وما زلنا في حضرة البروف غندور.. وما زلنا نتجول وسط الورش والجملونات.. وصفير القاطرة.. وما زلنا نصافح الأكف الخشنة.. ونعانق جباهاً منها العرق يتفصد.. وما زلنا نسبح خفافاً في بحيرة تصريح البروف.. الذي كان أول قصيدته إيمان وايمان.. وإيمان.. ونحن نتفق معك تماماً يا بروف في رفضك القاطع والصارم بل والحديدي لحل مشاكل ومعضلات الوطن النازف عبر مواسير البنادق نتفق ونتطابق مع حديثك تطابق المثلثات بضلعين وزاوية.. بل دعني أذهب أبعد مدى لأقول.. اني أبكي بدموع الخنساء لأي نقطة دم سودانية مسفوحة كانت تلك النقطة الغالية من الأحبة في الحكومة أو حتى المؤتمر الوطني «ذاتو» أو نزفت من الإخوة الأحبة الأحباب من المعارضة.. سلمية أو حتى مسلحة.. ويا لروعة الحوار عندما يكون تحت خيمة سودانية رهينة الظلال.. تمتليء حتى القيف بالهواء الحر المنعش الديمقراطي العليل.. نعم القتال طريق.. إلى الحكم.. ولكنه بشع باهظ التكاليف.. مرعب ومخيف.. وصناديق الاقتراع.. واحتشاد الفضاء برايات وبيارق وأعلام الديمقراطية الماهلة الرفيعة الرحيبة.. هو أيضاً طريق لا يقود إلى القصر فحسب بل يحلق بالوطن في المجرات البعيدة حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر.. نحن يا بروف مع الطريق الآمن الرائع الثاني.. ولكن.. دع «ونستنا» تنبت فيها الأشواك.. وتكتسي رغماً عنا.. وعن طبيعة الأشياء بحبيبات دامية من «الضريسة».. دعنا نسألك.. سؤالاً مجلجلاً.. أو ان شئت مدوياً أو قل هو محرجاً.. نسألك حتى يسمح «إخوانك» القابضين على السلطة قبض العقائدين على جمر القضية.. هل يسمح هؤلاء بنصر عبر تلك الصناديق يحققه معارض من الأحزاب التي تقف وجهاً لوجه أمام الانقاذ وهل سمح هؤلاء الأحبة بمثل هذا في كل الانتخابات التي جرت طيلة عمر الإنقاذ؟؟ وإن هزيمة أي مرشح للمؤتمر الوطني أمام اي مرشح وليكن من حزب الأمة «الأصلي» أو الاتحادي الديمقراطي الاصلي.. أو الحزب الشيوعي يمكن ان يحدث وفي يسر وسلاسة.. اذا استطاع فريق «الانتصار» وهو من أندية الدرجة الثالثة بالخرطوم أن يلحق ببرشلونة هزيمة تسير بذكرها الرهبان.. هذا أو أن تكون علامات الساعة قد لاحت في الأفق وتعدت مرحلة الدخان.. ولأننا الآن في «حصة» جبر ونظريات.. دعني أقسم غير حانث.. بل يمين تلزمني «كفارتو» إنه اذا ترشح الصادق المهدي ليس في الجزيرة «أبا» أو «الجبلين» أو ود نوباوي اذا ترشح داخل أسوار منزله بالملازمين وفي انتخابات ديمقراطية ونازل أحد أعضاء المؤتمر الوطني ومن المغمورين أو حتى من «حرافيش» المؤتمر الوطني إذا كان من بين عضوية المؤتمر الوطني أحد الحرافيش.. أقول إن مرشح المؤتمر الوطني سوف يكتسح الصادق المهدي اكتساحاً أشد هديراً وصخباً من سيل أبو قطاطي ذاك الذي «وكت يكسح ما يفضل شي» وهذا ينطبق تماماً على مولانا «أبو هاشم» الذي لو ترشح في دائرة الميرغني أو في جنينة السيد علي تلك المطلة على النيل.. نيابة عن الاتحادي الديمقراطي في مواجهة أحد أعضاء مؤتمركم الوطني.. وليكن مثلاً الدكتور ربيع عبد العاطي.. «برضو» دعني أقسم أن الدكتور ربيع حتماً يكتسح مولانا مثلما.. كان الفريق الأهلي السوداني في زمان ولى وفات يكتسح منتخبات الأحبة العرب ب 14/صفر عندما كان أولئك الأعراب في خيام تلال الملح ورمال الربع الخالي وخيام مضارب تميم..يا بروف.. دعني مرة أخرى أكرر في إلحاح ومثابرة وصدق.. إننا ضد العنف ضد مواسير البنادق لتغيير الأنظمة أو الوصول إلى السلطة.. ولأننا نرفض حتى مجرد التفكير في اجتياز بوصة واحدة في هذا الطريق.. يبقى أمامنا الطريق الثاني وهو طريق مسدود موصد ومستحيل.. طيب ما العمل؟؟ الاجابة تملكها أنت وحدك.. ولا أحد غيرك.. ولأننا نأمل فيك خيراً كثيراً.. ولأننا نظنك من الذين يرددون في صدق قول السيد المسيح.. ماذا يفيد المرء إن ربح العالم كله وخسر نفسه.. أنت لن تخسر نفسك لذا نتوقع منك إجابة صادقة.. وبكرة نتلاقى