عاشت قيادات المؤتمر الوطني في عدد من مدن الجنوب أمس الأول، ساعات عصيبة، اثر تداعيات مظاهرة، أحزاب «تحالف جوبا» والحركة الشعبية في الخرطوم، إذ تعرض عدد كبير منهم إلى مضايقات و إعتقالات من قبل منسوبي الحركة وتم إحراق دور المؤتر الوطني بمدينة واو والتهمت النيران مكتبين و«فرندتين»، وتمكنت الشرطة من إعتقال ستةأشخاص من المتورطين في العملية حيث تفقد والي غرب بحر الغزال الدار بعد الأحداث. وكشفت مصادر «آخر لحظة» عن اتلاف مقر المؤتمر الوطني برمبيك وحرق ما فيه من أثاثات ومستندات وعربة أمانة المرأة التي كانت داخل المقر بجانب مهاجمة بعض التجارالشماليين، وأشارت لاعتقال عدد من القيادات بولاية البحيرات لعدة ساعات بجانب إعتقال رئيس لجنة السجل بولاية واراب واثنين من أعضاء مجلس تشريعي الولاية عن المؤتمر الوطني وظلوا في الحبس لعدة ساعات ليتم إطلاق سراحهم عصراً. وأكدت المصادر أن مدينة جوبا شهدت عمليات إعتقالات طالت بابكر إبراهيم ودايمون الموظفين بصندوق دعم الطلاب في جوبا، فيما شهدت اويل تحوطات أمنية كبيرة، ونظم منسوبون للحركة الشعبية مسيرة بمدينة الرنك بأعالي النيل ضد المؤتمر الوطني وطافوا المدينة بسيارة تحمل مكبرات صوت ورددوا هتافات (داون - داون البشير). وكشفت المصادر عن تخطيط الحركة لتصعيد المظاهرات كماً ونوعاً بتدريجها من مظاهرات سلمية الى عنيفة تصاحبها اعمال شغب لتنتهي وفق المخطط بانتفاضة مسلحة وفوضى عارمة بالخرطوم والمدن الكبرى. من جانبه شن المؤتمر الوطني هجوماً على الحركة الشعبية، ووصف تهجم منسوبيها على دوره وإحراقها بمدينتي واو ورمبيك أمس الأول بالعمل البربري، معتبراً إعتقال رئيس وقيادات الحزب بولايتي واراب والبحيرات قمعاً للحريات وانتهاكاً للقانون بالجنوب، وحمل القيادي بالحزب علي تميم فرتاك الحركة الشعبية المسؤولية كاملة في توفير الحريات ومناخ التسامح والتصالح السياسي بالجنوب، مشيراً إلى أن ما تم محاولة لتكميم الأفواه، داعياً الحركة للاعتراف بالرأي الآخر. وطالب فرتاك خلال حديثه ل«آخر لحظة» أمن الحركة الشعبية بالكف عن اللعب على الحبلين بين الحكومة والمعارضة، وأضاف أنها تأتي هؤلاء بوجه وأولئك بآخر، مشيراً إلى أنها قادت مسيرة للمعارضة غير مصرح بها من قبل السلطات المختصة، وقال كان على منظميها اتباع الخطوات المتبعة بخصوصها. من جانبه اتهم الناطق الرسمي والأمين السياسي لأمانة الشباب د.عبيد الله محمد عبيد الله بالحزب الشيوعيين داخل الحركة بتبني خط المواجهة مع حزبه، مؤكداً التصدي لهم حفاظاً على أرواح المواطنين، وتحدى شيوعيي الحركة باختيار ميدان المعركة وسلاحها إن لم يرغبوا في سلاح الانتخابات. وتساءل عبيد الله في لقاء صحفي أمس لمصلحة من يطالب باقان وعرمان باثارة الفوضى والانفلات الأمني بالبلاد، مطالباً إياهم بالعمل من خلال الآليات واللجنة المشتركة بين الحزبين لتجاوز النقاط الخلافية.