهندس محمد حسن جبارة على أن علاقات البلدين تتسم بالتميز والإستقرار، وأنها ما تزال تحظى برعاية كريمة من قيادتي البلدين. جانبان مهمان في علاقات البلدين وهما الجانب الأمني والزراعي.. فالأول يرتبط وبشكل كبير بأمن البحر الأحمر، وسبق أن كشف وزير الدولة بالداخلية الأمير / بابكر دقنه في برنامج (منتهي الصراحة) التلفزيوني عن تقديم السعودية لدعم كبير للحكومة، الهدف منه محاربة القرصنة وتأمين السواحل، وهو ملف توليه السعودية إهتماماً بالغاً، والهدف منه وقف تصدير أي عمليات إرهابية لبلادها يمكن أن تتحرك من منطقة القرن الأفريقي أو عند باب المندب.. بجانب أن تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ظل مستمراً عقب وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وبالنسبة للجانب الزراعي فقد زاد في الآونة الأخيرة الإستثمار الزراعي السعودي، وتوقع وزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي في حديثه ل (آخر لحظة) زيادة الإستثمارات السعودية في الجانب الزراعي والحيواني.. مشيراً الى الملتقى الإستثماري الذي أقيم بالرياض وحقق من خلال السودان مكاسب وصفها ب (الكبيرة).. وقال المتعافي هناك فرص إقتصادية وزراعية كبيرة من الممكن جداً أن تطور علاقة السودان بالمملكة. ويتطابق مع رؤية المتعافي إستضافة السودان في ديسمبر المقبل إجتماعاً الهدف منه إنزال مبادرة أطلقها الرئيس البشير خاصة بالأمن الغذائي العربي.. واللافت أن مبادرة البشير انطلقت من الرياض عند احتضانها للقمة العربية الأخيرة في مارس الماضي.. وهو الأمر الذي أشار إليه وكيل الزراعة جبارة عندما كشف أمس أن الإجتماع الخاص بمبادرة الرئيس سيشهد حضوراً كبيراً ممثلاً في الجامعة العربية والصناديق ومؤسسات التمويل العربية. المهم في علاقة البلدين الأزلية والقائمة على تبادل المصالح لم تتأثر بمجريات الأحداث الجارية في مصر.. حيث دخلت المملكة لاعباً رئيساً داعماً لحكومة ما بعد الرئيس السابق محمد مرسي، مع تأكيد الخرطوم على أن ما يجري في (المحروسة) شأن داخلي،، لكن الأكثر أهمية هو ما أعلنه وكيل وزارة الزراعة، عندما أعلن عن تعهد الحكومة بتهيئة المناخ المواتي لزيادة الإستثمار والإرتقاء بالتعاون الإقتصادي والتجاري بين السودان والمملكة، وهو الذي ينتظره الجميع.