واليوم يا أحبة.. نكتب آخر ورقة عن قراءتنا في الحكومة الجديدة.. هي ليست قراءة توصيف أو تفصيل.. أو تحليل.. هي فقط أماني وأحلام.. وتوق وشوق إلى رؤية سودان مشرق بديع وباهر الألوان.. وما زال سيل الأسئلة يتدفق.. وما زال الوابل من الاستفهام ينتظر.. واليوم نبدأ بالسؤال الذي نراه أكثر أهمية عن ما سواه.. وهو هل «أهل» وقادة الحكومة التي ذهبت راضين كل الرضا أو حتى بعض الرضا عن حكومتهم السابقة.. وإذا كان كل شيء عال العال.. وتمام التمام إذن ما الداعي لتغيير هائل بمثل ذاك الاتساع.. وهل حصاد الإنقاذ بعد ربع قرن من الزمان هو «المحصول» الذي نراه الآن.. وهل ستتواصل المسيرة بتلك الظلال القاتمة التي تبدت جلية واضحة في وجه «الإنقاذ» إذا كانت الإجابة على كل تلك الأسئلة بنعم.. دعونا نقول في ثقة كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا.. أما إذا وافقتنا «الإنقاذ» بأن محطات من الإخفاق وأركان من الظلام وتلال من المتاريس أمام الشعب وهو يصطلي بنيران العذاب.. معاشاً وعطالة مرضاً وأهوال تظلل سماءه كل يوم.. نقول هنا نبدأ اقتراحاتنا التي نأمل أن تساهم في جعل الحياة أكثر سهولة للشعب وأن يبتسم مرة أخرى الوطن الجميل والنبيل والعزيز.. إن أول طلباتنا أن تطوى راية «التمكين» التي ظلت ترفرف على السارية رغم كل ذاك النفي المغلظ، ورغم كل تلك الأوامر الصارمة المنطلقة من رئيس الجمهورية شخصياً. ثانياً.. وحتى تعود الخدمة المدنية إلى مجدها وبديع وبهي أيامها وحتى تسير في دقة السويسرية.. دعونا نبدأ بمنصب الوكيل.. ورأينا أن يصل إلى «الوكالة» متدرجاً من أول خطوة له في سلك الخدمة المدنية موظفاً ثم يندرج حتى آخر هرم الوزارة أو المصلحة ليصير قليلاً.. ليس مهماً أبداً أن يكون من خارج أسوار المؤتمر الوطني.. مهما كانت درجة ولائه للحزب أو الجماعة.. جسره الوحيد الذي يعبر حتى يصل درجة الوكيل هي كفاءته ونزاهته وقوته وليس «حلقومه» وهتافاته.. ثالثاً.. أنه والله «عيب» كبير أن يقول بعض قادة الدولة في القطاع الاقتصادي إن محاربة ومحاصرة «التجنيب» أمر صعب شاق وعسير، «التجنيب» شيء مضحك ومثير للشفقة أن يحدث في دولة ليست «ملكية» ولا حتى «أميرية» لتضع الأموال تحت تصرف ملك أو أمير.. أنها أموال الشعب بل هي قطرات نزف من الشعب أحياناً دموعاً وأحياناً دماً.. وحرام أن تضع تحت يد فرد من الأمة ليصرفها كما يشاء أو يسير بها الوزارة كما يشاء، مهما كانت يده نظيفة وطاهرة وروحه عفيفة وشفيفة. رابعاً.. من الآن وصاعداً نريد أن نرى مسؤولاً حامت حوله حتى شبهات من اتهام نريد أن نراه مساءلاً ومستجوباً أمام العدالة التي يجب أن تطال أي مواطن في هذه البلاد عندها إما أن تبرأ ساحته أو أن يطاله العقاب ويغادر موقعه، كل ذلك حتى تزول دهشتنا وعظيم تعجبنا إنه وفي عهد الإنقاذ هذا ولمدى ربع قرن من الزمان لم نر مسؤولاً رفيعاً واحداً خلف قضبان أو حتى خلف قضبان أقفاص قاعات المحاكم، وكأن كل الذين عملوا في الإنقاذ هم مجموعة من الملائكة هبطوا من السماء.. نحن لا ندعو أخذ الناس بالشبهات والاتهامات.. ولكننا نرجو أن يوقف «المسؤول» أي مسؤول فوراً من مزاولة عمله إذا حامت حوله إتهامات حتى ينجلي موقف صفحته كانت بيضاء أو سوداء.