بينما نحن -اتحاد الصحفيبين - نسعى لتخصيص مدينة جديدة بالسكن الشعبي للصحافيين، فاجأنا صندوق الإسكان والتعمير بقائمة طويلة فاق عدد من فيها ال«600» صحافي لم يوفوا بالتزاماتهم بسداد ما عليهم من أقساط شهرية.. وصل بعضهم إلى «5» مليون جنيه بالقديم.. وبالطبع وحسب قانون الصندوق ولوائحه فإن هؤلاء مهددون بنزع بيوتهم إذا لم يقوموا بسداد ما عليهم من أقساط متراكمة.. وفي الحقيقة نحن هنا لا نريد أن نلوم صندوق الإسكان الذي طالب بحقه وهو شيء طبيعي طالما ما أن الصحافي قد التزم بسداد ما عليه من أقساط.. ولا نريد أن نلوم الصحافي رغم أنه يتحمل بعض اللوم لأنه مغلوب على أمره وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود وظروف الحياة تضغط عليهم بين الحين والآخر، لذا يقومون بتأخير الأقساط حتى تراكمت عليهم.. ونحن ندعو المولى عز وجل أن لا يصبحوا يوماً وهم يقلبون أكفهم بعد نزع منازلهم التي فرحوا بها، بل وسكن بعضهم فيها.. فنحن نعلم أن حلم هؤلاء المغلوبين على أمرهم كان امتلاك منزل يؤيهم هم وأسرهم.. حتى ينخرطوا في أداء واجب مهنتهم الشاقة والتي هي في مجملها هم وطن تتنازعه المخاطر.. ولأننا نعلم أن للصندوق مشاكل كثيرة وأن تأخير الأقساط قد يدخله في مشاكل كثيرة، ونحرج من أن نطالبهم بتأجيل دفع الأقساط مرة أخرى، لكننا لانجد مناصاً من أن ندعوهم لتسهيل طريقة دفع الأقساط المتراكمة حتى يستفيد الطرفان -الصحافي والصندوق- فالنزع من صاحب الحق الذي فرح بالمنزل بعد أن كان قد يئس من امتلاكه أمر صعب، وفيه قهر للرجال ونحن نعوذ بالله من «غلبة الدين وقهر الرجال»، وأظنكم تحفظون هذا الدعاء عن ظهر قلب، وندعو الله أن يجنبنا الاثنتين.. الصحافيون ليسوا ببخلاء ولكن ظروفهم هي التي منعتهم من سداد ما عليهم من أقساط.. ولأننا نعلم أن صندوق الإسكان والقائمين عليه من كرماء القوم نأمل في أن يستجيبوا للصحافيين وأن يعطوهم الفرصة لسداد ما عليهم.. خاصة وأن الجميع يعلم أن هذه الشهور من أصعب الأيام التي تمر على جيوب الناس ناهيك عن الصحافيين الذين لا يعرفون مهنة سوى قلمهم ولا يعرفون مكاناً للعمل غير بلاط صاحبة الجلالة. كما أننا نناشد الصحافيين بمحاولة سداد ما عليهم من أقساط حتى يبقوا على منازلهم في حوزتهم، وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد- الأول الإبقاء على منازلهم والثاني إعطاء الفرصة لإخوانهم لامتلاك منازل بالسكن الشعبي بدلاً من أن يؤخر الصندوق استحقاقهم بسبب تأخير البعض للسداد.