أوضحنا لكم يا أحبة بالأمس إن هذا الوطن الجميل قد طاف على حكمه كل حزب، كل جنرال، كل لون من انفراد وائتلاف واختلاط وشمول.. وفردية وجماعية ما عدا الأحبة التقدميون الذين ظلوا جلوساً على الرصيف و«الفرجة» منذ أيام المستر «هاو» وحتى حكم «الأحبة المسلمون».. ولأن الاقتحام أو الولوج إلى القصور السلطانية له دروب وطرق معهودة ومعروفة.. وهي إما استيلاء على السلطة في «أنصاص» الليالي، وقبل أن ينسل أول شعاع من شمس تنير الكون.. أو عبر هبة شعبية تصبح السلطة تماماً في يدها اليمنى واليسرى.. أو عبر صناديق من الزجاج أو الحديد أو حتى «الصفيح» تعلن أوراق اقتراعها من الرابح ومن الخاسر و «صليناك» يا الصبح حاضر.. أما «نظريتي» أو استجدائي.. أو «شحدتي» بأن تحكم الجبهة التقدمية اسلك فيه طريقاً رابعاً.. وهو الاستئذان من كل «الأحباب» في الوطن من حكومة و معارضة ومن الحالمين والراجين والمتطلعين.. أن «يجربوا» حكم الجبهة التقدمية نطلب منهم ذلك رغم إننا نعرف تماماً المقولة «الماركسية» الخالدة.. إنه «ما من طبقة في التاريخ تتنازل عن امتيازاتها بمحض إرادتها» نعم نحن ندرك ذلك ولكن دعونا نتجاهل ذلك للمرة الأولى والأخيرة مع التأكيد «للتاريخ» إننا إن دعى الداعي نكون على أهبة الإستعداد «إذا واجب الأوطان ينادينا» هذا وقد استطعنا إقناع الأحبة «الناصريون» أن يتخلوا عن مقولتهم بل مقولة زعيمهم إنه «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». الآن يا أحبة نعلن لكم إن فترة حكمنا والتي هي فترة انتقالية لن تزيد عن سنتين فقط وباليوم والساعة والدقيقة والثانية.. وقبل الدخول في البرنامج وتفاصيله والأهداف ومراميها.. والخطط وتفصيلاتها دعونا نعدد لكم أعضاء وكتل الجبهة التقدمية.. فإلى مكوناتها.. تتكون الجبهة التقدمية من الحزب الشيوعي السوداني.. وحزب البعث العربي الاشتراكي «بغداد».. وحزب البعث العربي الاشتراكي «دمشق وأقصى يسار الحزب الاتحادي الديمقراطي القصي علنا نجد في تلك الشريحة «المطرفة» يساراً من الحزب نسخة أخرى من السيد الراحل «أبو حريره» وقد يكرمنا الله بأن نجد فيهم نسخة باهرة لمولانا الشيخ علي عبد الرحمن الذي كم.. وجدناه في مواكبنا وتظاهراتنا و«لماتنا».. ولأن فترة حكمنا لن تزيد عن عامين «حتى ولو دقيقة» نضع من أول أهدافها بل من أهم مهامها هو وفي الستة أشهر الأولى يكون الهدف إعادة السودان وطناً وشعباً وشجراً وحجراً إلى 1/1/1956م.. وتماماً كالمزارعين نكون قد «حضرنا» الأرض للزراعة.. واليكم ملامح من حكومتنا المقبلة.. أولاً نطلب من الإخوة فرسان القوات المسلحة أن يختاروا لنا وبمحض إرادتهم وزيراً للدفاع.. ونطلب من الإخوة في الشرطة أن يختاروا لنا فرداً منهم ليكون وزيراً للداخلية.. وكذا الحال من الهيئة القضائية المبجلة والموقرة أن تختار لنا ومن بين عضويتها الوقورة وزيراً للعدل..باقي الوزراء لن يكون فيهم عقائدي واحد.. ولا حزبي واحد.. كلهم من التكنقراط.. من العلماء الذين تزخر بهم البلاد.. نقلص أدوارهم ونحدد صلاحياتهم ليكونوا فقط وزراء ينفذون في كفاءة ودقة ووطنية ونزاهة مقرراتنا التي تصدر بالاجماع.. ويجب أن تكون بالاجماع من المؤتمر العام لهيئة الأحزاب التقدمية.. وتجتمع الهيئة كل ستة أشهر لترى وتنظر في كل «التكاليف» وما الذي انجز منها وذاك الذي لم ينجز مع السؤال والذي سيكون مثل سؤال «نكير» لماذا لم ينجز..