ويهل عيد الفداء على الوطن.. والبروف غندور تنقل عنه الصحف والكاميرات والمايكات والتلفزيونات مباركته العيد لإخوانه في المؤتمر الوطني.. وأحبابه في الانقاذ ورفاقه في الحركة الاسلامية متمنياً لهم الرفعةوطول العمر وأن يعود عليهم باليمن والبركات.. ونقرأ نحن «الحرافيش» وبين السطور سطور حديثه ومن خلال تقاسيم وجهه واختلاجاته أو ابتساماته أو قسماته أمنية ريانة.. بل يقيناً راسخاً.. بأن العيد القادم أيضاً سيكون حتماً تحت الانقاذ.. بل بعض من «قسمات وجهه» تقول صائحة أو صادحة.. إن الانقاذ ستبقى حتى مراحل «الدجال» ونزول عيسى.. والدخان.. والأرض التي ملئت جوراً ثم امتلأت عدلاً.. ويطوي الله الأرض وآخر الرايات التي تطوى هي رايات الانقاذ.. أنا لا أعرف خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. ولا أعلم دبيب النمل بين الصخور.. ولست «رمالي» أضرب الرمل.. أو أرمي الودع.. ولكن التفاتة من البروف تلك التي نحمدها له ونشكره عليه فالرجل لم ينس أن يخصنا نحن شعب الوطن والذين هم خارج أسوار المؤتمر الوطني.. لم ينس أن يهنئنا بالعيد راجياً لنا الفرح والسعادة.. وإن كانت تهنئته مصحوبة.. بنصائح ومحاذير.. بل ذهب الرجل إلى الحد الذي كاد أن يقتل فرحة العيد في نفوسنا.. فقد قال الرجل وهو يصوب مواسير بنادق كلامه لنا ما معناه أن «نقنع باطن وظاهر» من حكم السودان مرة أخرى.. وأن «نشيل» من رؤوسنا تماماً «أحلام ظلوط» تلك التي تداعب الحالمين بعودة ديمقراطية.. «يعتب» فيها حزب الأمة وحزب مولانا والأحبة الشيوعيون والإخوة البعثيون.. القصر الجمهوري ومجلس الوزراء.. وحتى أكون واضحاً وحتى لا يتهمني أحد بالبهتان والافتراء على الرجل فقد قال البروف غندور حرفياً وهو يخاطب الشعب السوداني ناقص الأحبة في المؤتمر الوطني.. قال.. إن التظاهرات والإعتصامات لن تطيح بالانقاذ مطلقاً.. ونحن نضيف يا بروف ومن عندنا.. ولا حتى بالانقلابات ولا حتى بالانتخابات المحسومة وقبل أن تبدأ لمصلحة المؤتمر الوطني.. حتى وان كانت تحت اشراف «بانكي مون» شخصياً.. ويواصل البروف في إشاعة الوهن واليأس في نفوسنا نحن الذين قضينا ربع قرن من الزمان تحت حكم الأحبة «الإخوان» وهو يتلو علينا آيات مطهرة من كتاب الله المطهر والتي تقول «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير».. ونحن نقول لك يا بروف بعد أن تلوت علينا هذه الآية الكريمة.. ونعم بالله ونعم صدق الله العظيم.. ونعم إن الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.. وحتى لا تظن إنك قد اغلقت علينا كل الدروب و«قفلت في وشنا» كل طريق.. و«زريتنا زرة الكلب في الطاحونة» ولأننا شعب مبدع ومعلم ومخترع.. فقد الهمنا الله طريقاً ثالثاً والمعروف أن الطريق الأول.. هو الذي تسير فيه الانقاذ منذ اربع وعشرين سنة وتزيد.. والطريق الثاني هو الذي نسير فيه نحن والذي اطفأت كل مصابيحه واغلقت كل ابوابه أما الطريق الثالث الذي ابتدعناه.. والذي سوف يخرج البلاد إلى بر الأمان.. ويحفظ الوطن من كل سوء.. طريق بل نفق تتقد فيه شعلة في آخر الطريق.. لا خاسر فيه ولا رابح ولا مهزوم.. وقبل أن نسلك ذاك الطريق الذي سوف يقودنا إلى البصرة.. و البصرة هنا كما يقول «مظفر النواب» هي محطة النصر وقطف الثمار قبل أن نريك هذا الطريق السحري.. نعيدك إلى مقالنا بل معايدتنا لك بالأمس وكيف تحدثنا في تدفق ماء رقراق على جدول غزلاً أنيقاً في جامعة الخرطوم وكيف كانت مشتعلة المصابيح.. ومبهرة الضياء.. ولأننا نرجو الظفر بالبصرة.. ونفس اللحظة نريد إضاءة مصابيح الجامعة مرة أخرى.. لنكون قد اصطدنا ألف عصفور بحجر واحد.. بكرة نحكي لك تفاصيل الطريق الثالث.